إنّ ضياع ذاكرة أيّ إنسان هي خسارة كبيرة للبشريّة، فكيف بخسارة ذاكرة أدباء ومفكّرين أفنوا حياتهم في الدرس والأدب والكتابة

نصوص

ندٌّ عنيدٌ للَّيلِ

يمنحُني الخُسرانُ في كُلِّ يوم/ كنزًا نادرًا/ وأُراقِصُ النَّجمةَ المَخمورة/ كندٍّ عنيدٍ للَّيل

نصوص

ثقبُ الهواء العميق

تحت سماء تخيطُ للبحرِ غيومه/ يمتزجُ القبول بالرَّفض/ فيربح مُحترفو القطيعة/ نورسًا بمَسقط رأسٍ ملتبس

نصوص

الكشفُ والتَّأويل

ستنجو الدَّهشةُ/ حالَما ينجو الحبْرُ/ أقصدُ أنْ يتَّحدَ الغيْمُ والمطَرُ والجفافُ/ عندَ كُلِّ تفسيرٍ لا يُرامُ

نصوص

الجهةُ التي أحلم بها

شبيهًا بالرّيح لا مشجب لي/ عندما يُبدِّد المجازُ أتفه الحقيقة/ أُعلِّقُ نفْسي على غصن شجرةٍ تُحتطب

نصوص

اتصالاتٌ مُرجَأة

قد يصِلُ إلينا المُستقبَلُ كهاتفٍ تعطَّلَ كاشِفُهُ، فنردِّدُ: ها هوَ ذا الرَّحيقُ قد خانَ عزلةَ البُستانِ العتيق أمامَ البُيوتِ الحجريّة، حيثُ الأرائِكُ تثلِجُ بُرتقالًا، والوسائِدُ تشقُّ دربًا عشبية في المنامات، نحن نتشظّى في الحبكةِ التي لا تُروى

نصوص

ثورةُ ما بعدَ الثَّورة

العمَل أُسُّ الحضارة، والحضارة قاضِمة الجغرافيا العظيمة: في حُدود هذهِ المُعادَلة يختطِفُ التّاريخُ أميرتَهُ/الإرادة، ويتَّحشد كل خارجٍ بوجدانِ الدّاخِلِ الجميل. سوريا غير قابلة للتَّقسيم، لأنَّ العالم أصلًا غير قابل للتَّقسيم: هل فهمتَني يا صديقي؟

نصوص

منْ سيرة المُبادَرات

سيُكرِّرُ الخرابُ الاختلافَ، والغلَبَةُ ستكونُ لتشظِّي مونادا اللَّحظةِ الثَّوريَّةِ بتشظِّي المَسكوتِ عنهُ طويلًا وغيرِ المُفكَّرِ فيهِ في انبساطِ أساليبِ ولادةِ اللَّحظةِ الفلسفيَّةِ بوصفِها حِقبَةً كونيَّةً جديدةً

أدب

واهُوِيَّتاهُ

أنْ تكونَ سوريًّا لا يتناقَضُ مع أنْ تكونَ عربيًّا، وأنْ تكونَ عربيًا لا يتناقضُ مع أنْ تكونَ إنسانًا كونيًّا: لا تكونُ الهُوِيَّةُ هُوِيَّةً إلّا إذا تعدَّدَتْ وتبعثرَتْ من داخلِها مُتراكِبَةً ومُختلِفَةً عَنْ نفسِها في كُلِّ لحظةٍ

نصوص

احتمالاتٌ حُرَّة

هبَطَ المُوالونَ إلى جحيمِهِم/جحيمِنا. ودارَ الشَّبِّيحةُ حولَ كعبةِ التَّخويف آلافَ الدَّورات. ارتفَعَ مَنسوبُ فيضانِ الدُّولار، ثُمَّ انخفَضَ، ثُمَّ ارتفَعَ. الموتُ كانَ يتكاثَرُ كمُتوالية هندسيّة، والفقيرُ/المُؤيِّدُ ظلَّ كالدُّميةِ ينتظِرُ النَّش

نصوص

القمَر والخُبز والوُجوه

تذكرتُ، وأنا أتحدَّث معَ القمر أنَّه مدور مثل رغيف خبز مغمَّس بالدم أمام فرنٍ تم قصفه البارحة، لكنني لم أخبره بذلك، لأن دموعه لو انهمرت ستكونُ كفيلةً لا كي أصمت دهرًا فحسب، بل كي أنسحب كشاهد زورٍ على حقيقة أنَّ للدكتاتور ظلالًا عامِرة

قول

بين هويتين

الهوية الثقافية هيَ هوية تفاعُلية ذات قدرة عالية على تخليق الوجود وتوليد المعاني وإكثار الآفاق، وذلكَ بوصفها في جانبٍ أوّل منها هوية حدسية مفتوحة على العالم، وبوصفها في جانبٍ ثانٍ هوية ديمقراطية تتوضَّع في صلب الآخَر الذي يتوضَّع بدوره في صلبها

أدب

محمود السيد.. سؤال الوجود الحضاريّ

يُوصَف الشاعر الرّاحل محمود السيد (1935-2010) بمُتصوِّف الشعر السوري الحديث، وهذه الصّفة لا تنبع فقط من سمات مشروعه الكتابيّ فحسب، إنّما يُمكن تلمُّسَها كذلك في طريقة حياته اللّيليّة التي صبغَتْ علاقته الوجودية مع دمشق