1. سياسة
  2. سياق متصل

أبعاد الهجوم الأمريكي على اليمن.. ردع أم توسيع لدائرة المواجهة؟

16 يمشي 2025
هجمات أميركية واسعة النطاق على الحوثيين في اليمن (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

وجّهت القوات الأميركية، بين ليلة البارحة السبت وفجر اليوم الأحد، سلسلة ضربات قوية استهدفت عشرات المواقع في اليمن، تزعم الإدارة الأميركية أنها تابعة للحوثيين، فيما أفادت عدة مصادر من جماعة أنصار الله، أنّ الغارات الأميركية طالت أهدافًا مدنية، وتسببت في سقوط ضحايا مدنيين، بينهم أطفال ونساء.

وتتحدّث بعض المعطيات الأوّلية عن مقتل ما لا يقل عن 31 شخصًا، وإصابة أكثر من 100 آخرين، جلّهم في العاصمة صنعاء ومدينة صعدة. وكانت الغارات الأميركية، التي قُدّرت بنحو 40 غارة، شملت مناطق أخرى في اليمن بينها ذمار ومأرب وتعز والبيضاء وحجة.

وتعدّ العملية الجارية حاليًا ضدّ الحوثيين هي الأعنف منذ تولي دونالد ترامب مقاليد السلطة، وكان ترامب قد أعطى شخصيًا الضوء الأخضر لبدء هذه العملية العسكرية، متوعدًا الحوثيين "بضربات ساحقة مميتة".

يشار إلى أنّ ترامب بادر خلال الأسبوع الأول من توليه منصبَه في البيت الأبيض، إلى توقيع أمرٍ تنفيذي، يقضي بإدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، معطيًا بذلك الضوء الأخضر لتشديد الخناق اقتصاديًا على الجماعة، ويبدو أنّ ذلك القرار كان مقدمة لما هو أعنف، حيث جاءت هذه الضربة العسكرية، لتؤكد أن ترامب ماضٍ في اتباع نهجٍ جديد مع الحوثيين، مغاير للنهج الذي اتبعته إدارة سلفه جو بايدن.

عبر توجيهه ضربة عسكرية قوية للحوثيين، أوصل ترامب رسالة صارمة لإيران مفادها أنّها قد تكون الهدف القادم

وقد وصف ترامب نهج إدارة بايدن، في منشور له البارحة على منصته الشخصية تروث سوشال، بأنه "ضعيف ومثير للشفقة، سمح للحوثيين بمواصلة اعتداءاتهم دون رادع، مما كلّف الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي مليارات الدولارات، عبر تعطيل التجارة العالمية في أحد أهم الممرات المائية في العالم، ومهاجمة مبدأ حرية الملاحة الذي تعتمد عليه التجارة الدولية"، معتبرًا أنّ ذلك العهد قد انقضى، وأنّ عهدًا جديدًا من الصرامة وحماية المصالح التجارية الأميركية في البحر الأحمر وقناة السويس وباب المندب، قد بدأ.

وخاطب الحوثيين: "وقتكم قد انتهى، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءً من اليوم، وإذا لم تفعلوا فستفتح عليكم أبواب الجحيم كما لم تروه من قبل"، مؤكدًا أن الجيش الأميركي بدأ بالفعل "تنفيذ ضربات جوية على قواعد الحوثيين وقادتهم وأنظمتهم الدفاعية الصاروخية، لحماية السفن الأمريكية والمجال الجوي والقوات البحرية، وإعادة حرية الملاحة" وفق تعبير ترامب.

عملية موسّعة ومواجهة التصعيد بالتصعيد

وصفت القيادة الوسطى الأميركية العملية التي بدأت البارحة ضدّ الحوثيين، بأنها "عملية واسعة النطاق"، أي أنها غير محدودة، وتتوخى هدفًا استراتيجيًا هو "الردع"، ولا يستبعد مراقبون أن تتطور من حيزها الجوي، إلى عمل برّي، خصوصًا أنّ جماعة أنصار الله "الحوثيين"، أعلنت أنّ ما سمّته بـ "العدوان الأميركي والبريطاني، لن يمرّ دون رد، ولن يُثنيها عن القيام بأدوارها في إسناد غزة"، مشددة على أنّ "القوات المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد".

وتأكيدًا للتحليل القائل بأنّ العملية الحالية، لن تكون خاطفةً، نقلت وكالة رويترز عن عدة مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ التوجّه هو نحو عملية تستمر لعدة أيام وربما أسابيع، بالنظر إلى أنّ نهج ترامب مغاير تمامًا لنهج الإدارة السابقة، وهذا أيضًا ما أيدته مصادر تحدثت لكلّ من شبكة "إي بي سي" و"سي أن أن" التي نقلت عن مصدر وصفته بالمطّلع قوله إنّ الضربات الأميركية مرشحة لأن تتسع وتشتدّ وتتسارع وتيرتها بناءً على رد الحوثيين، مستبعدًا سيناريو توغل القوات الأميركية بريًا في اليمن، لكنّ العملية البرية ليست رهنًا بالقوات الأميركية، فقد تقوم بها جهة أخرى، على غرار قوات التحالف في اليمن أو ما تعرف بقوات الشرعية اليمنية. وسيكون الهدف من وراء العمل البري هو استعادة مناطق جديدة من الحوثيين.

ويشير القائلون بأنّ الضربة الحالية مقدمة لعملية برية، إلى طبيعة المواقع المستهدفة واتساع نطاقها، حيث جرى استهداف مناطق معروفة بوجود قادة الحوثيين الكبار فيها، على غرار منطقة الجراف الواقعة شمال صنعاء، والتي يقع فيها أيضا مطار صنعاء الدولي ومبنى الإذاعة والتلفزيون، كما استهدفت الضربات منطقة عطّان الجبلية جنوب صنعاء، وهي من أهم المواقع العسكرية، حيث توجد فيها مخازن السلاح ومقر قيادة ألوية الصواريخ، هذا بالإضافة إلى استهداف أنفاق سرية أنشئت، حسب وكالة الأناضول، في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وبما أنّ الضربات الحالية، استهدفت إلى حد بعيد مواقع توصف بأنها عسكرية أو ذات بعد عسكري، فإنه من المرجح أن تشمل، أي ضربات قادمة، الأهداف الاقتصادية الإستراتيجية للحوثيين، على غرار ميناء الحديدة، الذي يعدّ الرئة الاقتصادية للحوثيين في الوقت الحالي.

وكانت سنتكوم، أعلنت في وقت سابق أنّ "سلسلة العمليات العسكرية شملت ضربات دقيقة ضد أهداف للحوثيين في مختلف أنحاء اليمن". يشار إلى أنّ الضربة الأميركية ضدّ الحوثيين، تعدّ هي الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كانون الثاني/يناير الفائت.

وجاء التصعيد، بعد إعلان الحوثيين استئناف عملياتهم في البحر الأحمر وخليج عدن ضدّ الملاحة الإسرائيلية، وذلك ردًّا على انتهاك الاحتلال الإسرائيلي للاتفاق المبرم مع حماس، خصوصًا في شقه الإنساني، حيث أوقفت تل أبيب  إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، كجزء من الضغط على حماس.

رسائل لإيران

كانت إيران حاضرة بشكلٍ واضح في البيان الذي أعلن فيه ترامب بدْء العملية العسكرية ضدّ الحوثيين، حيث اعتبرها الممول الرئيسي للجماعة، موجّها إليها الخطاب بأن توقف دعمها "للإرهابيين الحوثيين فورًا"، متعهّدًا بمحاسبة الجميع، إذا لم "يتوقف تهديد الممرات البحرية العالمية"، مشيرًا إلى أنه يحظى بواحدٍ من "أكبر التفويضات في تاريخ الرئاسة الأميركية".

ويرى محللون أنّ ترامب بتوجيهه ضربة عسكرية قوية للحوثيين، أوصل رسالة صارمة لإيران، مفادها أنّها قد تكون الهدف القادم، لا سيما أنّ نفوذها في المنطقة بدأ يتقلّص، ويعدّ الحوثيون، آخر وكلائها الذين لم يتأذّوا كثيرًا، مقارنةً بما حلّ بحزب الله اللبناني، وما حلّ بنظام بشار الأسد في سوريا.

وصف المتحدث باسم الحوثيين اتهامات ترامب للجماعة بتهديد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب بأنها "تضليل للرأي العام الدولي"

وفي أوّل ردّ إيراني على الهجمات الأميركية على الحوثيين وتهديدات ترامب لطهران بالمحاسبة على دعم وتمويل الجماعة اليمنية، قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، اليوم الأحد: "إيران لن تشن حربًا، لكن إذا هددها أحد سترد بشكل مناسب وحاسم وقاطع"، واعتبر سلامي أنّ جماعة أنصار الله الحوثيين "حركة ممثلة للشعب اليمني، تتخذ قراراتها الإستراتيجية بنفسها" على حدّ قوله.

وعلى المستوى الديبلوماسي دانت الخارجية الإيرانية بشدة الهجوم الأميركي على اليمن، معتبرة أنه "انتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي"، وعلّق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على اتهامات ترامب لإيران بدعم وتمويل الحوثيين، بالقول "ليس لواشنطن الحق في اتهامنا، وليس لها الحق أيضًا في أن تملي علينا سياستنا الخارجية".

يشار إلى أنّ المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، وصف اتهامات ترامب للجماعة بتهديد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، بأنها "تضليل للرأي العام الدولي، وتُجانب الصواب"، معتبرًا أنّ "الحظر البحري المعلن من قبل اليمن إسنادًا لغزة، يقتصر فقط على الملاحة الإسرائيلية حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، حسب اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو، وقد جاء الحظر اليمني بعد مهلة أربعة أيام للوسطاء"، مؤكدًا أن "الملاحة الدولية في البحر الأحمر ستبقى آمنة من جهة اليمن، وأن الغارات الأميركية هي عودة لعسكرة البحر الأحمر، وذلك هو التهديد الفعلي للملاحة الدولية في المنطقة" وفق تعبيره.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة