
هم موتى بامتياز
لطالما كان قلبي لاجئًا/ لم تتغير الأمور كثيرًا/ سوى أن الجسد/ مارس الانتقال/ قفز من جغرافيا لأخرى/ في هذه التحول/ الذي يوصف بأنه أسرع من البرق/ سقطت روحي في البحر/ هذه الشاهدة الزرقاء/ لموتى كثر/ هم سوريون/ حتى من عبروا

الشتاء ساعة في يد أحد ما
كمن يصعد درجًا كهربائيًا/ دونما حركة منك/ كأنك تسافر في الزمن/ حلم دائم/ السماء بعيدة/ الرافعة الأبدية مستمرة/ مع ذلك/ لا تصل إلى السماء/ */ يا لهذا الألم/ كم مرة مررت/ ولم أنتبه لهذا الأمر/ هذه القنطرة نصف قلب/
النصف الآخر منحتهُ للعابرين

قلبي يسيل هناك في شوارع حلب
المطر هو من يرسم قوس قزح/ كل ما فعلته الشمس/ أن قدمت قليلًا من الضوء/ المدى القماش/ وحدي من اكتشف آثار أصابعك/ قوس فرح غطى العالم/ غطى حلب وبقية المدن/ قوسي الحزين يتلاشى/ صباح وقوس وضحكة/ هكذا يكون العالم بالألوان

الذباب نقاط سوداء
أن أتأملكِ/ يعني أن تأتي القصيدة/ هكذا من تلقاء ذاتها/ مثل خيول تعبر سهولًا مفتوحة كنص حر/ ومختلفة الألوان/ صفراء تميل للحمرة/ سوداء مثل قطع فرت من عين/ بيضاء ورمادية/ كل هذا يحدث/ وأنا آخذ اللقطة الأخيرة/ من فعل وردة

أصوات تشبه طلقاتٍ في الهواء
هذا العالم/ ليس قرية صغيرة/ في الغربة/ تكتشف كم هي روحك مترامية الأطراف/ هذا العالم غابة متوحشة تمامًا/ هذا ما يقوله خريف هذا العام/ هذا الذي غطَى بأصفره شواهد القبور/ كل شيء على الحافة/ هذا العالم جميل جدًا/ لكنه آيل للسقوط

عزف في أثينا
شاسع هذا الألم/ لا أستطيع أن أجمع أيًا منه/ سهول مرمية كعلب تبغ فارغة/ أعقاب مهروسة بأحذية سوداء/ في شوارع مدينة قديمة/ نصف ضحكتك العالقة بأنفاسي/ السواد الأعظم مني/ غائب عن الوعي/ لكن ثمة حركة/ نعم الممر معتم/ نعم الصوت يسبق الضوء

حلب تظهر كل ثانية
قد تكون الغربة خضراء لكثرة الغابات هنا/ قد تكون كهذه الأشجار الشاهقة/ قد تكون نحن أينما ذهبنا/ قد تكون طفل سوري/ يكتب اسم مدينته على غبش النافذة/ إصبعه الغض/ يبدو كوجه دقيق من خلف الزجاج/ الغربة بئر أرواحنا/ نهايات السمفونيات

أصابعي على مقبض كل باب
النسيان بحيرة الكل يغرق فيها/ الأفعال الماضية وهي تتجول في العتمة/ السكون الأبدي/ الثقب الأسود وهو يبتلع المدن السورية/ صورتي داخل حقيبتك السوداء/ السمكة لحظة سحبها من الماء/ المترو السريع/ وهو ذاهب عكس ما أنا واقف