أكثر من نصف الأسر المضيفة للنازحين في السودان لا تملك القدرة على توفير الغذاء
14 ديسمبر 2024
تتواصل التقارير الدولية التي تحذر من تأثير الأزمة الإنسانية على المدنيين جراء الحرب المتواصلة في السودان بين القوات المسلحة السودانية من طرف، وميليشيا قوات الدعم السريع من طرف آخر، منذ نيسان/أبريل 2023، والتي كان أخرها تقرير للمجلس النرويجي للاجئين الذي طالب بتحرك دولي عاجل لمساعدة البلاد التي تشهد انهيارًا في جميع مقومات الحياة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال المجلس النرويجي في تقرير له، أمس الجمعة، إن الدراسات الاستقصائية التي أُجريت على أكثر من 8600 أسرة في ست ولايات شرقي السودان، أظهرت أن 70 بالمئة من الأسر النازحة، بالإضافة إلى 56 بالمئة من الأسر المضيفة في هذه الولايات لا تملك القدرة "على توفير ما يكفي من الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار وفقدان الدخل".
وأضاف المجلس النرويجي في تقريره أن الغالبية الساحقة من الأسر المضيفة، ما يعادل 95 بالمئة، فضلًا عن غالبية كبيرة من النازحين تقدر بـ76 بالمئة، أفادوا أيضًا خلال هذه الدراسات الاستقصائية بأنهم لم يتلقوا أي مساعدة غذائية خلال الأشهر الستة الماضية، لافتًا إلى أن الخدمات الصحية مثقلة أيضًا بالأعباء، إذ يواجه ما يقرب من ثلثي النازحين، ومعهم أكثر من 40 بالمئة من الأسر المضيفة لهم نقصًا خطرًا في الرعاية الصحية.
أظهرت الدراسات الاستقصائية أن 70 بالمئة من الأسر النازحة، بالإضافة إلى 56 بالمئة من الأسر المضيفة في الولايات الشرقية لا تملك القدرة على توفير ما يكفي من الغذاء
من جانبه، قال مدير المجلس النرويجي للاجئين في السودان، ويل كارتر، في بيان إن "مدن شرق السودان وقراه كانت هشة أساسًا" قبل أن يتدفق عليها النازحون، مشددًا على أن النازحين والمجتمعات المضيفة لهم أصبحوا الآن "على شفا الانهيار"، لافتًا إلى أن حجم الاحتياجات "يتجاوز ما يمكن للاستجابة الإنسانية الحالية التعامل معه إذا لم تحصل على دعم عاجل".
وطالب كارتر في البيان بالتحرك الدولي لضرورة "تكثيف المساعدة الإنسانية، وإعادة تأهيل البنى التحتية الحيوية والاستثمار في سبل العيش لتجنب مزيد من زعزعة الاستقرار"، مؤكدًا على أنه "يجب على العالم أن يقف إلى جانب جميع المتضررين من هذه الحرب الرهيبة".
وكانت وزارة الصحة السودانية قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، تسجيل 131 إصابة جديدة بالكوليرا، وهو ما رفع عدد المصابين إلى 46 ألفًا و 36 حالة، من بينها 1216 حالة وفاة مسجلة منذ آب/أغسطس، حيث تم الإعلان في الشهر ذاته رسميًا تفشي الوباء في عموم البلاد، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول" التركية.
🎥 مشهد مأساوي.. انتشار الكوليرا وسط النازحين من شرق ولاية الجزيرة في #السودان. pic.twitter.com/VUesqGSuho
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 13, 2024
وأضافت الوزارة أن الإصابات بحمى الضنك بلغت 8 آلاف و572، بينها 16 وفاة، مشيرة إلى أن أكثر الولايات تسجيلًا للإصابة بحمى الضنك هي الخرطوم، بالإضافة إلى ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر، شرقي السودان، فيما أعلنت السلطات المحلية الشهر الماضي أنها سجلت ست آلاف و322 إصابة بحمى الضنك، بينها 14 وفاة.
وبحسب وزارة الصحة، فإنه سُجل، الثلاثاء الماضي، ثلاث إصابات جديدة بوباء الحصبة، دون وقوع حالات وفاة، ليرتفع عدد الإصابات إلى 777 بينها 10 حالات وفاة، مشيرة إلى أن ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر، بالإضافة إلى نهر النيل، شمالي السودان، لا تزال تسجل إصابات جديدة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في أكثر من تقرير لها من خطورة الوضع الإنساني الناجم عن هذه الحرب التي خلفت عشرات آلاف القتلى في صفوف المدنيين، فضلًا عن تهجير أكثر من 11 مليون شخص، مما دفع البلاد إلى الدخول في أسوأ أزمة إنسانية في السنوات الأخيرة، حيث تشير التقارير الأممية إلى أنه نحو 26 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان.