
القصيدة الصفراء
الأفعى مصابة بالزهايمر/ منذ أن أكلت حشيشة الخلود/ تبدّل جلد ذاكرتها/ من عام إلى عام/ فتنكر في الربيع ذاتها/ التي دخلت في السبات/ في الخريف

صوتي يدْمع.. عينٌ أصابها الرّمد
قالت فراشة:/ انظروا إلى الضّوء/ قُدّ بشروق وغروب/ إذ همّتْ به وهمّ بها/ وغضّا النّظر/ لا آلهة في الحبّ

أثر الذّبابة
الذبابةُ تفركُ يدًا بيد/ كمن يتوضأ/ كمن يُشعل غابة بقشّةٍ/ كمن يُدفئ أصابعه من النصْل/ كمن غسل يديه من دمِ المسيح

قالتْ: أظافري أقصّها أهلّة لتحكَ سماءَ ظهرِكَ
الحبّ حيوانٌ أليف/ ليس قطًا ولا كلبًا/ لكن له من القطّ النكران/ ومن الكلب الوفاء/ الحبّ حيوان أليف/ لا تكسلْ، فلا تأخذه في كلّ صباح ومساء

اللّعنةُ حيوانٌ أليفٌ
أربّي اللّعنةَ طيرًا جارحًا/ أطعمه سأمي/ لا ألوّث دمهُ الفراتَ/ بنجيع الطّرائدِ/ أرفعه بيدي راية استسلامٍ/ وأرسله كقلبٍ يهفو لعشقه/ فيطأ النّسمةَ/ وينحدر من العلوّ كسيفٍ في غمده

بصركِ زئبقٌ، نظرةٌ، نظرة؛ متّ ذات هيام
آلافٌ من النّحلات يحملْن صوتكِ/ كطلع وحيٍ إلى زهرات سمعي/ اللّواتي تفتّحْن كسرّة بطنِ حاملٍ من ملاك/ فأصغي كنجمةٍ لانعكاسها في قطرة سمٍّ

مشْطُكِ ذو الأسنَانِ اللّبنيّة يعضّ شَعري المجعَّد
أمسّد ظهرَ سيجارتي/ عيناها تشعّ كقطّة في الظّلمةِ/ كضوء في آخر النّفق./ أمسّد ظهْرها، يلتفّ ذيْلُ دخانها على ساعدي الّذي تأبّطَته بلا شرّ

القَلقُ الرّضيْعُ أثداءُ النّساء لا تكفيهِ
في الحديقة الخلفيّة لظلّكِ/ أجلسُ كمقعدٍ خشبي/ حفر لصٌّ رسمَ وردةٍ على خشبه الطّاعن في السّهاد/ بينما وشمتِ على بطّةِ ساقكِ المهاجرة سكِينَ جيب

مقطع من رواية "جريمة في مسرح القباني"
كان الاسم الذي كتبه، هو راسكولينكوف بطل رواية الجريمة والعقاب للروائيّ الروسيّ دوستويفسكي فتبادرت إلى ذهنه أنّ جريمة راسكولينكوف، مع أنّها مجرد تخيّل روائيّ إلّا أنّ التاريخ البشريّ يتعامل معها كجريمة فائقة الدلالات