
تونس تودّع أولاد أحمد
فقدت تونس اليوم محمد الصغير أولاد حمد الذي تصوّف في عشقها، مغادرًا إياها، عائدًا لترابها، في قبر قد لم يتشوّفه يومًا إلا كبيته الصّغير الموعود وعلى أرض لم يشئ أبدًا إلا أن يحيا بحبّها ويموت فيها، وهو الذي ودّعها ليلة وفاته

شكري بلعيد.. الراحل قبل آوانه
في الذكرى الثالثة لرحيل شكري بلعيد، أصبح الفقراء، الذين طالما دافع عنهم، كالأيتام حول مائدة اللئام، في مشهد سياسي تسعى طبقته إلى الاستحواذ على مكاسب الثورة، أخرها الترفيع في منحة نواب الشعب وفي مرتبات أعوان الأمن والمدراء العامين لكبرى البنوك

رسالة إلى صديقي الحقوقي المؤدلج
عندما اخترت العمل الحقوقي كمنهج حياة، أقسمت أن أحترم الإنسان بغض النظر عن معتقده أو جنسه أو لونه. عاهدت نفسي أن أكون مناصرة للقضايا العادلة وأن أنحاز لثورات الشعوب المفقرة المضطهدة، كلفني ذلك ما كلفني، لأنني يا صديقي قد نشأت على أن المبادئ لا تتجزأ

الفاجعة
لم يبقَ لي أحد غيركِ في هذه المدينة الكئيبة، خسرت في أن أحبّك بالشكل الأمثل، وأتمنى ألا أخسركِ لا قدر الله ذلك. لديّ الكثير من الاضطرابات النفسية التي تحفّزني على غرز السكين في أحد شرايين عنقي، لكنّ فكرة أنّني لم أحبّك بشكلٍ جيد تمنعني من ذلك

يسار الأسد والوقوف على يساره
كان من الصعب على مراهق يتعرف حديثًا على الفكر اليساري ويعارض، في الآن نفسه، نظام حافظ الأسد أن يجد حلًا لمعضلة فكرية وسياسية تتمثل في أن ما كان يسمع عنه في الفكر اليساري، وما كان يقرؤه في هذا الفكر هو ذاته ما كان يكرره حافظ الأسد

اليسار كمعكوس للإسلام السياسي
في لحظة بائسة، كالتي تعيشها مصر الآن، ربما أصبحنا في أمس الحاجة، أكثر من أي وقت مضى، إلى وجود يسار، يطرح أسئلته الخاصة بمشروعه الأساسي، أي العدالة الاجتماعية، بدلًا من الاكتفاء بتقديم نفسه، كمعكوس للإسلام السياسي

الإرهاب.. دورة حياة المفهوم
منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر بدا العالم مستعدًا لاستدخال مفهوم "الإرهاب" في لغته السياسيّة والاصطلاحيّة. قبل ذلك لم يكن أحدٌ معنيًا باعتمادِ تعريفٍ للمفهوم يترتب عليه آثارٌ سياسية أو قانونيّة، فالكل يعرف إنه مصطلح إشكالي

سفيتلانا أليكسيفيتش.. الحقيقة بوصفها أمّ الأدب
أليكسيفيتش ليست "أديبة" بالمعنى المعروف للكلمة، هي لا تكتب سردًا أو شعرًا، أو حتى نصوصًا عصية على التصنيف، باختصار هي لا تكتب "خيالًا"، بل تعيد صياغة الأحداث الواقعية على لسان أبطالها، عبر ما يسمى بالصحافة الاستقصائية