إسرائيل تستهدف اليمن.. غارات مكثفة واستعداد لمعركة طويلة
27 ديسمبر 2024
نفّذت إسرائيل هجومًا واسع النطاق على اليمن،وصفته صحيفة يديعوت أحرونوت بأنه الأكبر منذ بدء التوترات بين تل أبيب والحوثيين، إذ شاركت في الهجوم الإسرائيلي حوالي 100 طائرة، واستهدف مناطق في صنعاء في مقدمتها مطار صنعاء الدولي عبر 7 غارات، ومناطق أخرى في الحديدة غربي اليمن.
ومن المتوقع أن يردّ الحوثيون على هذا الهجوم باستهداف العمق الإسرائيلي عبر المسيّرات والصواريخ الباليستية الفرط صوتية. وهذا ما دفع إسرائيل إلى رفع مستوى التأهب في صفوف قواتها تحسّبًا لرد الحوثيين المحتمل.
وذهبت صحيفة يديعوت أحرنوت إلى القول إنّ إسرائيل تنتظر دخول ترامب البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير المقبل لتنسيق هجوم أكبر ضدّ الحوثيين تشارك فيه القوات الأميركية، مع الإشارة إلى تأكيد الصحيفة الإسرائيلية أنّ هجوم يوم أمس الخميس تمّ هو الآخر بتنسيق مع واشنطن.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي، حسب وسائل إعلام يمنية مقربة من الحوثيين، عن مقتل 7 أشخاص على الأقل، وإصابة 20 بجراح متفاوتة، ووقع القسط الأكبر من هذه الحصيلة في الهجوم الذي استهدف مطار صنعاء الذي خرج عن العمل بسبب تدمير برج المراقبة، فيما كانت الخسائر المادية أكثر فداحةً في ميناء رأس عيسي النفطي ومحطة كهرباء رأس الخطيب بمحافظة الحديدة.
شنّت إسرائيل هجومًا ضدّ اليمن هو الأوسع منذ بداية التصعيد مع الحوثيين، ويُعد بداية لمعركة طويلة، سوف تتطور بعد تولي إدارة ترامب السلطة في أميركا
ووصف الناطق باسم جماعة أنصار الله محمد عبد السلام ضرب الطائرات الإسرائيلية لمطار صنعاء وغير من المنشآت المدنية بـ" إجرام صهيوني بحق الشعب اليمني"، مردفًا القول: "إذا فكر العدو أن إجرامه يوقف اليمن عن مساندة غزة فهو واهم، ولن يتخلى اليمن عن ثوابته".
أما وزير الأمن في دولة الاحتلال يسرائيل كاتس فعلّق على الهجوم بالقول: "شاهدنا عملية دقيقة لسلاح الجو وضرب أهداف إستراتيجية للحوثيين"، مضيفًا: "من يهاجم إسرائيل سنهاجمه وسنلاحق كل قادة جماعة الحوثي ونهاجمهم كما فعلنا في أماكن أخرى".
فيما أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في حديث مع القناة الـ14 أنّ العمليات في اليمن "لم تنته بعد"، مضيفًا "بل بدأنا معهم للتو وسنضربهم بكل قوة"، على حد تعبيره.
ولفتت قناة كان الإسرائيلية إلى أنّ الهجوم الموسع على اليمن"لم تتم الموافقة عليه من قبل مجلس الوزراء الأمني السياسي المصغر، بل من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس".
بداية معركة
أفادت مصادر أمنية إسرائيلية بأنّ دولة الاحتلال الإسرائيلية تعتزم رفع وزيادة وتيرة هجماتها اليمن، ونقلت القناة الرابعة عشر الإسرائيلية عن تلك المصادر قولها إنّ "الهجمات على اليمن تبدو بداية معركة مستمرة وليست مجرد هجوم آخر".
إسرائيل تضرب بنى تحتية في #اليمن وتهدد باغتيال قيادات الحوثيين pic.twitter.com/wXAJcpXQx6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 27, 2024
ويربط مراقبون إسرائيليون هذا التحول في زيادة وتيرة الهجمات بدخول الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير المقبل، حيث تتوقع حكومة نتنياهو أنه سيكون بمقدورها اتخاذ "موقف أكثر ضدّ الحوثيين في اليمن".
وفي هذا الصدد أكّد صحيفة يديعوت أحرنوت أنّ المحادثات الإسرائيلية الأميركية "أثير فيها سيناريو شن هجوم كبير على الأراضي اليمنية"،وأنّ الطرفين الأميركي والإسرائيلي "ينسّقان الأمر عن كثب"، كما أكّدت وجود "تفاهم في واشنطن بشأن ضرورة تكثيف الهجمات، وأن الحوثيين متمسكون بالسلطة ولن يتراجعوا".
التحديات
ليست جماعة أنصار الله الحوثي باللقمة السائغة لإسرائيل، ولذلك تواجه إسرائيل والحلفاء تحديات في فتح معركة مستمرة معهم، وتعرف إسرائيل، والعبارة ليديعوت أحرنوت، أنّ الحوثيين "خصم صعب المراس يشعر بالرضا عن نفسه، وهو خلافًا للخصوم الآخرين في المحور الشيعي الذين عانوا من ضربات قوية، في حالة معنوية عالية، ويشكلون اليوم عاملًا نضاليًا يتمتع بتعاطف كبير بين الشعوب العربية" وفق الصحيفة الإسرائيلية.
لكن مع ذلك ترى الصحيفة العبرية أن تل أبيب تدرك جيدًا "أن هجومًا جديدا لن يحل المشكلة، وبالتالي هناك حاجة إلى تغيير جذري وعميق، لن يتحقق إلا بالإطاحة بالجماعة في اليمن"، وتعي إسرائيل أنّ مثل هذا السيناريو "لا يمكن أن يحدث إلا بعد تولي إدارة ترامب السلطة، فهو يمتلك من الجسارة ما يجعله يتخذ موقفًا صارمًا من تهديدات الحوثيين، بدءًا بفرض حظر وعقوبات شديدة وصولًا إلى الخيار العسكري" على حد زعمها.
لكنّ التحدي الذي تواجهه إسرائيل في الوقت الحالي، حسب القناة الـ12 هو "تحدٍّ استخباري، حيث فشل جهاز الاستخبارات الخارجي "الموساد" في تجميع المعلومات الضرورية عن مواقع الحوثيين الاستراتيجية، الأمر الذي يحد من فاعلية الضربات الموجهة إليهم، وكما يقال "الضربة التي لا تقضي عليك تزيدك صلابة"، وبالتالي على إسرائيل أن تخشى فتح جبهة مستمرة مع الحوثيين.