رحلة كروية على الشاشة.. أفلام ممتعة لعشاق كرة القدم
22 يمشي 2025
لم تعد كرة القدم مجرد رياضة، بل تحولت إلى ظاهرة عالمية يفهمها الجميع، من العرب والآسيويين إلى الأفارقة والأوروبيين واللاتينيين. تعرفها كل الأجيال، وتتناقل أيقوناتها عبر الزمن، حتى تجاوزت المستطيل الأخضر لتصل إلى مختلف الوسائط، متحولة إلى ثقافة شعبية أكثر منها مجرد لعبة.
تجاوزت كرة القدم، التي يتابعها أكثر من 3.5 مليار شخص حول العالم، حدود الملاعب لتصل إلى صفحات الكتب بعناوين مثيرة مثل كرة القدم في الشمس والظل، وإلى شاشات التلفاز في مسلسلات مثل تيد لاسو، بل امتدت أيضًا إلى السينما، حيث تناولت الأفلام عالمها، ليس فقط داخل الملعب، بل خارجه أيضًا.
وصول كرة القدم إلى عالم السينما
تعود العلاقة بين كرة القدم والسينما إلى مطلع القرن العشرين، حيث شهدت تلك الفترة ازدهارًا للرياضة، ما جعل ترجمتها إلى مشاهد سينمائية سُلمًا للوصول إلى جمهورها الواسع. ورغم فشل العديد من المحاولات، برزت بعض الأعمال الناجحة، مثل فيلم The Arsenal Stadium Mystery الصادر عام 1939، والذي سرد قصة جريمة غامضة وقعت داخل ملعب أرسنال الإنجليزي.
تعود العلاقة بين كرة القدم والسينما إلى مطلع القرن العشرين، حيث شهدت تلك الفترة ازدهارًا للرياضة، ما جعل ترجمتها إلى مشاهد سينمائية سُلمًا للوصول إلى جمهورها الواسع
أثرت الحرب العالمية الثانية، التي بدأت في العام نفسه الذي صدر فيه الفيلم، على صناعة السينما بشكل عام. إذ توجهت السينما العالمية وقتها إلى إنتاج أفلام ذات طابع سياسي وحربي، ما جعل كرة القدم ضحية لهذا التوجه، إلى جانب العديد من الأنواع السينمائية الأخرى مثل الكوميديا والرومانسية، التي لم تستعد مكانتها إلا بعد انتهاء الحرب.
رأينا أفلامًا مثل "Pitch Fever" و "Escape to Victory" في أواخر القرن الماضي، لتبدأ مرحلة عودة كرة القدم إلى الشاشة الكبيرة، قبل أن تظهر بشكلٍ أكبر في القرن الحالي بأعمال مثل "Goal" و "The Damned United". ولم تكتفي السينما بأفلامٍ درامية عن كرة القدم، بل أنتجت الوثائقيات والسير الذاتية التي تناولت مسيرة ألمع نجوم الساحرة المستديرة. وسنستعرض لكم بعض الأفلام اللطيفة في عالم المستديرة، والتي على كل عاشق لكرة القدم أن يتابعها.
فيلم "The Beautiful Game" - المملكة المتحدة، 2024
أطلقت شبكة "نتفليكس" فيلم The Beautiful Game في عام 2024، ليحكي قصة مجموعة من اللاعبين المشردين الذين يسعون للفوز بكأس العالم للمشردين المقام في روما. تبدأ الرحلة بتشكيل المنتخب الإنجليزي للمشردين، وتستمر حتى البطولة، والتي تُنظم في الحقيقة كل عام.
يركّز الفيلم على روح التعاون بين لاعبي كرة القدم، وعلى دور اللعبة في تغيير حياة الرياضيين للأفضل. تظهر تلك الروح في رحلة المدرب الذي يؤمن بالفرص الثانية، ويرعى لاعبيه الذين يواجهون ماضيهم الصعب، محاولين تحويله إلى مستقبل مشرق، متكئين على روح التعاون بين لاعبي كرة القدم، على أرضية الملعب وخارجها.
فيلم "Offside" - إيران، 2006
يتعامل فيلم Offside بشكلٍ مختلف مع كرة القدم، حيث تدور القصة حول حجب السيدات عن حضور المباريات في الملاعب، وهو ما تعرضت له ابنة مخرج العمل، جعفر بناهي، والذي ألهمه ما حدث مع ابنته ليُخرج هذا الفيلم الذي دخل قوائم أفضل الأفلام في سنته.
تدور القصة حول مجموعة من الشابات، اللائي يحاولن حضور مباراة مؤهلة لكأس العالم، بين منتخب بلادهن إيران والبحرين. يعتمد الفيلم على أسلوب سرد قريب من الوثائقي، مع لمسة كوميدية، تدور حول تنكر الشابات كرجال لحضور المباراة، في محاولة منهن لكسر الحاجز الذي وضعته إيران، التي حظرت عرض الفيلم، وسمحت بدخول السيدات للمباريات في 2019، قبل حجبهن مرة أخرى في 2022.
فيلم "The Damned United" - بريطانيا، 2009
يُسلط فيلم The Damned United الضوء على وظيفة المدرب، وصعوبة هذه الوظيفة التي لا تخلو من التعقيدات النفسية. يتناول الفيلم قصة حياة براين كلوف، المدرب التاريخي لنادي نوتنغهام فوريست، خلال الـ 44 يومًا التي أدار فيها نادي ليدز يونايتد في عام 1974.
يسرد الفيلم قصته من داخل غرفة تغيير ملابس إيلاند رود، ملعب ليدز، الذي وصل إليه كلوف خليفةً لدون ريفي، المدرب السابق. تدور القصة كلها حول مدى صعوبة مهنة التدريب، خصوصًا إذا كان المدرب السابق مختلفًا عن الجديد في كل النواحي، وكيف تتحول مهنة المدرب إلى ضغط عصبي مستمر مع وجود طموحاتٍ مرتفعة لا تتماشى مع ما يواجهه المدرب في يومه الطبيعي.
فيلم "Green Street Hooligans" - بريطانيا-أمريكا، 2005
يستكشف Green Street Hooligans عالم التعصب الكروي، مثل المشاهد، من خلال عين بطل الفيلم الذي لا يمت لهذا العالم بصلة. يحكي الفيلم قصة مات باكنر، الطالب المفصول من جامعة هارفارد، والذي يتجه إلى لندن ليعيش مع شقيقته، ويبدأ في استكشاف عالم "الهوليجانز"، الذي يطغى عليه العنف الكروي.
غرس باكنر أقدامه في هذا العالم مع مجموعة Green Street Elite، وهي مجموعة متعصبة لنادي ويست هام يونايتد اللندني، وتشكل رحلته نموذجًا للتعصب الكروي ودوره في حياة من يبحث لنفسه عن هوية. يُركز الفيلم على هذه الظاهرة خارج الملعب أكثر من داخلها، وكيف حولت عشق كرة القدم إلى ظلامٍ دامس، وعنف تحت مسمى "التشجيع".
فيلم "Bend It Like Beckham" - بريطانيا، 2002
يظل فيلم Bend It Like Beckham من أخف الأفلام عن كرة القدم، وهو الذي يحكي قصة مراهقة هندية-بريطانية تعشق كرة القدم، وتحاول أن تصبح أيقونة مثل لاعبها المفضل، ديفيد بيكهام. تبدأ القصة في منزل عائلة سيخية، ذات تقاليدها التي لا تقتنع بممارسة الفتيات لكرة القدم، وتريد من جيسي، بطلة الفيلم، أن تركز في دراستها فقط.
تنضم جيسي إلى فريق كرة قدم محلي، وتبدأ رحلتها في كسر حاجز التقاليد الذي وضعته أسرتها، باحثةً عمّا يرضيها هي وعائلتها. يُظهر الفيلم صراع الحضارات في إطارٍ رياضي، والبحث عن الهوية في ظروف التربية الصارمة، وبالتأكيد يسعى لإبراز المساواة في عالم كرة القدم بين الرجل والمرأة، وكل هذا على الملعب الأخضر، الذي لا يهتم بهوية من يركل الكرة حوله.