1. سياسة
  2. سياق متصل

أوروبا تقدّم لترامب خطة سلام بديلة بشأن إنهاء حرب أوكرانيا

3 يمشي 2025
يستبعد الأوروبيون إنهاء الحرب في أوكرانيا بشكلٍ سريع (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

اختتمت أوروبا قمتها الطارئة في لندن بشأن مستقبل أوكرانيا واستراتيجية الدفاع المشترك. وقد شهد المبنى التاريخي لوزارة الخارجية البريطانية "لانكستر هاوس" إظهار الزعماء الأوروبيين مواقف وُصفت بالقوية، حول دعم أوكرانيا من جهة، والالتزام بأمن أوروبا من جهة أخرى. حيث التزم المجتمعون في لندن بتحقيق زيادة معتبرة في الإنفاق الدفاعي، والحصول على ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا، قبل أي اتفاق سلام مع روسيا.

وفي الأثناء، أعلن الأوروبيون عن تقديم خطة سلام عادلة، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه سيتم عرضها على الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

يشار إلى أن قمة لندن جاءت في سياق المشادّة الكلامية التي حدثت في البيت الأبيض بين زيلينسكي ودونالد ترامب الجمعة الماضية، وقد كان من تداعياتها إلحاق ضرر بالغ بالعلاقات الأوكرانية-الأميركية، وتأجيل التوقيع على اتفاقية المعادن النادرة بين كييف وواشنطن، وهي اتفاقية كان حلفاء أوكرانيا من الأوروبيين يعوّلون عليها لمنع ترامب من التخلّي عن دعم أوكرانيا، وتحقيق الضمانات الأمنية التي يطالب بها الأوكرانيون قبل المضي في أي اتفاق سلام.

خطة سلام بديلة

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أنّ قادة أوروبيين وافقوا على صياغة خطة للسلام العادل بهدف عرضها على الحليف الأميركي، الغائب الحاضر. واعتبر ستارمر أن "الخطة البديلة" تمثل خطوة لإقناع واشنطن بتقديم الضمانات الأمنية لأوكرانيا، إذ لا غنى عن تلك الضمانات، حسب تعبيره، لردع موسكو.

اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن ترفع الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي إلى ما بين 3 و3.5% من إجمالي الناتج المحلي

كما أعلن ستارمر، في السياق ذاته، عن نية بلاده وفرنسا ودول أخرى - لم يسمّها - تشكيل ما أسماه بـ"تحالف الراغبين"، الذي سيتولى بلورة خطة السلام وعرضها على ترامب. ويشير هذا التحالف، والتسمية التي تم اختيارها له، إلى عدم وجود إجماع أوروبي على قيادة مثل هذا المسعى، حتى بين الدول التي اجتمعت في لندن، رغم تعبيرها عن استعدادها لمواصلة الوقوف إلى جانب كييف.

يشار إلى أنّ اجتماع لندن شهد مشاركة رؤساء ووزراء 17 دولة، هي: "أوكرانيا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، الدنمارك، إيطاليا، هولندا، النرويج، بولندا، إسبانيا، تركيا، كندا، فنلندا، السويد، جمهورية التشيك، رومانيا، وكندا من خارج أوروبا"، بالإضافة إلى مشاركة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.

إعادة تسليح أوروبا

اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أنه من الضروري إعادة تسليح أوروبا بشكل عاجل، بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية. كما طالبت فون دير لاين بزيادة الدعم المخصص لأوكرانيا، لجعلها في موقع قوة أمام "الأعداء والحلفاء على حدّ سواء".

وبما أنّ تحقيق هذه المطالب ليس بالأمر اليسير لجميع الدول الأوروبية، بسبب مشاكلها المالية المختلفة، اقترحت فون دير لاين أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتخفيف قواعده المتعلقة بالديون.

وفي السياق ذاته، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن ترفع الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي إلى ما بين 3 و3.5% من إجمالي الناتج المحلي.

بدوره، أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أنّ المجتمعين في لندن "اتفقوا على ضرورة أن تتحمّل أوروبا مسؤولية كبرى، وأن تزيد من إنفاقها على الدفاع في إطار حلف شمال الأطلسي"، مشددًا على "أهمية الحفاظ على العلاقات القوية مع واشنطن".

وسبق لبولندا أن أعلنت رفضها إرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، كما ترفض إنشاء تحالف دفاع أوروبي خارج حلف شمال الأطلسي، وهي فكرة كانت مطروحة بقوة قبل اجتماع لندن، وخصوصًا من طرف فرنسا.

يشار إلى أنّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أكّد في كلمته أنّ واشنطن ملتزمة بالحلف، مرحّبًا باتفاق المجتمعين في لندن على زيادة الإنفاق العسكري.

مقترح هدنة

اقترحت فرنسا وبريطانيا هدنة مدتها شهر في أوكرانيا، تشمل، وفق ما أعلنه الرئيس الفرنسي في حديث صحفي عقب قمة لندن، "الجو والبحر والبنية التحتية للطاقة".

ولم تردّ روسيا بعد على هذا المقترح، كما لم تُبدِ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيّ موقف بشأنه. ومن الواضح أنّ هذا المقترح يتقاطع مع تصريح زيلينسكي بأن "الطريق لا يزال طويلًا جدًا للوصول إلى اتفاق لإنهاء الحرب"، ويتعارض مع رغبة الرئيس الأميركي في التوصل إلى اتفاق سلام سريع.

علّق وزير الخارجية سيرغي لافروف على مخرجات قمة لندن، والمواقف الصادرة عنها وعن الرئيس الأوكراني، بالقول إنّ الأوروبيين لا يرغبون في إنهاء الحرب، محذّرًا من سيناريو نشر قوات أوروبية في أوكرانيا

اتفاق المعادن لا يزال مطروحًا

أعلن زيلينسكي من لندن أنّ إدارته ما تزال مستعدة لتوقيع اتفاق المعادن النادرة مع الولايات المتحدة. وكان من المفترض أن يتم التوقيع على هذا الاتفاق نهاية الأسبوع الماضي، لكنّ المشادّة الكلامية بين زيلينسكي وترامب حالت دون ذلك.

وعاد زيلينسكي مجددًا ليؤكّد أهمية المساعدات الأميركية لبلاده، مشددًا على أنّ إيقافها لن يكون في مصلحة أي طرف باستثناء بوتين.

يشار إلى أنّ مصادر في الولايات المتحدة رجّحت أن يتم تسريع التحقيقات بشأن المساعدات التي قدمتها واشنطن لكييف خلال الفترة الماضية، مما قد يؤدي إلى وقفها.

التنازلات

يتباين الموقف الأميركي والأوكراني بشكل كبير بشأن هذه النقطة. ففي حين أكد زيلينسكي، عقب قمة لندن، أنه لن يعترف مطلقًا باحتلال روسيا لأراضٍ أوكرانية، شدد مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، على أن إنهاء الحرب يتطلب تقديم أوكرانيا تنازلات إقليمية، مقابل تنازلات روسية تتعلق بالضمانات التي تطالب بها كييف، وعلى رأسها نشر قوات حفظ سلام أوروبية.

يشار إلى أنّ زيلينسكي اعتبر، خلال قمة لندن، أنّ "المساعدات وحجمها ونطاقها ستكون من بين الضمانات الأمنية".

من جانبه، علّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على مخرجات قمة لندن، والمواقف الصادرة عنها وعن الرئيس الأوكراني، بالقول إنّ الأوروبيين لا يرغبون في إنهاء الحرب، محذّرًا من سيناريو نشر قوات أوروبية في أوكرانيا. علمًا بأنّ الرئيس الأميركي سبق أن ألمح، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي ماكرون في البيت الأبيض، إلى أنّ روسيا قد تقبل فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة