1. سياسة
  2. سياق متصل

أي تداعيات لقرار توقيف المساعدات الأميركية لأوكرانيا؟

4 يمشي 2025
(Getty) أمر ترامب بتوقيف المساعدات العسكرية لأوكرانيا مؤقتًا
الترا صوتالترا صوت

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ سياسة الضغط على أوكرانيا عمليًا، حيث قرر تعليق المساعدات العسكرية المقدمة لكييف مؤقتًا، بهدف إرغام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على قبول صيغة اتفاق السلام مع روسيا، التي اقترحتها واشنطن. جاءت هذه الخطوة في سياق تصاعد التوتر في العلاقات الأميركية - الأوكرانية، عقب المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض، وتأجيل التوقيع على اتفاقية المعادن النادرة، التي كان من المقرر توقيعها الجمعة الماضية. كما يأتي قرار إدارة ترامب بتعليق المساعدات ردًا على الصيغة البديلة للسلام، التي طرحتها الدول الأوروبية خلال قمة لندن الأحد الماضي، والتي تقوم على مفهوم "سلام عادل" يضمن تقديم ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا.

لم يقبل ترامب على ما يبدو المبادرة الأوروبية، ولا يزال يصرّ، في المقابل، على مبادرة السلام الأميركية، التي أنضجها وناقشها مع الروس، دون حضور لأوكرانيا وأوروبا، ودون الأخذ بعين الاعتبار الضمانات التي تطلبها كييف، بل أصرّ ترامب على ضرورة أن تقدّم أوكرانيا التنازلات الضرورية، بما في ذلك التخلي عن فكرة استعادة كامل أراضيها، وهو الأمر الذي يرفضه زيلينسكي، ويعتبره بمثابة تقديم نصرٍ سهل لروسيا لا تستحقّه، ولا يضمن أمن أوروبا مستقبلًا.

في المقابل يبني ترامب تصوّره عن الاتفاق والتنازلات والضمانات، على فكرة بسيطة، مفادها أنّ أوكرانيا لا تنتصر في الحرب، وأنّ الدعم الأميركي لها يجب أن يتوقف وأن يتمّ تعويض واشنطن على ما ساعدت به كييف طيلة الأعوام الثلاثة الماضية من عمر الحرب، ويتحدث ترامب عن رقم يصل إلى قيمة 350 مليار دولار من المساعدات، في حين يتحدث الأوكرانيون عن رقم أقل بكثير من ذلك، ملمحين إلى أنّ بمقدور أوروبا أن تعوّض الدعم الأميركي، في حال رفضت صيغة الاستسلام التي يعرضها ترامب، والتي لا تلقي بالًا لأمن القارة.

يشمل قرار التوقيف، جميع المساعدات العسكرية التي لم تصل بعد إلى أوكرانيا، وليس مستبعدًا أن يُشفِع ترامب ذلك بإطلاق تحقيق في المساعدات المقدمة لكييف منذ بدء الحرب، وسيكون ذلك بمثابة قرار بتوقيف المساعدات نهائيًا، وليس مؤقتًا فحسب.

تداعيات وقف المساعدات الأميركية:

أفادت وكالة رويترز بأن قرار وقف المساعدات الأميركية عن أوكرانيا بشكلٍ مؤقت، دخل حيّز العمل في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء. فيما نقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤولٍ في البيت الأبيض الأميركي قوله "إن ترامب أكد اهتمامه بإحلال السلام في أوكرانيا، ويرغب في رؤية نفس الاهتمام من الشركاء أيضًا"، وأضاف المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم التصريح باسمه، أنّ "الولايات المتحدة الأمريكية قامت بإيقاف المساعدات العسكرية لأوكرانيا لاعتقادها أن هذه الخطوة تساهم في الحل".

وتعني تصريحات المسؤول في البيت الأبيض أنّ قرار وقف المساعدات، جاء في المقام الأول احتجاجًا على عدم تعاطي أوكرانيا وأوروبا مع مبادرة السلام الأميركية، حيث فضّل المجتمعون في لندن محاولة القفز على الإرادة الأميركية، بطرح مبادرة جديدة، ومحاولة فرضها كأمرٍ واقع بعد ذلك.

لكنّ تصريحات المسؤول الأميركي، أظهرت أنّ إدارة ترامب، ليست في وارد الاستسلام للأمر الواقع، ولجأت إلى وسيلتها المفضّلة في مثل هذه الحالات، وهي سياسة الضغوط والعقوبات، التي بدأها بوقف المساعدات، وبالدعوة الصريحة إلى ضرورة تغيير زيلينسكي. والسؤال المطروح هنا هول إلى أي حد يمكن أن يصل ترامب في هذا التوجّه؟ وهل ما تزال ثمة فرصة حقيقية للتفاهم مع شخص زيلينسكي تحديدًا؟

ويشمل قرار التوقيف، "جميع المساعدات العسكرية التي لم تصل بعد إلى أوكرانيا"، وليس مستبعدًا أن يُشفِع ترامب ذلك بإطلاق تحقيق في المساعدات المقدمة لكييف منذ بدء الحرب، وسيكون ذلك بمثابة قرار بتوقيف المساعدات نهائيًا، وليس مؤقتًا فحسب.

لن تظهر تداعيات ميدانية لقرار التوقيف سريعًا، حيث سيتطلب الأمر عدة أشهر، كما أن مواصلة الأوروبيين دعمهم، وإظهارهم الاستعداد لرفع ذلك الدعم، قد يكون كفيلًا بتعويض جزء كبير من الدعم الأميركي، لكنّ صبر القارة العجوز قد لا يكون طويلًا، وقد بدأت تظهر بالفعل مؤشرات على انقسام الموقف، لا سيما بشأن الضمانات الأمنية، وعلى رأسها نشر قوات أوروبية في أوكرانيا.

تبقى التداعيات السياسية والديبلوماسية لمثل هذا القرار، أهمّ مما سواها، فالقرار يعدّ ضربة قاسية للموقف الأميركي من كييف كحليف، فمن الواضح أنّ إدارة ترامب بصدد تغيير خارطة التحالفات، وإعطاء التحالف مضمونًا جديدًا، لا يتعلق فحسب بالأبعاد الإستراتيجية  والجيوسياسية للعلاقة، بل بالمصالح الاقتصادية قبل كلّ شيء، وهذا الأمر، من شأنه حسب منتقدين لترامب، تخريب جلّ العلاقات الأميركية، لا سيما مع أوروبا، وحلفاء البلاد الإستراتيجييين.

زيلنسكي والرهان على الديبلوماسية مع ترامب:

غلّب الأوكرانيون الديبلوماسية على نهج الصدام، فقد احتفى زيلينسكي والبرلمان الأوكراني، بالعلاقات مع الولايات المتحدة، وذلك على أمل أن يُراجع ترامب حساباته. ففي منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، أكّد زيلينسكي على ضرورة "منح الدبلوماسية فعالية أكبر من أجل إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن"، مضيفًا: "نحن بحاجة إلى السلام الحقيقي، والأوكرانيون يريدون ذلك أكثر من أي شيء آخر، لأن الحرب تدمر مدننا وبلداتنا. نحن نخسر شعبنا".

أما بيان البرلمان الأوكراني الموجّه إلى ترامب، فركّز على أهمية العلاقات الإستراتيجية بين واشنطن وكييف، واستهلّ البرلمان بيانه بالقول إنّ "مساهمة الولايات المتحدة، الشريك الاستراتيجي لأوكرانيا، كانت ذات أهمية حاسمة بين الحلفاء الدوليين في دعم بلدنا في أصعب الأوقات في تاريخنا"، واستخدم البيان حشدًا من عبارات الشكر والامتنان لترامب والكونغرس والشعب على تقديم، ما أسماه البيان "الدعم الملموس لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها"، مرحّبًا في الوقت ذاته "بمبادرات ترامب لبدء عملية تفاوض تهدف إلى تأمين السلام"، مشددًا في الأخير  "على الحاجة إلى مواصلة تطوير الشراكة الإستراتيجية بين كييف وواشنطن وخاصة في مجال استكشاف المعادن النادرة".

وحول هذه النقطة الأخيرة بالذات، كان لافتًا للانتباه، قول ترامب أمس الإثنين "إن اتفاقية المعادن الأرضية النادرة مع أوكرانيا لا تزال ممكنة"، مضيفًا  أنّ هذه الاتفاقية "ستكون رائعة للولايات المتحدة"، وتابع ترامب قائلًا: "يجب أن يكون زيلينسكي أكثر امتنانًا لأن الولايات المتحدة وقفت إلى جانب أوكرانيا في السراء والضراء".

ومن المتوقع أن يعلن ترامب اليوم الثلاثاء، في خطاب أمام الكونغرس، عن آخر التطورات بشأن صفقة المعادن، وخطواته القادمة بشأن مبادرة السلام التي وضعها على طاولة الأوكرانيين والروس.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة