إلزامي أم اختياري.. مغربيون يتفاعلون مع إلغاء أضحية عيد الأضحى لهذا العام
27 فبراير 2025
أثار إعلان ملك المغرب، محمد السادس، إلغاء شعيرة أضحية العيد لعام 2025 موجة من ردود الفعل المتباينة على منصات التواصل الاجتماعي. وبينما رأى البعض أن الهدف من القرار هو حماية الثروة الحيوانية، اعتبر آخرون أنه يجب أن يقتصر على منع شراء الأضاحي من تجار المواشي فقط. يأتي هذا القرار في وقت يشهد المغرب أزمة جفاف حادة غير مسبوقة منذ سنوات.
لم يكن هذا القرار سابقةً في تاريخ المغرب، فقد أصدر الملك الراحل الحسن الثاني (1929 – 1999) قرارات بمنع ذبح الأضاحي ثلاث مرات لظروف استثنائية. الأولى خلال "حرب الرمال" مع الجزائر عام 1963، والثانية بسبب الجفاف الشديد الذي أدى إلى نفوق الماشية عام 1981، فيما كانت الثالثة نتيجة موجات الجفاف المتعاقبة التي بلغت ذروتها عام 1996.
بسبب تراجع أعداد الماشية
قال الملك المغربي في رسالة قرأها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، إنه نظرًا لمواجهة البلاد "تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية (...) فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة"، مضيفًا "سنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا"، داعيًا الشعب المغربي إلى إحياء عيد الأضحى "وفق طقوسه المعتادة".
أهاب الملك محمد السادس الشعب المغربي بـ"عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة"، مضيفًا "سنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا"
وأرجع المحلل الاقتصادي، محمد جدري، في حديث لموقع "24 ساعة" المغربي، سبب القرار الملكي إلى أن "القطيع الوطني شهد تراجعًا بنسبة تفوق 38%، وهو ما يستدعي منحه الوقت الكافي لاستعادة مستواه الطبيعي بعد سنوات من الجفاف"، مشيرًا إلى أن "السنوات الثلاث الماضية لم تمكّن القطيع من استرجاع عافيته، نظرًا لاستمرار الظروف المناخية الصعبة"، مما "يساهم في تجديد الثروة الحيوانية".
وبحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول "المخاطر العالمية لعام 2025"، يواجه المغرب تحديات مناخية حادة، أبرزها الجفاف واعتدال الشتاء، مما يؤدي إلى تراجع الموارد المائية وانخفاض الإنتاج الزراعي بسبب تقلبات الأمطار. ويشكل نقص المياه في 2025 تهديدًا خطيرًا للقطاعات الحيوية، ومن المتوقع أن يزداد تأثير الجفاف في السنوات المقبلة مع استمرار التغيرات المناخية المتسارعة.
شاهد | الملك المغربي 🇲🇦 يلغي أضحية عيد الأضحى في المغرب لهذا العام، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة ونقص أعداد الماشية. pic.twitter.com/BQF2b0aqGy
— وادي دينـــار (@wady_dynar) February 27, 2025
وتشير تقارير بحثية إلى أن نصيب الفرد من المياه في المغرب قد انخفض إلى أقل من 500 متر مكعب سنويًا على مستوى العالم، بالإضافة إلى انخفاض نسب الأمطار بنسبة 20% في العقود الثلاثة الأخيرة، مما تسبّب بانخفاض منسوب المياه الجوفية والسطحية. وتتوقّع التقارير "انخفاض توافر المياه عبر جميع القطاعات الاقتصادية بنسبة 25%، مما قد ينجم عنه تقلص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.5%".
هل القرار إلزامي أم اختياري؟
رغم توافق العديد من الآراء على أن الهدف من القرار حماية الثروة الحيوانية، إلا أن الجدل لا يزال قائمًا في منصات التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان القرار إلزاميًا أم اختياريًا.
كتب عبد الناصر البصري في منشور على "إكس": "السنة الماضية دعموا تجار المواشي لاستيراد الأضاحي بـ500 درهم، فقام هؤلاء ببيعها للمغاربة بـ+2500 درهم".
وأضاف "قبلها حلول كثيرة لم تنفع.. فالفساد يكاد ينخر كل شيء ولا حلول ترقيعية تنفع معه"، معتبرًا أن "الحل هو الإلغاء، ولكن بشرط أن يكون الإلغاء هنا هو للأسواق ونقاط البيع ونحوها (وليس تحريمًا للشعيرة نفسها)، ومن يريد أن يضحي يمشي يتبضع من عند الفلاح مباشرة".
السنة الماضية دعموا تجار المواشي لاستيراد الأضاحي بـ 500 درهم، فقام هؤلاء ببيعها للمغاربة بـ +2500 درهم.
— عبدالناصر البصري (@abdennacerelb) February 26, 2025
وقبلها حلول كثيرة لم تنفع.. فالفساد يكاد ينخر كل شيء ولا حلول ترقيعية تنفع معه.
إذن فالحقيقة الحل هو الإلغاء ولكن بشرط أن يكون الإلغاء هنا هو للأسواق ونقاط البيع ونحوها (وليس… https://t.co/wU5K6yjpiV
كما اعتبر حساب لشخص يدعي يوسف أنه "إذا كان إلغاء الأضحية بسبب ارتفاع الأسعار، فإن ذبح الأضحية سنّة مؤكدة مشروطة بالقدرة المادية، وليست فرضًا. أما إذا كان السبب هو نقص أعداد الماشية، فمن الممكن استيراد الخراف من دول أخرى وإتمام الشعيرة بشكل طبيعي"، مضيفًا "السؤال الآن: هل هذا القرار إلزامي أم اختياري؟".
بالنسبة ليا قرار غير مبرر ؛
— يــوسُـف ⵣ 𝕏 (@youssef21096) February 27, 2025
إلى كان تلغى العيد بسبب الغلاء فراه ذبح الأضحية سنة مؤكدة مع الإستطاعة ماشي فرض، وإلى تلغى بسبب نقص عدد الماشية فراه ممكن نستوردو الخرفان من دول أخرى ونعيدو بيهم عادي !
السؤال دبا هو واش هذا القرار إلزامي ولا إختياري ؟ pic.twitter.com/5D7vdPCNSG
من جانبها، علّقت إيمان على منشور بالقول: "السبب هو 7 سنوات من الجفاف أثرت على حجم القطيع الوطني من الماشية وأدت لزيادة أسعار اللحوم بشكل كبير يفوق قدرة المواطن العادي على شراء أضحية العيد أو اللحوم بشكل عام وعليه تقرر إلغاء العيد هذا أحد الأسباب".
السبب هو 7 سنوات من الجفاف أثرت على حجم القطيع الوطني من الماشية و أدت لزيادة أسعار اللحوم بشكل كبير يفوق قدرة المواطن العادي على شراء أضحية العيد أو اللحوم بشكل عام و عليه تقرر إلغاء العيد هذا أحد الأسباب
— iman (@imanotalking) February 26, 2025
أما مصطفى الرياحي، فاعتبر أن: "إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام قرار حكيم لحماية الثروة الحيوانية والقدرة الشرائية للمواطنين، التي تضررت بسبب الجفاف المتواصل".
طلب الغاء شعيرة ذبح أضحية العيد لهذه السنة قرار حكيم و في محله لحماية قطيع الماشية والقدرة الشرائية الذي تضررت كثيرا بسبب خمس سنوات من الجفاف، اللهم اعنا على ذكرك و شكرك و طاعتك وحسن عبادتك pic.twitter.com/WWkiyDZdqU
— مصطفى الرياحي🌻🌱🌻 (@LahriziMostafa) February 27, 2025