أول اعتصام تضامني مع غزة في عهده.. طلاب كلية بودوين يتحدّون ترامب
8 فبراير 2025
أطلق نشطاء في كلية بودوين بولاية مين الأميركية أول اعتصام تضامني مع فلسطين، منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، حيث احتلوا الطابق الأول من مقر اتحاد طلاب الكلية احتجاجًا على اقتراح ترامب بتهجير سكان قطاع غزة فرض السيطرة الأميركية عليه.
وأفادت صحيفة "ذا بودوين أوريانت" بأن مجموعة "طلاب بودوين من أجل العدالة في فلسطين" (SJP) قامت، مساء الخميس، بإقامة خيام داخل مبنى اتحاد الطلاب سميث، وأطلقت على الاعتصام اسم "شعبان الدلو"، وهو طالب هندسة كمبيوتر في جامعة الأزهر في غزة، احترق حيًا في خيام النازحين التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
أقام طلاب بودوين من أجل العدالة في فلسطين خيامًا داخل مبنى اتحاد الطلاب سميث، في اعتصام أُطلق عليه شعبان الدلو، تخليدًا لطالب هندسة من غزة احترق في خيام النازحين إثر غارات إسرائيلية
احتجاج على سياسة ترامب وتضامن مع الضفة الغربية
ويشارك في الاعتصام حوالي 50 طالبًا، ردًا على اللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث اقترح الرئيس الأميريكي فكرة السيطرة على غزة، وتهجير سكانها الفلسطينيين، وإعادة بنائها كمشروع استثماري أطلق عليه "ريفييرا الشرق الأوسط"، وذلك بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي الممنهج على القطاع.
كما ندد المتظاهرون بالتصعيد الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية المحتلة، حيث أدت عمليات القتل والاعتقال إلى سقوط آلاف الضحايا الفلسطينيين منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو أمر لم يحظ باهتمام إعلامي كافٍ بسبب الفظائع التي تُرتكب في غزة.
وجاء في بيان صادر عن "طلاب بودوين من أجل العدالة في فلسطين" (SJP) نشر يوم الخميس: "بينما يدمر العدوان الإسرائيلي منازل الفلسطينيين ويقتل الأطفال في جنين، بينما تستمر المعاناة التي لا توصف في غزة، وبينما تنحدر أميركا أكثر في اتجاه الفاشية، نسأل: أي نوع من المؤسسات تريد كلية بودوين أن تكون؟ هل ستقف صامتة أمام الظلم أم ستختار الشجاعة والمقاومة؟ القرار بيد بودوين".
#فيديو | احتجاجات طلبة الجامعات الأميركية تتصاعد وتتسع رقعتها تضامنًا مع #غزة.. ماذا يريدون؟ وكيف جابهتهم إدارات الجامعات والشرطة؟ pic.twitter.com/m4Wmm7deC4
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) April 25, 2024
مواجهة بين الطلاب وإدارة الكلية
وأفادت "ذا بودوين أوريانت" بأن أحد مسؤولي الأمن في الكلية بدأ في طلب هويات الطلاب المحتجين حوالي الساعة الواحدة من فجر الجمعة، بينما أبلغهم عميد شؤون الطلاب، مايكل بولجو، بالعواقب التأديبية التي قد تترتب على احتجاجهم، بما في ذلك احتمال الطرد من الكلية.
وفي صباح الجمعة، انضم المزيد من طلاب كلية بودوين إلى الاحتجاج خارج مبنى اتحاد الطلاب، محاولين دخول المبنى وهم يهتفون "افتحوا سميث".
وقالت المنسقة الرئيسية لـ ""طلاب بودوين من أجل العدالة في فلسطين"، أوليفيا كيني، إن الطلاب يخططون للبقاء داخل المبنى حتى تستجيب إدارة الكلية لمطالبهم الواردة في استفتاء التضامن مع فلسطين.
تضامن من جامعة بيرزيت في الضفة الغربية
وفي سياق متصل، وجه طلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية المحتلة رسالة تضامنية مع اعتصام كلية بودوين، وصفوه فيها بأنه "رائع وجميل".
وقال أحد المتحدثين في الرسالة المصورة التي نُشرت عبر منصة "إنستغرام": "استيقظنا هذا الصباح على أخبار اعتصامكم، وكنا نتابع باهتمام ما يجري في كلية بودوين من نشاط تضامني مع فلسطين ومع طلاب العدالة في فلسطين. نحن نراكم، نحن نحبكم".
وتابع المتحدث في الرسالة: "شكرًا لكم، من فلسطين المحتلة في الضفة الغربية، حيث يكافح الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفون للوصول إلى الحرم الجامعي بسبب الحواجز العسكرية والطرق المغلقة. من جميع أنحاء فلسطين، من النهر إلى البحر، من الجامعات التي دُمرت بالكامل خلال 471 يومًا من الإبادة الجماعية، من مؤسسات التعليم العالي في الضفة الغربية التي باتت محاصرة ومعزولة".
واختتمت الرسالة بالقول: "نحن في هذا معًا. نراكم ونقدّر أصواتكم التي تصرخ بصوت عالٍ بأن الجامعة هي مساحة للنقاش والمعرفة والتغيير. إنها المكان الذي نتصور فيه العالم الذي نريد العيش فيه، وليس العالم الذي يُفرض علينا بالقوة".