1. سياسة
  2. سياق متصل

أي عراقيل تواجه موسكو في عملية نقل قواعدها العسكرية إلى ليبيا؟

30 ديسمبر 2024
(Getty) روسيا تفكك قواعدها العسكرية في سوريا وتضع ليبيا نصب عينيها
الترا صوتالترا صوت

بدأت روسيا في البحث عن مبررات لاحتمال نقل قواعدها من سوريا نحو وجهة أخرى، من المرجح أنها ليبيا، فقد اتهم جهاز الاستخبارات الروسي نهاية الأسبوع الجاري الاستخبارات الأميركية والبريطانية بالتخطيط لشن هجمات على القواعد الروسية في سوريا، وقبل ذلك تضافرت معلومات عدة عن نقل روسيا جزءًا من عتادها وقواتها خارج سوريا، كما أن موسكو لا تأمن على قواتها في حالة البقاء في سوريا في ظل الحكم الجديد، وبناءً عليه بات من شبه المؤكد أن روسيا ستترك سوريا، لكن نحو وجهة تضمن لها الحفاظ على موطئ قدم في مياه المتوسط.
وتعدّ ليبيا هي الخيار المفضل حيث ستجعل القوات الروسية على مرمى حجر من أوروبا، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية ستضمن "استمرار الدعم اللوجستي لعمليات  ما يسمى "الفيلق الأفريقي الروسي الذي يمكن اعتباره وريث مرتزقة شركة فاغنر في القارة السمراء".

يشار إلى أنّ القوات الروسية تحتفظ حتى الآن بوجودها العسكري في سوريا، في قاعدتيْ حميميم الجوية وطرطوس البحرية على الساحل السوري.

وكانت الاستخبارات الخارجية الروسية، حثّت في إحاطتها المنشورة يوم السبت، على إجلاء القوات الروسية من سوريا على الرغم من أن وجودها يمثل "عاملًا مهما للاستقرار الإقليمي" على حد تعبير البيان، والذي اتهم واشنطن ولندن بالتخطيط لاستهداف الوجود العسكري الروسي في سوريا، فواشنطن ولندن تعتقدان، حسب البيان الروسي أنهما "ستتمكّنان في مثل هذه الظروف من تحقيق هدفهما الجيوسياسي بسرعة، وهو ضمان هيمنتهما طويلة المدى على المنطقة، على أساس المفهوم البغيض المتمثل في النظام القائم على القواعد".

وأضاف بيان المخابرات الخارجية الروسية أنّ مهمة شن الهجمات على القوات الروسية "أوكلت من قبل الاستخبارات الأميركية والبريطانية إلى مسلّحي تنظيم داعش الذين أفرجت عنهم السلطات الجديدة في سوريا من السجون أخيرًا" وفقًا للبيان.

بدأت روسيا في تفكيك وجودها العسكري في سوريا

وأكّد البيان الروسي أن "قادة ميدانيين لداعش تلقوا طائرات مسيّرة هجومية لاستهداف المواقع الروسية، ومن أجل إخفاء تورطها في هجمات داعش المخطط لها، أمرت القيادة العسكرية للولايات المتحدة وبريطانيا قواتهما الجوية بمواصلة شنّ ضربات على مواقع داعش، مع إخطار المسلحين بها مسبقًا"، وأردف البيان: "إن لندن وواشنطن تأملان بأن تدفع مثل هذه الاستفزازات روسيا إلى إجلاء قواتها من سوريا، وفي الوقت نفسه، سيتم اتهام السلطات السورية الجديدة بالفشل في السيطرة على المتطرفين".

وعلى الرغم من أن ليبيا باتت الوجهة الأكثر احتمالًا لاستقرار القواعد العسكرية الروسية، إلّا أن ثمة عدة عوائق قد تعقد من هذه العملية، نظرًا للوضع السياسي غير المستقر بسبب استمرار الانقسام بين شرق ليبيا (حفتر) وغربها (حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة)، وإن كانت حالة الانقسام تلك هي ما جعلت من ليبيا بيئةً مناسبة للتدخل العسكري لأكثر من طرف، مثل تركيا وإيطاليا وروسيا، لكن تأسيس وجودٍ عسكري دائم فيها لن يكون خيارًا حكيمًا بالنسبة لأي طرف.

وتوصّل مجموعة من الخبراء الروس في شؤون منطقة الشرق الأوسط إلى "انعدام شروط استمرار روسيا عسكريًا في المنطقة"، فسقوط نظام بشار الأسد على هذا النحو الدراماتيكي الذي شهدناه يفرض على روسيا مراجعة استراتيجيتها في المنطقة، بالتحول من استراتيجية تعتمد على الوجود العسكري الدائم إلى تنويع التعاون العسكري مع مختلف الدول.

وفي هذا الصدد يرى الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية ومعهد دراسات الشرق الأوسط في موسكو، سيرغي بالماسوف، في حديث لموقع العربي الجديد، أنّ خليفة حفتر ليس مأمون الجانب على ضمان المصالح الروسية، في إشارة إلى ارتباطاته "السابقة" بالولايات المتحدة الأميركية. حيث يقول بالماسوف عن فرص العلاقة بين موسكو وحفتر إن "حفتر يُعرف بعلاقاته الخارجية المتنوعة ويحمل الجنسية الأميركية ويشاع أنه تعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، ما يعني أنه قد يتخلى في أي لحظة عن ضمان مصالح موسكو مثلما تخلى عنها الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ذات يوم". ويرى بالماسوف أنّ "سقوط الأسد يفرض على روسيا أسئلة من قبيل: ما الجدوى من دعم حفتر؟".

 لكن بالماسوف يرى في المقابل أنّ "انعدام استقرار الأوضاع في ليبيا يصب في مصلحة روسيا كونه يمنع زيادة صادرات النفط الليبي إلى أوروبا وزيادة استقلالية القارة العجوز في مجال الطاقة".

 وأشار بالماسوف إلى أنّ "القوات الروسية لها وجود في ليبيا منذ سنوات عدة، حيث كانت متمثلة سابقًا بشركة فاغنر التي شارك عناصرها في عمليات اقتحام طرابلس في عام 2019، ولكن قوات تابعة لتركيا تصدت لها مع استخدام مسيّرات بيرقدار التركية. أما اليوم، فالوجود الروسي في ليبيا مستمر مع تحول الشركة السابقة إلى الفيلق الأفريقي مع الاعتماد على القواعد الروسية في سوريا لنقل المؤن إليه".

وحلّ ما يسمى بـ"الفيلق الإفريقي" محلّ قوات فاغنر بعد مقتل قائد تلك المليشيا يفغيني بريغوجين عام 2023 في حادثة طيران غامضة، ويعمل الفيلق الإفريقي في كل من "جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو والنيجر"، حيث استطاعت روسيا أن تفتك مكان القوات الفرنسية، مستفيدةً من تغير النخبة الحاكمة في تلك البلدان، عبر انقلابات عسكرية.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة