يسعى العربي الشرقاوي في لوحاته إلى تخليص الحرف من ارتهانه للزخرفة والسياقات الشعرية والبلاغية، بحيث يكون أكثر قدرةً على التعبير عن ذاته

ورقة مليئة بالنقاطِ السوداء
أحاولُ قولَ كلامٍ مُبللٍ بالطين/ أن أدحض الشُكوك المترفة/ وأبحث عن مفرداتٍ أقل كآبةً

وكلما ابتسمتِ اكتمل النهار
أطرقُ الباب/ فلا تجيبين/ أتوجسُ مُرتبكًا على أعتابكِ/ لأدس كلمة "أحبكِ" في جيبي/ خوفًا من أن تقع/ فتنكسر

مشيتُكِ تجعل القلق يتداعى
الوقت الذي ينقضي بدونكِ يمر بلا جدوى، ظلي أمامي، تحركي بخفةٍ حافيةً ومطلقةً

كما لو أنهم جاؤوا ليدخلوا في منافسة الرحيل
لامرأةٍ نائمة في العُزلة/ على سريرٍ يتسعُ لقلبين وجسد/ تتحسسُ جسدها الناعم/ لتواسي نفسها بالحُب

أحتاج أن أسرق الأمل في ساعة غفلة
قلبي باردٌ يا إلهي!/ لقد غادرهُ الأحبة/ تركوا النوافذ مفتوحة في وجه الريح/ وأحكموا خلفهم الأبواب

في رأسي فكرة نائمة
قال لي جدي مرة أن الأمنيات لا تتحقق/ لذلك عليّ بالرجاء/ من يومها وأنا أرجو الأشياء

ادفعْ ثمن الهواء
ماذا عليّ أن أفعل؟/ لا أحد في الشارع/ وحدي على هذا الرصيف/ تحت عمود الإنارة/ أجلس كأنني فاصلة منقوطة/ أفتش عن رقم هاتفك المفقود

كم مرة علينا أن نرسم خطًا ونتبعه؟
كما تمشين في الحديقة الآن/حاملة بيدكِ هاتفكِ وباقة من الزهور/أمشي أنا في الخراب/أحملُ أفكارًا تعيسة/وذكريات متخمة بالفشل/أفتشُ في دُرجِ الخزانة السُفلي/عن أدوية مسكنة/لأوجاعٍ كثيرة/أصابتني/بعد رحيلكِ

أخذتُ الحزن على محمل الجد
أتدرينَ يا جورجيا/ لقد عددتُ مشكلاتي بالأمس/ واكتشفت أنها كثيرة/ ولا تستحق كل ذلك العناء

من أين يأتي الحزن؟
يغتابُكَ الصبرُ النحيلُ/ ويسمعُ صمتكَ/ كأنكَ طاعن في الحُزن/ فمن يحدقُ في نحيبكَ/ وأنتَ هالاتٌ من الأسى/ يطوفُ حولها جموعٌ ودمعاتُ صيف

سأنقذ نفسي وأغني حتى الصباح
وحيدٌ أنا/ مثلَ دلوٍّ مُهترئ/ كُلما اهتزَ جُرحي/ فاضَ الأسى مني/ وبكيتُ/ مِثلَما لا ينبغي/ أعرفُ مُسبقًا أنكِ مُتعبة جدًا

تجرّ أنفاسكَ في الريح
في المساء/ على الشارع العام/ وبالقرب من شجرة التوت/ كُنا نلقي قصائدنا/ أمام المارة/ ونتفاخر بها أمام حبيباتنا