
ميكروفون
زاره المُخبر صباحًا، وهمس في في خجل مصطنع: "معلش يا عم مختار، الباشا عايزك". اعتاد مختار مثل هذه الزيارات الروتينية، وبوصفه "عبد المأمور" نقده المعلوم. في الصباح قابله نفس المخبر بملامح جامدة: "هات بطاقتك. اترمي هناك. الباشا زمانه جاي"

أعزّ ما تملك
أقرأ بنهم أخبار الحوادث دائمًا، وأرى في صياغات تلك الأخبار مادة فنية ذات دلالات اجتماعية ونفسية هامة لا تقل امتاعًا عن أية رواية جميلة. وكثيرًا ما يصادفني عند نشر حوادث الاغتصاب اعتماد محرر الخبر جملة طويلة متكررة هي "أوقعها المحتال في شباكه"

"ميديا" ربيعة تليلي.. صراخ من أجل الخلاص
يضعنا العرض المسرحي "ميديا"، من وجهة نظر معاصرة وحداثية للفنانة التونسية ربيعة تليلي، وهو عرض يتشابك مع حياة ميديا اليوم والعصر الحالي بمنظور المرأة العربية المغتربة البعيدة عن الموطن والأهل، فالعرض اندمجت فيه ميديا العربية مع ميديا الإغريقية

نفي الكلمة
نُفيت الكلمة لصالح السيف والسجن والتعذيب، في مهمة يمارسها مَن يتصورون أنفسهم مقدسين. كما تم نفي الكلمة بإضفاء قداسة النقاء والطهرانية عليها: "كلمتي أنا هي المقدسة، هي الحق، هي المفسِّرة للقرآن، هي المعبرة عن الإخلاص والوطنية"

الجميع ولا أحد
كنت أسير وسط كل تلك الجموع وكل هذا الإسمنت وكل هذه الأجسام المعدنية، تظللني سحابة غربة وغرابة، وحين عبرت إلى الجهة الأخرى من الشارع ووقفت أمام النيل، رأيت تلك العائلة الإفريقية. كانت هناك، في المدى، جالسة في ظل شجرة على سطح النيل

المتن والهامش.. جدلية الصراع والتكامل
إن المتن/ المركز، لا يتشكّل إلا باحتوائه وقدرته الواسعة على العديد من الهوامش/ الأطراف. فالسيطرة في أبسط تجلياتها هي إخضاع الهامش ومحوه تمامًا داخل إطار المتن، بينما على الجانب الآخر فإن الاحتواء في واحد من جوانبه يعبّر عن علاقة تكاملية بين الاثنين

أصنام
بعد رجوعه من صلاة الظهر في جامع الأربعين، يغسل جلبابه وينشره في المنوَر، ثم يشرع في ممارسة عمله. يصبّ الجبس في القوالب، ثم ينقلها إلى بقعة الشمس الضيقة الساقطة من النافذة إلى وسط الحجرة. يبدأ في تلوين التماثيل التي صنعها بالأمس بألوان بدائية فاقعة

"الجنس الموظف" يبحث عن عمل
لا أعرف على وجه التدقيق من اخترع مصطلح "الجنس الموظف" داخل العمل الفني/الأدبي وبدأ يشيعه في الحياة، حتى أصبحت لدينا قاعدة غريبة تقول إنه "إذا كان الجنس موظفًا في العمل الفني فلا بأس، وإذا لم يكن موظفًا فهو مرفوض وقلة أدب"

الآن صواب، بعد ذلك خطأ
في اللقاء الأخير/ لم تحضر الشمس وغاب القمر/ لم يكن هناك ليل ولا نهار/ وأظلّتنا غيمة صمت/ بارد، ثقيل/ العينان على غير العادة/ فقدتا الطيبة واللمعان الخفيف/ وذلك الشغف الطفولي المرتبط برؤية الحبيب/ أما عيناي فقد حاولتُ مرارًا التأكد مما تعاينه