إسرائيل تخطط لعمليات واسعة ضد الحوثيين

وسّعت حركة أنصار الله الحوثي في اليمن دائراة أهدافها، متجاوزة السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي والسفن الغربية التي تعبر البحر الأحمر، وذلك عبر استهدافها لمواقع تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، على إثر العدوان الإسرائيلي على غزة قبل أكثر من عام، فضلًا عن الحرب الشاملة التي استهدفت كافة الأراضي اللبنانية في أيلول/سبتبمر الماضي

وكثفت الحركة المقربة من إيران من هجماتها التي استهدفت الأراضي المحتلة خلال الشهر الجاري، وبحسب ما ذكرت تقارير عبرية نقلها موقع "الترا فلسطين"، عبر إطلاقها ما لا يقل عن 19 صاروخ باليستي وطائرة مسيّرة، وهو ما دفع حكومة الاحتلال إلى توجيه أنظارها إلى الجماعة اليمنية، بعد الضربة التي وجهتها لحزب الله في لبنان، والتي أدت إلى إضعاف قدراته العسكرية.

وعلى إثر هذه الاستهدافات، شنت قوات الاحتلال بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات طالت موانئ ومقرات في اليمن، كما قررت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إعادة تعريف المواجهة مع الجماعة اليمنية بوصفها "حملة عسكرية"، مما يدل على توجهها لتوسيع نطاق علمياتها.

ذكرت إذاعة جيش الاحتلال نقلًا عن مصادر عسكرية، فإن إسرائيل تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات الهجومية التي توصف بأنها "متعددة الأبعاد"

ووفقًا لما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال نقلًا عن مصادر عسكرية، فإن إسرائيل تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات الهجومية التي توصف بأنها "متعددة الأبعاد"، بحيث تشمل هذه العمليات إلحاق أضرار جسيمة بالبنية القيادية والتنظيمية للحوثيين، خاصة أن الجماعة اليمنية أصبحت تستخدم في هجماتها صواريخ متطورة، بما فيها الصواريخ الفرط صوتية، وهي نوع من الصواريخ تحتاج أنظمة دفاع متطورة للتصدي لها.

وضمن هذا السياق، نقل موقع "واللا" العبري عن مصادر وصفها بـ"العسكرية" أن المستوى السياسي فشل حتى الآن في تجنيد تحالف بقيادة الولايات المتحدة لتنفيذ هجوم واسع النطاق ضد الحوثيين في اليمن، داعيًا إلى الانتقال من سياسة "رد الفعل" إلى اتخاذ إجراءات استباقية، على أن يكون من ضمنها تعطيل عمليات الحوثيين، لافتًا إلى وجود فجوة استخباراتية تعيق تحديد "مراكز الثقل" للحوثيين، وهو الأمر الذي يقلل من فعالية الضربات الجوية.

"إسرائيل" شنّت هجومًا ضدّ اليمن هو الأوسع منذ بداية التصعيد حيث استهدف الاحتلال مطار صنعاء الدولي عبر 7 غارات.
اقرأ أكثر: https://t.co/aiu3eVMT7O pic.twitter.com/pzQ3Z1LyaM

— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) December 27, 2024

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الجماعة اليمنية تُعد "أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية مما يتصوره الكثيرون"، مؤكدًا على ضرورة عدم "التقليل من شأنهم"، لافتًا إلى أن الحوثيين اتخذوا "خطوات عملية" في مواجهتهم لإسرائيل والولايات المتحدة.

ويرى المحللون والخبراء الذين تحدثوا للصحيفة الأميركية أن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يطلقها الحوثيون، استطاعت التحايل على أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي كانت تتفاخر بها، وأعادت إلى الواجهة سؤالًا أساسيًا مرتبط بأنه "كيف يمكن هزيمة عدو مسلح بمخزون من الأسلحة أرخص وواسع نسبيًا"، خاصة أنهم بعيدون على مسافة ألف ميل تقريبًا، ويتخذون من الجبال مقرات لهم.

وتعليقًا على ذلك، يرى المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس، داني أورباتش، أن الجماعة اليمنية تشكل "تعقيدًا" متزايد بالنسبة لإسرائيل، خاصة في ظل نفاذ الصواريخ الاعتراضية للولايات المتحدة وبريطانيا، موضحًا ذلك بالقول: "هناك ندرة في الصواريخ الاعتراضية بسبب الحروب الأخرى في العالم التي تخطط الولايات المتحدة لاستخدامها فيها"، معتبرًا أن "الغرب متردد للغاية" في إشعال حرب على نطاق واسع ضد الجماعية اليمنية.