إرهاب المستوطنين.. تواطؤ من حكومة نتنياهو ودعم غير مباشر من ترامب
23 يناير 2025
في افتتاحية نشرتها صحيفة "هآرتس"، تناولت الأحداث الأخيرة في بلدة الفندق الواقعة في شرقي قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة، مشيرةً إلى أن أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون بحق الفلسطينيين تحظى بغطاء سياسي من قبل حكومة بنيامين نتنياهو، بل وتحظى بدعم غير مباشر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
استهلت الصحيفة بالإشارة إلى تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي أدان بشدة أحداث العنف في بلدة الفندق، قائلاً إنه "يأسف للمأساة التي وقعت".
أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون بحق الفلسطينيين تحظى بغطاء سياسي من قبل حكومة بنيامين نتنياهو، بل وتحظى بدعم غير مباشر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب
ومع ذلك، شككت الصحيفة في جدية إدانته، خصوصًا بعد أن أعرب عن أسفه أيضًا لإصابة مستوطنين اثنين برصاص الشرطة أثناء مشاركتهما في أعمال العنف.
وذكّرت الصحيفة بأن كاتس، منذ توليه منصب وزير الأمن، أشار بوضوح إلى دعمه الضمني لعنف المستوطنين، حيث أعلن في أولى قراراته أنه سيتوقف عن إصدار أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين.
🎥عنف المستوطنين في #الضفة_الغربية وصل إلى أعلى مستوياته. pic.twitter.com/LqUqS8ntlW
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) September 12, 2024
أعمال عنف ممنهجة من قبل المستوطنين
أوضحت الصحيفة أن الفيديوهات التي توثق أحداث العنف تُظهر مستوطنين ملثمين يقومون بحرق الممتلكات الفلسطينية، من مركبات ومنازل ومبانٍ، ويرشقون الحجارة في كل اتجاه. وصفت الصحيفة هذه الممارسات بأنها أعمال ميليشيات منظمة.
وأشارت الصحيفة إلى التحقيق الجاري مع ضابط الشرطة الذي أطلق النار على المستوطنين، والذي يُشتبه في استخدامه سلاحه بشكل غير قانوني. الضابط أفاد بأنه كان مستهدفًا من قبل مجموعة من الملثمين الذين هاجموه برذاذ الفلفل، وبأن حياته كانت في خطر حقيقي مما اضطره لإطلاق النار في الهواء.
"إرهاب يهودي يتصاعد"
تناولت الصحيفة النقاش الدائر حول تعريف هؤلاء المستوطنين الذين يمارسون العنف، معتبرة أن وصفهم بـ"الإرهابيين اليهود" ليس مجرد مصطلح بل هو حقيقة تتطابق مع ممارساتهم. وأشارت إلى أن وزير الأمن كاتس نفسه ساهم في تعزيز هذا التصور عندما قرر الأسبوع الماضي إلغاء أوامر الاعتقال الإداري ضد المستوطنين المحتجزين، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها مكافأة غير مباشرة على أفعالهم.
🚨 شاهد قصة "سميحة وائل" التي حوّل الاحتلال منزلها في "قريوت" جنوب #نابلس إلى سجنٍ لها، واعتداءات المستوطنين بحقها لا تتوقف.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) June 19, 2024
📹 @PalestineUltra pic.twitter.com/FwqpeErGrN
تداعيات خطيرة في ظل قيادة متهورة
في سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى دور إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تشجيع العنف الاستيطاني. ففي خطوة لافتة، رفعت الإدارة الأميركية العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين المتورطين في العنف ضد الفلسطينيين. وأعربت الصحيفة عن أملها في أن تدرك إدارة ترامب خطورة دعم الاستيطان إذا كانت جادة في تعزيز السلام العالمي، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
مزارع المستوطنين اليهود رأس حربة في توسيع المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 14, 2024
اقرأ أكثر: https://t.co/SUEAHiAKXf pic.twitter.com/IWRRaUhD7q
اعتبرت الصحيفة أن حادثة بلدة الفندق تمثل نموذجًا مصغرًا لما قد يحدث تحت قيادة وزير أمن متهور ورئيس وزراء يسعى فقط إلى الحفاظ على استقرار ائتلافه الحكومي بأي ثمن.
وأكدت "هآرتس" في ختام افتتاحيتها أن ظاهرة "الإرهاب اليهودي" المتصاعد في الضفة الغربية، والتي تتم تحت غطاء سياسي محلي ودولي، تمثل تهديدًا خطيرًا ليس فقط للفلسطينيين بل أيضًا لأمن إسرائيل نفسها. ودعت الصحيفة إلى مواجهة هذه الظاهرة بجدية، محذرة من أن استمرار هذا التواطؤ سيؤدي إلى عواقب وخيمة على استقرار المنطقة بأسرها.