إنهاء وقف إطلاق النار في غزة وتهديد بقطع المساعدات.. ترامب يمضي في خطط التهجير
11 فبراير 2025
في تصعيد جديد، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالطلب من إسرائيل، إلغاء وقف إطلاق النار في غزة إذا لم يتم الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، بحلول ظهر يوم السبت القادم.
وقال في تصريحات صحفية في البيت الأبيض، مساء أمس الإثنين: "إذا لم يتم الإفراج عن جميع الرهائن بحلول السبت، اتفاق وقف إطلاق النار سيُلغى، وسيندلع الجحيم".
جاءت تهديدات ترامب بعد إعلان حركة حماس تعليق الإفراج عن الدفعة السادسة من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة إلى أجل غير مسمى، ردًا على انتهاكات إسرائيل لبنود وقف إطلاق النار.
تقدير موقف صادر عن @ArabCenter_ar يسلّط الضوء على خطة ترامب لتهجير سكان قطاع غزة، مستعرضًا أصل الفكرة وآفاقها وتداعياتها.https://t.co/wNlzDp6sYq
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 11, 2025
وأوضحت حماس، أنها تعمدت أن يكون هذا الإعلان قبل خمسة أيام كاملة من موعد تسليم المحتجزين، لإعطاء الوسطاء الفرصة الكافية، للضغط على الاحتلال لتنفيذ ما عليه من التزامات، ولإبقاء الباب مفتوحًا لتنفيذ عملية التبادل في موعدها إذا التزم الاحتلال بما عليه من التزامات.
التوتر يتصاعد بين إسرائيل وحماس
ووصف ترامب بيان حماس بأنه "فظيع"، مشيرًا إلى أنه سيترك لإسرائيل القرار النهائي بشأن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار. لكنه أوضح موقفه بالقول: "إذا لم يتم الإفراج عن جميع الرهائن بحلول يوم السبت الساعة 12 ظهرًا، فأعتقد أنه ينبغي إلغاء الاتفاق، وسنترك الأمور تنفجر".
بدوره، أمر وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، جيش الاحتلال بالبقاء في حالة تأهب استعدادًا لأي تصعيد محتمل في غزة. كما قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي "رفع مستوى الاستعداد وتأجيل إجازات الجنود العاملين في الوحدات العملياتية في القيادة الجنوبية، بالإضافة إلى تعزيز المنطقة بشكل كبير بقوات إضافية لتنفيذ المهام الدفاعية، والاستعداد لمختلف السيناريوهات المحتملة"، وفق ما جاء في بيان جيش الاحتلال.
تهديدات قد تنهي وقف إطلاق النار
من شأن هذا التهديد أن يضع حدًا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، المستمر منذ ثلاثة أسابيع، والذي حدد جدولًا زمنيًا للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأكد ترامب أنه لا يريد الإفراج عن الرهائن بشكل تدريجي، قائلًا: "نريدهم جميعًا، لا نريد اثنين اليوم وثلاثة غدًا. نريد الإفراج عنهم دفعة واحدة".
ورغم تصريحاته، أقر ترامب بأنه لم يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الجدول الزمني الذي حدده. وعند سؤاله عن الإجراءات التي سيتخذها إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن، أجاب بعبارة غامضة: "سترون ذلك، وحماس سترى أيضًا ما أعنيه"، دون أن يحدد ما إذا كان ذلك يتضمن ذلك تدخلًا عسكريًا أميركيًا.
في لقاء مع @AlarabyTV اعتبر المفكر العربي @AzmiBishara أنّ الرد العملي على خطة #ترامب يكون بإعادة إعمار #غزة وعدم انتظار الموافقة الغربية والإسرائيلية على ذلك. pic.twitter.com/7sHY0TLXIM
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 10, 2025
ابتزاز سياسي
لم تقتصر تهديدات ترامب على إنهاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة فقط، بل أعلن بأنه سيوقف المساعدات المقدمة إلى الأردن ومصر إذا لم يوافقا على خطته لإعادة توطين الفلسطينيين الذين سيتم تهجيرهم من غزة. وقال: "إذا لم يوافقوا، فقد أوقف المساعدات".
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة، إذ رفضت مصر "أي حل ينتهك حقوق الفلسطينيين"، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية عقب اجتماع بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الأميركي في واشنطن.
كما صرحت مصادر أمنية مصرية لوكالة رويترز للأنباء، بأن الوسطاء الدوليين يخشون انهيار وقف إطلاق النار، ما دفعهم إلى تأجيل المفاوضات حتى يحصلوا على تأكيد من واشنطن حول نيتها مواصلة تنفيذ الاتفاق المرحلي.
احتجاجات في إسرائيل تطالب بالإفراج عن المحتجزين
في إسرائيل، تزايدت الضغوط على حكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن جميع المحتجزين. وخرجت احتجاجات في تل أبيب، حيث قام المتظاهرون بقطع الطرق، متهمين الحكومة بالتقاعس عن التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة.
فقد أغلقت عائلات المحتجزين شارعًا يؤدي إلى مدينة القدس المحتلة قبل جلسة المجلس الوزاري المصغر، مطالبين بعدم عرقلة الاتفاق مع حماس.
وقالت والدة أحد المحتجزين الإسرائيليين في غزة: "تصريحات أبو عبيدة جاءت نتيجة مباشرة لسلوك نتنياهو غير المسؤول".
وقالت عائلة محتجز إسرائيلي في غزة لإذاعة جيش الاحتلال: "نتنياهو هو من أفشل الصفقة ولم يمض قدمًا إلى المرحلة الثانية، وإذا لم تتم المرحلة الثانية من الاتفاق فلماذا ستفرج حماس عن المختطفين؟".
من جهتها، أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن جلسة الكابينيت، التي ستُعقد اليوم، ستناقش قرار كتائب القسام تأجيل الإفراج عن محتجزي الدفعة السادسة، كما سيعرض نتنياهو على الوزراء الخطوط العريضة لخطة ترامب.
🎥 طفل من #غزة يرد على خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من القطاع. pic.twitter.com/Rcgp8tLxxv
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) February 9, 2025
وكان من المفترض أن يتم خلال المرحلة الأولى من اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة إطلاق سراح 33 محتجزًا إسرائيليًا، بينهم 8 قتلوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، مقابل الإفراج عن حوالي 1900 أسير فلسطيني. أما المرحلة الثانية، فتنص على إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من القطاع.
لكن مع تصعيد نبرة الخطاب من قبل ترامب ونتنياهو، أصبحت انجاز المرحلة الثانية أكثر صعوبة، ما يزيد المخاوف من تجدد الحرب على غزة.
هل تقترب الحرب من العودة؟
تشير هذه التطورات الأخيرة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يواجه خطر الانهيار، وسط انقسامات داخل إسرائيل وضغوط متزايدة على نتنياهو. في الوقت نفسه، تستمر واشنطن في ممارسة ضغوطها على الدول العربية للموافقة على خططها المثيرة للجدل بشأن تهجير سكان غزة والسيطرة عليها.
وفي ظل هذا التوتر، تبقى الاحتمالات مفتوحة بين احتمال أن تؤدي تهديدات ترامب إلى انفجار جديد للأوضاع في غزة، وبين الجهود التي يبذلها الوسطاء الإقليميون لإنقاذ الاتفاق قبل فوات الأوان.