نصوص

محاولة أولى... محاولات كثيرة

الأحزان تأتي على هيئة نوبات أرق، تطرق بابًا وآخر وعيني، والسؤال يتوالد إلى ما لا نهاية

نصوص

قالت: اكتبْ

قالت "اكتب كي لا تكون وحيدًا" وناولتني قطعة من راحة الحلقوم، رَتبت على كتفي وابتسمت كأنما نَفِذَت إلى روحي

نصوص

ما بين حالين: زينة وذاكرة

الخاتم ذو الحجر الفيروزي، أضعه زينة في إصبع الشاهد، أتمعن التواءةَ المعدن كحية تلتف ساق نبتة

نصوص

أنا الخوف

نعم، أيها الكون الشاسع، أنا النقطة التافهة فيك: عاجز ولا خجل! وصرير صوتي الداخلي يطاردني... أنا الخوف!

نصوص

مشاهد غير مرقومة

مشاهد النصّ غير مرقومةٍ عن قصد، فالكاتب مَلولٌ شَغوف بإملاءات الحدس فقط، مشاهده أشبه بومضات الذاكرة، تظهر وتختفي فجأة، في خضم صلاة أو اجتماع أو أثناء احتسائه لكوب الشاي أو مشاكسته الأبدية لعيدان المعكرونة المطبوخة

نصوص

شَربة

الموسيقى في خلفية المشهد، قلقة: النوتة العالية توحي بالخطر والانتظار الشاق، ثم يتسرب لحنٌ حائر كمبدأ مُثخن بجراح التبرير: "أنا الخير والشر معًا"، يُهون على نفسه بالتحليق! فيطير كبقايا سنبلة تمقتُ مصير القاع في كيس القمح المرمي بإهمال

نصوص

كعَقبِ سيجارة

لا زال يخاف عتمة الأماكن المجهولة، وسلالم الدرج: وعرة، ستوصله بسلامة إلى حتفه. يقف في المنتصف، في حالة بينية، وهو في أُبهة تردده: أيعود عقبيه أم يكمل الهبوط؟، "إني أحتاجك اليوم أكثر مما مضى يا إلهي" يتضرع، وهو الذي نسي في أيامه السالفة أن يُصلي

نصوص

الخاتمة التي لن تكون

هل قرأتم ذلك النص الذي يقتل فيه صاحبنا الرائع شخصيته المحورية؟ هل تذكرتموه؟ راقني النص لكن مشهد النهاية لم يُعجبني بتاتًا، ولذلك قررتُ كتابة مشهد مُغاير أمنح فيه الشخصية المُنتحرة بسكين مطبخ تافه قيامة ومصيرًا آخر.

نصوص

نصٌ عسير

أضع رأسي على المخدة وقد أثقلتني وطأة الصور المتتابعة بسخاء شاذ، تساند بعضها بعضًا كأنما تصير جداراً في مكان قصيّ داخلي، استوطنته برودة منذ زمن، إلا أن وخزة ما تم تشخيصها بأنها نبضة حية، تهاجم كانتحاري ثبور هذا العدو العابر، ثم... أنام

نصوص

في كل حين جولة

إني اليوم أقاوم! في كل صباح، في استيعاب الطُرق الضيقة، في عدّ الأيام الطويلة لزيارة المدينة البعيدة، عند النقطة الحدودية المُرة، في الأحلام المحاصرات، في الأماني المبتورة عن شجرة لوزٍ حُرة تغمرني بزهرها إذا ما وطأ الربيع الأرض

نصوص

بين ذائقتين

لي كوخٌ أخبئه في عقلي يتوارى بين أحلامي الدافئات، أوقدتُ مدفأته منذ قدوم الشتاء، وأعددتُ لكِ كوب القهوة المُرّة التي تُحبين، سكبتُ فيه كل ما امتلكت، أو هكذا ظننت، ثم عكفتُ أنتظر وصولكِ على النافذة، كم ساعة مضت وأنا على حالي تلك؟ ساعة؟ اثنتان؟ خمس؟

نصوص

أقول لكِ

لقد كان شتاءً قارسًا، وكأسي الذي اشتريتِ لي قد وقع وانكسر، لملمته وحاولتُ إلصاقه، لكنني فاشلٌ -كما تعلمين- في الأشغال اليدوية وما تتطلبه من مهارة ودقة، فوضعتُ حطامه في صندوق صغير كَمّن يُخبئ رماد جثة عزيز، ينقلها معه أينما ولى