
أغصانٌ تتفرّعُ من القبور
كنتَ حطّابًا/ حارسًا لليَقَظةْ/ للحرائِقِ الشاسِعةِ/ وكنتَ تَحْمِلُ الناسَ والصخرَ إلى الأبدِ/ وما إن تَتَّكِئُ على كَتِفٍ/ حتّى تُحْرَقْ/ كنتُ دُمْيةً بِأردافْ/ في سيركٍ لا يهدأ/ وكنتُ أنْفُثُ نارًا لِلأحْداقْ

على أبواب السادسة والعشرين
يتجوّف العالم على غفلة. تخرجُ منهُ كأنّك غفوتَ عمرًا ثمّ خرجتَ ابنَ كَهف. الذكريات، لا تعود تزيد ضربات قلبك. تأخذ بضرب مكان آخر أبعد من أن يقربهُ القلب

عن الفينومينولوجيا
في الحقيقة لا تفهم الفينومينولوجيا إلّا السكون. إنّها فوتوغرافيا. تثبيتٌ للأشياء، تركيزها، ثمّ إعادتها إلى سياقاتها الحركيّة طازجةً نديّةً مضيئة الملامح كأنّها بنت الآن

أمررت بعريٍّ في الحرب
القمر الدمويّ المكسور/ يغزو عينيكْ/ كامرأةٍ عاريةٍ في الدم../ أمررت بعريٍ في الحربْ؟/ أبكيته؟/ سيظلّ يقضّ وسائدك المشهد:/ آخر أمٍّ تهجرك/ موتٌ يتهادى كنعاسكْ

يحقّ للأشياء أمنيةً أخيرةً قبل أن تؤكل
هل تعلمُ أنّي قطّعتُ شرايين يديه/ ثم وقفتُ في المرآةِ أحدّق مذهولةً/ بسحر القاتلين/ جسدي الذي شبّ كالحصان في وجهِ دمه/ الحصان الطالع/ الراكض/ الراقد/ المتّكئ على أفعاه

مرثاة إلى خليل حاوي
ولأنّك لقيطُ المستحيلِ/ تطاردكَ لعنةُ البيوتِ الفارغة/ تتأوّهُ في سرّكَ العميقِ إذ تعاقرُ غبارَها/ تنجِبُ تماثيلكَ/ ترضعُها بكاءً إلى الأبد