أربعة محاور برية تقطع أوصال غزة.. خطة جيش الاحتلال للبقاء في القطاع
25 نوفمبر 2024
تتزايد المؤشرات الدالة على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تخطط للبقاء في غزة، سواءً كان ذلك عبر البقاء بواسطة إقامة حكم عسكري أو بتشكيل إدارة مدنية تضمن استمرارها عبر الوجود العسكري للجيش في القطاع.
ويعد تقسيم القطاع إلى 4 محاور منفصلة عن بعضها البعض أحدث الأدلة على خطة البقاء العسكرية، حيث أنشأ جيش الاحتلال 4 محاور، قام من خلالها بفصل محافظات قطاع غزة عن بعضها، وذلك لتحقيق هدفين، الأول منهما، يتمثل في إيجاد منطقة عسكرية خالصة للقوات الإسرائيلية، وثانيهما إبعاد سكان غزة قدر المستطاع عن الحدود الإسرائيلية. ومن شأن ذلك كله أن يضمن لإسرائيل سيطرةً طويلة الأمد على القطاع، عبر إبقاء الفلسطينيين تحت ضغط دائم ومنع أي حركة فلسطينية من العودة لحكم القطاع.
وتذكّر خطة تقسيم غزة إلى 4 محاور بالخطة التي طبّقها، أرئيل شارون، والمعروفة بخطة الأصابع، والتي بموجبها تم إنشاء المستوطنات بعد تقسيم القطاع إلى عدة محاور، وبالانسحاب الإسرائيلي من غزة 2005 أُدخلت الخطة طي النسيان، لكن يبدو أنّ صانع القرار الاستراتيجي الإسرائيلي يريد إحياءها من جديد.
تذكّر خطة تقسيم غزة إلى 4 محاور بالخطة التي طبّقها، أرئيل شارون، والمعروفة بخطة الأصابع، والتي بموجبها تم إنشاء المستوطنات بعد تقسيم القطاع إلى عدة محاور
محور نتساريم:
كانت بداية الخطة الجديدة مع إنشاء جيش الاحتلال لمحور نتساريم الذي يقطع القطاع بشكل عرضي من الشرق إلى الغرب، محققًا بذلك الفصل بين مدينتي غزة والشمال عن وسط وجنوب القطاع. وتطلّب إنشاء هذا المحور تدمير مئات المباني والطرق.
يشار إلى أنّ عرض ممر نتساريم يصل 8 كيلومترات وطوله 7 كيلومترات، أما مساحته فتبلغ 56 كيلومترًا، وهي مساحة تمثل نسبة 15% من مساحة قطاع غزة الإجمالية.
وشهدت الأيام القليلة الماضية تهيئة محور نتساريم بطرق ومواقع وأنظمة اتصالات وخطوط مياه وكهرباء وحتى معتقلات ومرافق سكنية للجنود.
محور مفلاسيم:
قامت قوات الاحتلال في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري بشق محور جديد يفصل بين محافظة شمال قطاع غزة ومدينة غزة، وقد أطلق على هذا المحور اسم "محور مفلاسيم" الذي يبدأ من أقصى شرق جباليا وينتهي عند أقصى غرب بيت لاهيا. ويهدف جيش الاحتلال من خلال إنشاء هذا المحور إلى تقسيم شمال غزة إلى قسمين
وتعدّ جباليا حجر عثرة رئيسي أمام إكمال هذا المحور، ويفسر ذلك إلى حدّ ما عنف العمليات العسكرية في جباليا للضغط على سكانها للنزوح.
وكان جيش الاحتلال عاد إلى منطقة جباليا في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ودمّر في عودته الثالثة مئات المباني ويستخدم سياسة التجويع لإرغام السكان على النزوح، حيث يمنع جيش الاحتلال دخول الإمدادات من وقود وغذاء وأدوية إلى المنطقة، ويستمر يوميًا في نسف المباني وتجريف الطرق.
وبحسب تقييمٍ عسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، يدل الواقع على الأرض "على أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية تقسيم لشمال القطاع قسمين، في المرحلة الأولى قسم كل القطاع قسمين في منطقة ناحل عوز (عبر محور نتساريم). والآن القسم الشمالي يقسمه الجيش قسمين. لا يسمح للسكان بالعودة إلى المناطق التي تم إخلاؤها، وحتى في المناطق التي انتهت فيها نشاطات الجيش الإسرائيلي".
محور كيسوفيم:
لم يكتمل هذا المحور بعد، لكنه يقع ضمن المحاور الأربعة التي يريد من خلالها الاحتلال تقطيع أوصال غزة، وحسب المخطط الإسرائيلي سيحقق هذا المحور عند اكتماله فصلًا بين مدينتيْ رفح وخانيونس في الجنوب عن باقي مناطق قطاع غزة.
تجدر الإشارة إلى تنفيذ جيش الاحتلال لعدة عمليات في فترات متقاربة شرق قطاع غزة بين مدينتي دير البلح وخانيونس، دمّر خلالها غالبية المنازل الواقعة هناك حيث سيقع محور كيسوفيم الذي تفيد مصادر إسرائيلية أنه سيمتد من الحدود حتى شاطئ البحر غربًا. وفي هذا الصدد انتشرت صورة الأسبوع الماضي أظهرت قيام جيش الاحتلال بعمليات بناء وترميم.
▶️ صيادو #غزة.. صمود في وجه الحرب. pic.twitter.com/FeOpYg57eB
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 24, 2024
يذكر أنّ هذا المحور المقرر إنشاؤه كان في السابق محورًا مركزيًا لسكان مستوطنة "غوش قطيف" التي كانت جنوب القطاع قبل الانسحاب الإسرائيلي 2005.
محور صلاح الدين المعروف باسم "فيلادلفيا":
بعد سيطرة جيش الاحتلال على المنطقة الفاصلة بين الحدود مع مصر منذ 6 أشهر تقريبًا، شرعت قواته بتنفيذ أعمال توسعة وتشييد مواقع عسكرية ونقاط مراقبة وطرق سريعة. وفي المقابل قامت الهندسة العسكرية بتدمير أجزاء واسعة من مدينة رفح جنوب القطاع، وذلك بهدف تشييد محور صلاح الدين الذي يمتد على مساحة 14 كيلومترًا.
وتدّعي إسرائيل أن إقامة هذا المحور ستمكنها من منع تهريب الأسلحة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية عبر شبكة الأنفاق الموجودة على الحدود مع مصر.