أهداف سويف تكتب عن نضال أختها ليلى من أجل حرية علاء عبد الفتاح
28 نوفمبر 2024
نشرت الروائية المصرية أهداف سويف مقالًا في صحيفة "الغارديان" البريطانية، تناولت فيه حالة أختها الأستاذة الجامعية والناشطة ليلى سويف، التي تواصل إضرابها عن الطعام لليوم الستين على التوالي احتجاجًا على استمرار السلطات المصرية في حبس نجلها الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، رغم انقضاء مدة محكوميته.
وقالت الروائية إن أختها، البالغة من العمر 68 عامًا، تخوض "معركتها الأخيرة ضد الظلم، وهي تعلم أنها قد تكون الأخيرة". وأضافت: "تقاتل ليلى من أجل حرية ابنها علاء عبد الفتاح، الكاتب البريطاني-المصري ومطور البرامج والناشط الديمقراطي، الذي يُعدّ أبرز سجين سياسي في مصر".
بالنسبة لليلى، تقول أهداف، "كان ميدان التحرير موطنًا طبيعيًا لها: مفتوحًا، متساويًا، وسخيًا، ويعترف بالموهبة والعمل. لا تزال تسعى جاهدة لخلق هذا الموطن لأسرتها وطلابها وكل من يهتم بدخوله"
وأشارت إلى أنه قضى حكمين بالسجن لمدة خمس سنوات: الأول بعد مشاركته في احتجاج صامت لمدة 15 دقيقة، والثاني بسبب إعادة نشر منشور على منصة "فيسبوك" عن سجين تُوفي داخل السجن.
ولفتت أهداف إلى أن علاء كان من المفترض أن يُطلق سراحه يوم 29 أيلول/سبتمبر الماضي، لكن ذلك لم يحدث. وأكدت أن هذا عزز شكوكهم بأن السلطات لن تسمح له بالخروج أبدًا. وعندما دخلت والدته في إضراب عن الطعام، قالت: "لن يسمحوا له بالخروج أبدًا إلا إذا واجهوا أزمة"، وهي مستعدة للموت في محاولة لإثارة هذه الأزمة.
تقاسمت "أرونداتي روي" مع علاء عبد الفتاح، الذي لا يزال معتقلًا في السجون المصرية رغم انتهاء مدة محكوميته، جائزة "بن بينتر" التي فازت بها.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 11, 2024
تفاصيل أكثر: https://t.co/GTVF1xivuS pic.twitter.com/psoyuGPCk3
وتحدثت أهداف عن ليلى قائلة: "أختي عالمة رياضيات. كانت تقول إنها أصبحت عالمة رياضيات عندما كانت في السابعة من عمرها، حين تعرفت على الرياضيات من خلال الأستاذ أوماهوني في مدرسة ابتدائية في كلابهام. وُلدت ليلى في لندن عندما كان والدانا طالبين في الدراسات العليا. وعندما عادا للعمل في التدريس بجامعة القاهرة، كانا يقضيان إجازاتهما في بريطانيا. كنتُ أنا، كمراهقة متقلبة المزاج، أتمرد على المدرسة، والطقس، والمشروع بأكمله، لكن ليلى كانت تذهب إلى المدرسة بسعادة، ووجدت شغفًا يدوم مدى الحياة".
وأوردت أهداف تفاصيل من حياة ليلى النضالية، مشيرة إلى أن علاء كتب في كتابه "لم تُهزم بعد" عن والدته قائلاً: "هربت أمي من المدرسة وهي في السادسة عشرة من عمرها للانضمام إلى الاحتجاجات الطلابية في ميدان التحرير. دخلت ليلى سويف الميدان عام 1972 ولم تخرج منه أبدًا".
بالنسبة لليلى، تقول أهداف، "كان ميدان التحرير موطنًا طبيعيًا لها: مفتوحًا، متساويًا، وسخيًا، ويعترف بالموهبة والعمل. لا تزال تسعى جاهدة لخلق هذا الموطن لأسرتها وطلابها وكل من يهتم بدخوله". وأشارت إلى أن ليلى شاركت زوجها، المحامي الحقوقي أحمد سيف الإسلام، شغفها بالعدالة. كما ورثت عن والديها روح العمل والإيمان بالمجال الأكاديمي، حيث أمضت حياتها العملية في تدريس الرياضيات بجامعة القاهرة، وكانت تتجاوز حدود الفصول الدراسية برعايتها لطلابها. وعندما كانوا يخرجون للاحتجاج، كانت دائمًا تسير معهم لحمايتهم.
وروت أهداف حادثة وقعت عام 2005، حين كانت ليلى تراقب طالبًا لامعًا عاد لتوه من فرنسا حاملاً شهادة الدكتوراه. رأت نظارته تسقط من على وجهه، وعندما انحنى للبحث عنها، ألقت بنفسها بينه وبين هراوة كانت على وشك أن تضرب رأسه، وصرخت في وجه ضابط مكافحة الشغب: "هل لديك أي فكرة عن كم العمل الذي بُذل لتكوين هذا الرأس؟".
سلمت والدة وشقيقة #علاء_عبد_الفتاح رسالة وقعها 100 نائب برلماني تدعو الحكومة البريطانية لبذل المزيد من الجهود لإطلاق سراح علاء إلى مسؤول مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية في الخارجية البريطانية
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) July 5, 2023
المزيد من التفاصيل: https://t.co/tCrmSOegoW pic.twitter.com/F044hanRyJ
وعن علاء، قالت أهداف إن والدته فعلت كل شيء ممكن خلال السنوات العشر الماضية: من التمثيل القانوني المستمر، والعرائض، والاحتجاجات والاعتصامات، والرحلات الأسبوعية إلى السجن محملة بالكتب والطعام والغسيل، إلى الحملات المحلية والدولية، وأخيرًا، مناشدة بريطانيا، البلد الذي وُلد فيه علاء، طلبًا للمساعدة.
وكتب علاء عن والدته في عام 2014: "ورثت من أمي حبًا يخترق جدران السجون، ومن والدي ورثت زنزانة سجن وحلمًا لا تقيده جدران السجن".
وختمت أهداف مقالها بالإشارة إلى أن الإضراب عن الطعام قد استهلك ليلى، التي فقدت 18 كيلوغرامًا من وزنها. وقالت: "كل من حولها مرعوبون، لكنهم غير مندهشين من إصرارها وهي تواجه القوة التي تدمر حياة ابنها. ليس من مصلحة أحد أن يُسمح لحب هذه الأم بأن يُثبت نفسه حتى الغايات الأكثر مرارة".