"أنا ضحية حملة اضطهاد وسأثبت براءتي".. بلاتر يواجه جلسة استئناف جديدة
26 فبراير 2025
يستعد الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، سيب بلاتر، للمثول أمام محكمة الاستئناف السويسرية، في جلسة جديدة تتعلق بالاتهامات الموجهة إليه بشأن دفع مبلغ 2 مليون فرنك سويسري (2.24 مليون دولار أمريكي) للنجم الفرنسي السابق ميشيل بلاتيني. تأتي هذه الجلسة بعد أن تمت تبرئتهما في محكمة ابتدائية عام 2022، لكن الادعاء العام السويسري استأنف الحكم، مطالبًا بعقوبة بالسجن 20 شهرًا مع وقف التنفيذ لكليهما.
بلاتر: "أنا ضحية حملة اضطهاد"
في تصريحات لوكالة "رويترز"، أصر بلاتر، البالغ من العمر 88 عامًا، على براءته، مؤكدًا أن القضية تمثل "حملة اضطهاد" ضده، مشيرًا إلى أنه يتوقع أن تؤيد محكمة الاستئناف الحكم السابق الذي برّأه. وقال: "المحكمة الجنائية الفيدرالية في 2022 أكدت أن العقد بيني وبين بلاتيني كان صحيحًا، وأتوقع أن تؤكد المحكمة الجديدة هذا القرار، القضية بأكملها لا معنى لها، إنها أشبه بحملة انتقامية ضدي، أنا رجل نزيه وسأثبت براءتي مجددًا".
تعود القضية إلى عام 2011، عندما قام فيفا، بموافقة بلاتر، بدفع 2 مليون فرنك سويسري لبلاتيني مقابل عمل استشاري كان قد قدمه للفيفا بين عامي 1998 و2002، عندما كان بلاتيني يشغل منصب مستشار تقني للرئيس.
وفي عام 2015، فتحت السلطات السويسرية تحقيقًا موسعًا في المدفوعات، معتبرة أنها قد تكون غير قانونية أو تنطوي على احتيال مالي. ونتيجة لذلك، تم إيقاف بلاتر وبلاتيني عن ممارسة أي أنشطة متعلقة بكرة القدم لمدة عدة سنوات، ما أدى إلى إنهاء مسيرتهما في المجال الإداري للعبة.
وفي عام 2022، أصدرت محكمة سويسرية حكمًا ببراءتهما، مشيرة إلى أن الاتفاق كان شفهيًا ومشروعًا، وأنه لا توجد أدلة كافية تدعم ادعاء الادعاء العام بأن المبلغ كان رشوة مقنعة. ومع ذلك، استأنف المدعون العامون السويسريون الحكم، ما دفع بالقضية إلى جولة جديدة أمام محكمة الاستئناف.
بلاتيني واثق من البراءة
بدوره، أكد محامي ميشيل بلاتيني، دومينيك نيلين، أن موكله متأكد من تبرئته مجددًا، معتبرًا أن استئناف الادعاء غير مبرر. وقال نيلين: "لقد برأت المحكمة موكلي بشكل واضح، من الصعب فهم سبب استمرار مكتب المدعي العام السويسري في ملاحقة هذه القضية، رغم عدم وجود أدلة تدين بلاتيني أو تثبت وجود أي نوع من الاحتيال".
ومن المقرر أن تبدأ جلسات محكمة الجنايات الفيدرالية الاستثنائية في مدينة موتينز، بالقرب من بازل، يوم الاثنين المقبل، ومن المتوقع أن تستمر عدة أسابيع، على أن يصدر الحكم النهائي في 25 آذار/مارس المقبل.
جوزيف بلاتر: "أريد فقط أن تنتهي هذه القضية، لقد مررت بما يكفي من المتاعب، وحان الوقت للعيش بسلام"
وفي حال إدانتهما، قد يواجه بلاتر وبلاتيني عقوبات مالية إضافية، بالإضافة إلى 20 شهرًا من السجن مع وقف التنفيذ. ومع ذلك، إذا أيدت المحكمة حكم البراءة السابق، فسيكون ذلك بمثابة انتصار قانوني كبير لهما، مما قد يعزز موقفهما في مطالبة الفيفا والجهات التنظيمية الأخرى بإنصافهما وإعادة الاعتبار لهما.
ورغم استمرار القضية، أكد بلاتر أنه يحاول الاستمتاع بحياته بعيدًا عن عالم كرة القدم، حيث يقضي وقته في متابعة المباريات عبر التلفزيون، ومشاهدة الفرق المحلية في مسقط رأسه في كانتون فاليه بسويسرا.
وقال بلاتر: "أريد فقط أن تنتهي هذه القضية، لقد مررت بما يكفي من المتاعب، وحان الوقت للعيش بسلام". ومع اقتراب موعد جلسة الاستئناف، تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت المحكمة ستؤيد حكم البراءة السابق، أم أن الادعاء سيحقق نجاحًا في إدانة بلاتر وبلاتيني. وعلى أي حال، فإن القضية تبقى واحدة من أكبر الفضائح في تاريخ فيفا، والتي تسببت في زلزال إداري أطاح بقيادات بارزة وأدت إلى تغييرات جذرية في طريقة إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم.