أطفال غزة الجرحى مهددون بالموت.. دعوة أممية لإجلائهم والاحتلال يعرقل
31 يناير 2025
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إجلاء فوري لـ 2500 طفل من غزة لتلقي العلاج الطبي العاجل، محذرًا من أنهم يواجهون خطر الموت خلال الأسابيع المقبلة بسبب انهيار النظام الصحي في القطاع نتيجة الحرب المستمرة منذ 15 شهرًا.
جاءت هذه الدعوة بعد لقاء جمع غوتيريش مع أربعة أطباء أميركيين تطوعوا للعمل في مستشفيات غزة خلال الحرب، حيث أكدوا أن الأطفال المرضى والمصابين يواجهون كارثة إنسانية بسبب نقص الأدوية والتجهيزات الطبية، ما يجعل حياتهم مهددة يوميًا.
أكد الطبيب الأميركي فيروز صدوا، وهو جراح متخصص في الصدمات، والذي عمل في غزة بين أذار/مارس ونيسان/أبريل 2024، أن حوالي 2500 طفل معرضون لخطر الموت خلال الأسابيع المقبلة
وقال غوتيريش عبر منشور في حسابه على منصة "إكس"، عقب اللقاء: "أنا متأثر بشدة مما سمعته اليوم. يجب إجلاء 2500 طفل فورًا مع ضمان عودتهم إلى عائلاتهم ومجتمعاتهم".
🎥 اختار الاحتلال وقت تنفيذه المجزرة في ذروة تحرك الأطفال والنساء للحصول على الغذاء اليومي.#مجزرة_مدرسة_رفيدة pic.twitter.com/6LPixmnYaW
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 10, 2024
12 ألف مريض ينتظرون الإجلاء و2500 طفل في حالة حرجة
قبل أيام قليلة من بدء وقف إطلاق النار الأخير في غزة، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 12 ألف مريض في غزة ينتظرون إجلاءً طبيًا، معربةً عن أملها في تسريع هذه العمليات خلال الهدنة.
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 12 ألف مريض في غزة ينتظرون إجلاءً طبيًا، معربةً عن أملها في تسريع هذه العمليات خلال الهدنة
وأكد الطبيب الأميركي فيروز صدوا، جراح متخصص في الصدمات، والذي عمل في غزة بين أذار/مارس ونيسان/أبريل 2024، أن هناك 2500 طفل معرضون لخطر الموت خلال الأسابيع المقبلة، مضيفًا: "بعضهم يموت الآن، وبعضهم سيلفظ أنفاسه غدًا أو بعد غد".
وأشار إلى أن العديد من هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى علاجات بسيطة جدًا، ولكن عدم توفرها قد يؤدي إلى فقدانهم حياتهم. وأعطى مثالًا عن طفل يبلغ من العمر 3 سنوات أصيب بحروق في ذراعه، ورغم التئام الجرح، إلا أن الأنسجة المتضررة تمنع تدفق الدم، مما يهدد ببتر ذراعه إن لم يُعالج فورًا.
أطفال مبتورو الأطراف بلا رعاية وتأجيل عمليات الإجلاء
من جهتها، تحدثت الدكتورة عائشة خان، طبيبة الطوارئ في مستشفى جامعة ستانفورد، لوكالة "رويترز" للأنباء، عن مشاهد مروعة لأطفال فقدوا أطرافهم نتيجة القصف الإسرائيلي، ولكنهم لم يحصلوا على أطراف صناعية أو برامج إعادة تأهيل.
🎥 "كل شمال #غزة يموت، الأطفال يدفعون الثمن".. شاب غزيّ يوجه رسالة إلى العالم أثناء نقله لشهيد. pic.twitter.com/KARwy4112i
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 30, 2024
وعرضت صورة لطفلتين شقيقتين مبتورتي الأطراف تتقاسمان كرسيًا متحركًا بعد أن فقدتا والديهما في الغارات الجوية. وأضافت: "فرصتهما الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي الإجلاء الطبي، لكن الإجراءات الأمنية تعيق ذلك".
وأشارت خان إلى أن القيود الإسرائيلية تمنع الأطفال من السفر برفقة أكثر من مرافق واحد، مما يضع العائلات في مواقف صعبة. وذكرت حالة خالة الطفلتين، التي عليها أن تختار بين مرافقة الطفلتين إلى الخارج، أو البقاء مع طفلها الرضيع الذي لا تستطيع أخذه معها.
وقالت بحسرة: "حتى بعد الجهود الكبيرة التي بذلناها لتنظيم إجلائهما، لم يُسمح للخالة بأخذ طفلها. وعليها الآن أن تختار بين إنقاذ الطفلتين أو البقاء مع رضيعها".
إسرائيل تلتزم الصمت حول عمليات الإجلاء
في المقابل، لم تصدر وكالة "كوغات" التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية، والمسؤولة عن التنسيق مع الفلسطينيين، أي تعليق على دعوة غوتيريش والأطباء لإجلاء الأطفال المرضى. كما لم ترد بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة على استفسارات الصحفيين حول هذا الأمر.
من جهتهم، أكد الأطباء الذين التقوا بالأمين العام للأمم المتحدة أنهم يطالبون بوضع آلية واضحة لإجلاء المرضى، إذ قال الدكتور ثائر أحمد، طبيب الطوارئ من شيكاغو، الذي عمل في غزة في كانون الأول/يناير 2024، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض إنشاء آلية لتنظيم عمليات الإجلاء الطبي. لكننا لم نرَ أي تفاصيل واضحة حتى الآن حول كيفية تنفيذ ذلك".
في #اليوم_العالمي_للطفل.. إبادة جماعية يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون. pic.twitter.com/4flF24avIH
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 20, 2024
وحذرت خان من أن عدم وجود آلية رسمية قد يعرض حياة الأطفال للخطر أكثر، مشيرةً إلى مناقشات تدور حول فتح معبر رفح للخروج فقط دون ضمان حق العودة.
أزمة إنسانية متفاقمة وإجلاء محدود
يذكر أنه قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 5383 مريضًا فقط تم إجلاؤهم منذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، معظمهم خلال الأشهر السبعة الأولى قبل أن تغلق إسرائيل معبر رفح بين مصر وغزة، ما زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية.
في ظل هذه الظروف، لا يزال مصير 2500 طفل بحاجة إلى إجلاء طبي غير واضح، بينما يواجه المجتمع الدولي تحديًا أخلاقيًا وإنسانيًا للضغط من أجل تنفيذ عمليات الإجلاء العاجلة وإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال قبل فوات الأوان.