أوديغارد قبل لقاء النرويج وفريق الاحتلال: ما يحدث في غزة مروع ولا يمكن تجاهله
22 يمشي 2025
عبر قائد المنتخب النرويجي لكرة القدم، مارتن أوديغارد، عن استيائه من الأوضاع المروعة التي يعيشها أهالي قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، وذلك قبل أيام من مواجهة منتخب بلاده مع منتخب الاحتلال ضمن تصفيات كأس العالم 2026.
وقال مارتن أوديغارد، قائد منتخب النرويج ولاعب أرسنال الإنجليزي، في تصريحات نقلها موقع "VG" النرويجي: "لا يمكن تجاهل الأحداث المحيطة بهذه المباراة. ما يحدث هناك – ويقصد قطاع غزة – أمر مروّع، لكن علينا التعامل مع حقيقة أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرر إقامة هذه المباراة".
وأضاف النجم النرويجي: "الجميع يعلم مدى فظاعة الوضع"، مبينًا في الوقت ذاته وجود نقاشات داخلية بين اللاعبين حول الوضع في غزة. وزاد قائد المنتخب في تصريحاته: "نحن نقرأ الأخبار ونعرف ما يجري هناك. من الطبيعي أن نتحدث عنه، لكن تركيزنا الرئيسي الآن على المباراة القادمة (ضد مولدوفا)، وبعد ذلك ربما يكون هناك نقاش أوسع".
ويخوض المنتخب النرويجي مساء السبت مباراة ضد منتخب مولدوفا، قبل أن يتوجه إلى المجر لملاقاة منتخب الاحتلال بعد أيام قليلة من خرق الاحتلال للهدنة وارتكابه مجازر جماعية بحق المدنيين في القطاع المحاصر، وهو ما وصفته الصحيفة النرويجية بأنه الهجوم الأكثر دموية منذ بداية الحرب، وأسفر عن استشهاد المئات من الأطفال.
وبحسب الصحيفة النرويجية، فقد وصف مارتن أوديغارد ما يحدث في قطاع غزة بـ"الأمر الفظيع"، وهو ما أكده مدرب منتخب النرويج، ستوله سولباكن، الذي كان كلامه مقتضبًا لكنه حمل إشارات واضحة، إذ قال عن العدوان الإسرائيلي على غزة: "إنه سياق لا يمكن تجاوزه ببساطة".
مارتن أوديغارد قبل مواجهة منتخب الاحتلال: "لا يمكن تجاهل الأحداث المحيطة بهذه المباراة. ما يحدث هناك – ويقصد قطاع غزة – أمر مروّع، لكن علينا التعامل مع حقيقة أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرر إقامة هذه المباراة"
وفيما يتعلق بموقف الاتحاد النرويجي لكرة القدم، أوضحت مديرة الاتصالات في الاتحاد، راغنهيلد أسك كونيل، أن رئيسة الاتحاد، ليز كلافينيس، غير متاحة للتعليق على المباراة ضد إسرائيل. لكنها أكدت أن الاتحاد على تواصل مستمر مع نظيره الفلسطيني، الذي يقدّر التزام الاتحاد النرويجي ويؤيد خوض المباراة في إطار تصفيات كأس العالم.
وتعرض الاتحاد النرويجي لكرة القدم لانتقادات بسبب إقامة مباراة مع منتخب الاحتلال، وسط تصاعد الجرائم الإسرائيلية بحق قطاع غزة، حيث شكك نشطاء ومنتقدون في موقف الاتحاد النرويجي لكرة القدم. ونقل موقع "NRK" النرويجي عن رامي سمندر، وهو من مجموعة العمل من أجل فلسطين، وصفه لقرار النرويج خوض اللقاء مع منتخب الاحتلال بأنه "جنون مطلق"، متهمًا الاتحاد النرويجي بعدم امتلاك الشجاعة الأخلاقية.
وقال سمندر للموقع النرويجي: "من الغريب أننا حتى نناقش ما إذا كان ينبغي للنرويج أن تلعب هذه المباراة أم لا". وأكد أن مشاركة النرويج في المباراة تعني تطبيع انتهاكات القانون الدولي، مشددًا على أن السلطات النرويجية تتحمل جزءًا من المسؤولية. وأضاف: "عندما تظل الحكومة سلبية، فإنها تساهم في تطبيع الانتهاكات"، مشيرًا إلى دعوات الأمم المتحدة المتكررة للنرويج للتحرك ضد الانتهاكات الإسرائيلية المزعومة للقانون الدولي.
وفي ردها، أعربت رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، ليز كلافينيس، عن "تعاطفها مع الضحايا"، ووصفت الوضع بأنه "كابوس" و"معاناة لا توصف". لكنها أكدت أن المباراة ستقام كما هو مقرر، مشيرة إلى التزام النرويج بدورها في المسابقات الدولية. وقالت كلافينيس: "بالنسبة لنا، يجب أن تُلعب المباراة"، بينما أقرت بأن "الظروف صعبة".
وتعرضت الحكومة النرويجية أيضًا لانتقادات بسبب موقفها، وأوضحت وزيرة الثقافة والمساواة، لبنى جعفري، أن القرارات المتعلقة بالمشاركة في الأحداث الرياضية تقع ضمن اختصاص الهيئات الرياضية، وليس الحكومة. وأكدت أن الحكومة تعارض مقاطعة إسرائيل، مشددة على أن النرويج تعمل دبلوماسيًا لتحقيق وقف إطلاق النار ومعالجة الأزمة الإنسانية.
يحدث ذلك في وقت تواصل قوات الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة، فحسب بيانات المكتب وزارة الصحة في القطاع المحاصر، فقط ارتقى 634 شهيدًا و1172 إصابة منذ 18 آذار/مارس الحالي، تاريخ تجديد عدوان الاحتلال على القطاع، والعدد قابل للزيادة مع استمرار العدوان، كما ارفعت حصيلة الشهداء إلى 49747 والإصابات إلى 113213 منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.