1. سياسة
  2. سياق متصل

إسرائيل تحارب بلا غاية.. ماذا تقول تحليلاتها عن الحرب في غزة؟

31 يمشي 2025
(Getty) إسرائيل نفسها اعترفت أن الهدف في هذه المرة هو المدنيون
الترا صوتالترا صوت

منذ بداية عدوانها على قطاع غزة، دخلت إسرائيل في حرب لم تُحسم بعد، كاشفة عن حدود القوة العسكرية عندما تنفصل عن البوصلة السياسية. ومن خلال مراجعة معمّقة لعدد من المقالات والتقارير الصادرة في الصحافة العبرية، من يديعوت أحرونوت وهآرتس ومعاريف وذي ماركر، تتكشّف صورة لافتة لدولة تقاتل من دون استراتيجية خروج، وتواجه واقعًا إنسانيًا وسياسيًا لا يمكن تجاوزه بالقوة وحدها.

بين فائض القوة وانعدام الهدف

رغم ما تُعلنه إسرائيل من نجاحات عسكرية، مثل إضعاف نحو 90% من بنية "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله، واستمرار العمليات المكثفة في غزة؛ إلا أن جوهر الأزمة لا يكمن في القدرة على استخدام القوة، بل في غياب الهدف الواضح من استخدامها.

في تحليله المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يصف ميخائيل ميلشتاين الاستراتيجية الإسرائيلية بأنها قائمة على وهم خطير: "تقويض حكم حماس وتحرير المخطوفين في آن معًا، وذلك بدلًا من أن تقول للجمهور الحقيقة القاسية، وهي أنه يمكن اختيار إمكانية واحدة فقط". فإسرائيل، بحسب ميلشتاين، لا تستطيع أن تُفرغ غزة من سكانها، ولا أن تفرض بديلًا سياسيًا لحماس من العدم.

تطلق دولة الاحتلال النار على اقتصادها بيدها، وتُبقي العبء على أكتاف الطبقات العاملة، بينما يزداد الاستقطاب الاجتماعي، تتآكل والثقة بالمؤسسات

يقول ميلشتاين: "تقويض حكم حماس يستوجب احتلال كل غزة، وتواجد طويل في المنطقة، في ظل دفع ثمن اقتصادي وأمني وسياسي باهظ مشكوك أن تكون إسرائيل جاهزة له في هذه اللحظة. لهذا السبب، من الأفضل في هذه المرحلة التوجه الى تنفيذ الصفقة، الأمر الذي سيساعد على إشفاء المجتمع الإسرائيلي".

كلفة الحرب: حين يطلق الاقتصاد النار على نفسه

في تحليل نشرته صحيفة "ذي ماركر" التابعة لـ"هآرتس"، تحت عنوان "الميزانية الجديدة قنبلة موقوتة.. نُطلق النار على أنفسنا"، تكتب يردين بن غال هيرشهورن عن الخلل العميق في مقاربة الحكومة الإسرائيلية للعبء الاقتصادي المتزايد للحرب: "حسب بنك إسرائيل، بلغت تكلفة الحرب في ميزانية 2023 – 2024، وهي إجمالي تكلفة الحرب التي أضيفت إلى الميزانية الأصلية لسنة 2023، 135 مليار شيكل. ويضاف إلى ذلك ما تم دفعه من صندوق ضريبة الأملاك كتعويض مباشر وغير مباشر عن أضرار الحرب، 19 مليار شيكل".

وتشير هيرشهورن إلى أن "زيادة النفقات الحادة تم تمويلها بالأساس بواسطة زيادة عجز الميزانية، الذي بلغ في 2024، 6.8% من الإنتاج. ويقدر البنك أن النفقات العامة على المدى المتوسط (2026 – 2030) ربما تزداد 50 مليار شيكل في السنة، مقارنة مع تقديره قبل الحرب".

تكرّس الميزانية المعدّلة لعام 2025، بدل أن تكون خطوة نحو التعافي، العجز وتُغرق الاقتصاد أكثر في دين طويل الأمد، دون أي رؤية لإعادة هيكلته. يحذر بنك إسرائيل من أن التحديات الناتجة عن الحرب لم تأتِ فقط من الكلفة العسكرية، بل من "الشلل البنيوي" الذي تعاني منه الدولة: نظام تعليمي ديني لا يُخرّج أفرادًا مؤهلين لسوق العمل، وفئات مجتمعية معفاة فعليًا من الخدمة العسكرية، على رأسها الرجال الحريديم.

النتيجة، كما يقول التقرير، أن دولة الاحتلال تطلق النار على اقتصادها بيدها، وتُبقي العبء على أكتاف الطبقات العاملة، بينما الاستقطاب الاجتماعي يزداد، والثقة بالمؤسسات تتآكل، وأفق التعافي يبتعد.

الثمن الأخلاقي للحرب

يكتب جدعون ليفي في "هآرتس" أن العدوان على غزة تجاوز منذ وقت طويل أي تبرير أمني. فحتى لو كان هناك هدف عسكري، فإن حجم المجازر، واستهداف المدنيين، وتحويل الأحياء إلى أنقاض، لم يعد يُفهم إلا بوصفه عقابًا جماعيًا بلا حدود.

في مقاله المعنون بـ"على الأقل انظروا الى القتل والتدمير في غزة وسترون ما الذي فعلناه"، يقول ليفي: "يجب علينا الآن إضافة الى كل الجرائم، أكثر من أي وقت مضى، جرائم الأغلبية الساحقة لوسائل الاعلام. إسرائيل تقوم بخرق اتفاق دولي تم التوقيع عليه بشكل متعمد وخبيث، وتنطلق الى هجوم وحشي منفلت العقال في قطاع غزة.

في الضربة الأولى قتلت أكثر من 400 شخص، بينهم 174 طفل. إسرائيل نفسها اعترفت أن الهدف في هذه المرة لم يكن المخربين، بل المدنيين، وهذه جريمة حرب واضحة. القتل من أجل القتل، من أجل استئناف الحرب، من أجل الإبقاء على الحكومة، بعد انتهاء الانتقام والعقاب على 7 تشرين الأول/أكتوبر منذ فترة طويلة".

بين القوة والعجز

تكشف الحرب في غزة أن إسرائيل، رغم تفوقها العسكري، تخوض معركة بلا أفق سياسي. فكلّما طالت العمليات العسكرية، بدا واضحًا أن غياب رؤية واضحة لليوم التالي يُفرغ "النصر" من معناه، ويحوّل القوة إلى تكرارٍ عديم الجدوى.

فمن دون خطة لخليفة حماس، ومن دون أفق للفلسطينيين في القطاع، تبقى الحرب مجرّد أداة لإطالة الأزمة لا لحلّها. ومع التآكل الداخلي في الثقة بين القيادة والمجتمع، واستنزاف الموارد الاقتصادية، تجد إسرائيل نفسها أمام مأزق مزدوج: لا تستطيع الانتصار الكامل، ولا تجرؤ على الاعتراف بالهزيمة.

هذه ليست مجرد حرب عسكرية، بل أزمة استراتيجية وأخلاقية مركبة. أزمة كيان يُمعن في استخدام العنف لأنه فقد أدوات السياسة، ويستمر في القصف لأنه يخشى التفكير في البدائل. وفي كل يوم تمضي فيه الحرب دون تغيير في النهج، يتّضح أن المشكلة لم تعد في غزة فقط، بل في تعريف إسرائيل لذاتها ودورها وحدود قوتها.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة