نصوص

من يأتي لنا بوطن بديل؟

لماذا تشتاق إلى بلد حبسك في سجونه؟ أمرك غريب يا صديقي! أتدري لو أملك قرار الفرار، لهربت حالًا، ولكني هنا مثلك، أبادلك الشعور، هيئتي تشير بالغرابة، عندما أنطق بالعربية المحلية في منطقتي الريفية يتعجبني الناس، حتى أفكاري لا تناسب هذا المكان

نصوص

بيروت.. علمينا كيف نكرهك!

كانت بيروت تأتي إلينا، كنت أراها آخر ملامح الفجر في الشام، وغصن البان في حوران، وذنب الليل في حلب.. انظري كيف يخضرم العمر المرء فيصير يقوى على مسك زمام الأمور من قلم، أحاول أن أكتب لكِ مُذ كنت أبلع البلح دون الخوف من بذوره

نصوص

ش.. ك.. ر.. ا

شكرًا لكِ لأنكِ رحلت، وشكرًا لرحيلكِ، لأني فيه كتبت 900 كلمة عن قصة حبي لكِ، وقصيدة عنكِ، شكرًا لـ 900 كلمة لأنها كانت كافية لسرد أحلامي معكِ في نصٍ أدبي. شكرًا لكِ لأنك جعلتني أكتب الأدب وقلة الأدب

نصوص

درعا التي خلقها الله ليلًا

من أينَ لنا بكل هذا الفرح؟ كنت أتساءل وفي قلبي صوتٌ خلته دقاتٍ تتسارعٍ، لكنّه صوتُ ارتطام القلب إلى الأسفل، أسفل أسود، لا أعرف عنه شيئًا سوى أنه عميق، أعمق من صمت عبير إذا لم تخنك ذاكرتك بعد، إذا كنت تذكر

نصوص

كمغفرة تمسح ذنوب التعب

كان السلام اللطيف من ذلك الطفل الذي دائما ما آراه يلعب بجوار منزلي كافيًا ليجعلني أشعر أنني على قيد الحياة، أو أنه ما زال يوجد هناك حياة تستحق أن أحياها، وهناك صوته أيضًا، الشيء الوحيد الذي يستحق الركوع والسجود شكرًا للكون أني أمتلكه

نصوص

فم الخيبات

لا تطلق النار/ من أوهمني أنك عدوي/ خرج ضاحكًا من أرض المعركة/ */ شيخ يخاطب أحفاده:/ أنتم الآن في عصركم الدموي/ عليكم أن تحلموا كيف تكونون أطفالًا/ */ من يخبر الرصاصة أنها عندما تصيب قلب العاشق/ تقتل قلبين في آن واحد

نصوص

للابتسامة وجوهٌ أخرى

ما هذه المدينة المخيفة، إن كانت وتيرةُ الابتسامة قابلة لأكثرَ من تفسير؟ ماذا أبقينا إذًا لنحيب النساءِ المفجوعات والمنكوبات؟ لصرخاتِ الأطفال البائسين؟ لصمت أم القتيل؟ لأنينِ الجرحى؟ ولرنين الأجراس في الكنائس؟ لأصوات الخلاخيل وعدو الأحصنة؟

نصوص

للغائب سبعون ألف عذر

كنت أفكر قبل يومين كيف يمكن أن نكون ألف شخص في شخص، كنت في الحافلة وكان الركاب قرابة الثلاثة عشر راكبًا وراكبة، فكرت لو اصطدمت الحافلة ومات من فيها، سأموت أنا وأمي معي لأنني حياتها، وتضعف حيلة أبي ويذبل عمر أختي

نصوص

قصة شمسية ملونة

الطريق هذا المساء ماطر، إنَّه الخريف من جديد، بُشرى الشتاء الطيب، ونعوة الصيف الفقير، في أفق الطريق، الصِبْية الأربعة وأدونيا، في فتحة العدسة أراهم يضحكون لي، ويركضون نحوي، ثمَّ يجتازونني إلى قصةٍ أخرى، بعد أن زادوا صبيًا بعمر الخامسة والعشرين

نصوص

حين يضحك البحر في بيروت

اقتربت أكثر، كانت شامخة، قوية، تضحك سمراوتان من صلبها حولها، وابنها الأصغر يبكي ممسكًا بثوبها من الأسفل، مشاغبًا قدميها، كنت كلما اقتربت شعرت برائحة البلاد أكثر، كأنني احتضنت فلسطين محررة من كل ظلم، والشام لم يرمها أحد حتى بوردة

نصوص

بللٌ عاطفيّ

اتصلت بالسمكري، شرحت له خطورة الموقف، بالغت قليلًا، قلت إن الماء وصل قلبي، وإن البلل يهدده بعفونة مبكرة. بدا مستعجلًا، قال كلامًا مختصرًا عن انشغاله بمشاريع حكومية، وإن أعمالًا فردية كحالتي ليست مجدية ومردودها شحيح

نصوص

الخاصرة مسكن الفرسان

يقودني وأنا أتردد علّ الطريق يمتد وأنا ممسكة بالجنة، أريد أن أصرخ حتى تنتهي الكلمات فلتكتف النبوءات والمعجزات فليسكتوا عن سمو البشر للوصول إلى جنان الخلد، أنا في شوارع مدينة الحرب التي نسيها الله أصلًا أعلن أني قد أمسكت الجنة بيدي