أي دلالات وتبعات سقوط منظومة الدفاع الجوي الروسية بيد قوات المعارضة السورية؟

يُنذر حصول قوات المعارضة السورية على معدّات عسكرية متطورة، من بينها منظومة الدفاع الجوي الروسية بانتسير-إس1، بتحوّلٍ كبير حسب مجلة "نيوزويك" الأميركية، حيث ستزداد مهمة جيش النظام السوري وحلفائه في استعادة حلب وبقية المناطق التي سيطرت عليها المعارضة تعقيدًا.

وكانت صور متداولة على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي قد أظهرت استيلاء قوات المعارضة على نظام دفاع جوي روسي متقدم، بعد شنّها هجومًا مفاجئًا الأسبوع الماضي على حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا. وقد أنهى ذلك الهجوم، حسب "نيوزويك"، حالة "جمود" طويلة في المشهد العسكري السوري.

تُظهر الصور المتداولة معدات روسية، بما في ذلك قاذفة صواريخ متعددة ونظام صواريخ أرض-جو من طراز بانتسير-إس1، في أيدي قوات المعارضة السورية بين حلب والرقة، بعدما تخلى عنها المقاتلون الموالون للنظام "وسط انسحابات غير منظمة".

أظهرت صور متداولة استيلاء قوات المعارضة في حلب على نظام دفاع جوي روسي متقدم

وعلى ضوء هذا التطور، بات من المرجّح أن تعرف موازين القوى على الأرض بعض التغيرات، فحصول قوات المعارضة على ترسانة دفاعية متطورة سيُقلل من تأثير وفاعلية العمليات الجوية للقوات السورية، التي تُعدّ أهم نقطة قوة لدى النظام السوري.

لكنّ هذا المتغير من شأنه أيضًا أن يزيد من شراسة المعارك وتكلفتها البشرية، علمًا بأن مئات القتلى سقطوا حتى الآن في غضون أقل من أسبوع. يُشار إلى أنّ الأمم المتحدة قدّرت عدد القتلى المدنيين في السنوات العشر الأولى من الصراع، عام 2022، بأكثر من 300 ألف قتيل.

الحرب لن تتوقف قريبًا:

عزت صحيفة "الغارديان" هجوم قوات المعارضة السورية إلى "تحويل روسيا طائراتها وقواتها من سوريا إلى أوكرانيا، وتدهور أوضاع قوات إيران وميليشياتها العاملة في سوريا بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة".

في خطوة كبيرة على الأرض أعلنت فصائل المعارضة السيطرة على ثلاثة مطارات رئيسية في #إدلب و #حلب، وتمكنت من استكمال سيطرتها على الأكاديمية العسكرية والكليات الحربية في منطقة الراموسة.

اقرأ أكثر: https://t.co/Nu0dkgDd99 pic.twitter.com/3t93sQlpqg

— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 2, 2024

وحول موضوع نقل الأسلحة الروسية من سوريا، نقلت الصحيفة البريطانية عن معهد "دراسة الحرب" قوله إن "أنظمة صواريخ إس-300 قد سُحبت من سوريا للحرب في أوكرانيا عام 2022، وكان وجود روسيا منخفضًا بشكل عام". ومع ذلك، تؤكد الغارديان أنّ قدرة موسكو على تقديم الدعم المستمر للأسد "ستكون حتمًا مفيدة للنظام على المدى الطويل".

وأشارت "الغارديان" في هذا السياق إلى سلسلة الغارات الجوية التي شنّتها روسيا خلال الأيام القليلة الماضية على حلب وإدلب والمناطق المحيطة بها من قاعدة حميميم الجوية، مما أسفر عن مقتل 200 شخص على الأقل. لكنّ الغارديان ترجّح أن تلك الغارات "لم يكن لها تأثير يُذكر على تقدم قوات المعارضة حتى الآن".

يُضاف إلى تلك العوامل المسؤولة عن انهيار قوات النظام عامل آخر تراه الغارديان حاسمًا، وهو خسارة إيران لقاسم سليماني، الذي كان يُشرف على القوات الإيرانية في سوريا وتكتيكاتها القتالية، إلى جانب تراجع دور حزب الله على الأرض. فلطالما شكّل الاثنان، حسب الغارديان، علامةً فارقة في انتصارات إيران في سوريا.

وترى خبيرة شؤون الشرق الأوسط في مركز الأبحاث التابع للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، بوركو أوزجيليك، أنّ إيران وروسيا، بسبب الانهيار الحاصل لقوات النظام، ستكونان أكثر حذرًا، ولذلك تبدوان مترددتين في نشر "أصول عسكرية وقوة جوية لإنقاذ النظام كما فعلتا من قبل".

ومع ذلك، لا ترجّح "الغارديان" أن ينتهي الصراع المسلح في سوريا قريبًا، فإيران وروسيا غير مستعدتين لسقوط نظامٍ بذلتا في سبيل بقائه الكثير من المقدّرات. وبالتالي، ستشهد سوريا، في حال فشلت الجهود الدبلوماسية الإيرانية والروسية في احتواء الوضع، جولةً جديدة من التصعيد لا يمكن الجزم بالمدة الزمنية التي قد تستغرقها.

يُشار إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يقوم منذ يوم الأحد بجولة خارجية على الدول المؤثرة في الملف السوري، اختتمها أمس الإثنين بزيارة أنقرة ولقاء نظيره التركي، هاكان فيدان. ويسعى عراقجي من خلال هذه الجولة إلى إعادة "إحياء" مسار أستانة والتقارب التركي مع النظام السوري، على أمل أن يضع ذلك حدًا لعملية قوات المعارضة.