
ظنَّ البعض أننا جسور
نحن الفقراء تقلمنا أمهاتنا/ كي لا نعثر أولئك الذين يدوسونا ويسبقونا إلى أحلامنا/ وهكذا نكبر دون أن نؤذي أحدًا/ مثل نبتة صغيرة على جانب الطريق/ حتى أننا أقصرُ من كل شيء/ ولأن كل ما هو أعلى للأغنياء/ كنا ننمو أمام مرآة العوز المقعرة/ فترعرعنا مقوسين

لم تتجاوز أعمارنا
ظن البعض أن السواد عمق/ فرموا أسرار بؤسهم/ وبعد كل احتراق/ تأتي الأيام لتسكب الماء فينا/ فيتصاعدُ الدخان/ وتفوح رائحة العطب/ كسرٍّ تشهقهُ رئة العالم/ ثم يعطسنا/ وما يتبقى منا على حافة أنفه/ تجففه مناديل النسيان/ من كان يعلم أننا شعراء

بيت لا يتسع للأمنيات
كان منزلنا ضيقًا جدًا/ تشاركنا فواتير الكهرباء/ الهواء الذي نتنفسه/ كلما تكدست عند باب المدخل/ وكنا نطرد فردًا من العائلة/ حين نشتري قطعة أثاث جديدة/ حتى أننا كبرنا/ أنا وأختي / من دون أمنيات تضيّق علينا مساحة معيشتنا

مواليد الحروب
الأمهات بعد أن يعود أبناؤهن من الحرب أمواتًا/ يشكلنَّ بركةً من الدموع/ ينمو فيها القصب/ يصنع منه نايًا/ يعزفُ به أحدهم في مسرحٍ ما/ فيسقطُ عند كل زفيرٍ شهيد/ */ وهؤلاء الشهداء ينتمون إلى عرقٍ حزين/ كذلك الشهيد ولد من عينِ أمهِ دمعة