استهداف جديد لمؤيدي فلسطين.. محاولة لترحيل أكاديمي على خلفية احتجاجات غزة
21 يمشي 2025
في سياق ما بات يُنظر إليه على أنه حملة سياسية ضد النشطاء الطلابيين المؤيدين لفلسطين، ألقىعملاء وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) القبض على باحث يعمل في جامعة جورج تاون ويحمل تأشيرة طالب، وفقًا لوثائق قانونية تم تقديمها مؤخرًا إلى المحكمة.
الباحث بدر خان سوري مواطن هندي، حاصل على زمالة ما بعد الدكتوراه، جرى توقيفه مساء الإثنين في حي روسلين بولاية فرجينيا من قبل مجموعة من العناصر الملثمين، والذين عرّفوا عن أنفسهم بأنهم من وزارة الأمن الداخلي، بحسب ما جاء في دعوى قدمها محاميه للمطالبة بالإفراج عنه فورًا. ووفقًا للدعوى، أبلغ العناصر سوري أن تأشيرته قد أُلغيت، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
تمنح مادة في قوانين الهجرة الأميركية لوزير الخارجية بترحيل غير المواطنين بذريعة تهديد السياسة الخارجية، رغم أنها نادرًا ما تُستخدم، وهذا ما يثير مخاوف من توظيفها لأغراض سياسية
المثير للجدل القانوني والحقوقي هو أن سوري يخضع الآن لإجراءات الترحيل بموجب مادة قانونية نادرة الاستخدام في قوانين الهجرة الأميركية، وهي المادة نفسها التي استخدمتها الحكومة في محاولتها لترحيل الطالب محمود خليل، الناشط الفلسطيني المقيم في الولايات المتحدة بشكل قانوني، والذي برز اسمه بسبب قيادته احتجاجات مناصرة لفلسطين في جامعة كولومبيا.
وتسمح هذه المادة لوزير الخارجية باتخاذ قرار بترحيل أي غير مواطن، إذا ارتأى أن وجوده داخل البلاد يشكّل خطرًا على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وهي صلاحية قلما تُستخدم، ما يثير مخاوف متزايدة من تسخيرها لأغراض سياسية أو عقابية.
🎥 مشاهد تظهر لحظة إلقاء القبض على الناشط الفلسطيني والطالب بجامعة كولومبيا محمود الخليل. pic.twitter.com/iByzK1ZK9B
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 15, 2025
ليس لدى سوري أي سجل جنائي، ولم تُوجه إليه تهم رسمية، بحسب ما ورد في الدعوى التي رفعها محاميه حسن أحمد. وتزعم الدعوى أن قرار ترحيله مرتبط بخلفية زوجته الفلسطينية، وهي مواطنة أميركية، وبشكوك الحكومة في معارضتهما للسياسة الأميركية تجاه إسرائيل.
ووفقًا للعريضة، تعرض الزوجان لحملات تشهير على مواقع يمينية متطرفة بسبب دعمهما للحقوق الفلسطينية، مع اتهامات غير موثقة بصلات مزعومة بين زوجة سوري وحركة حماس، استنادًا إلى أن والدها، أحمد يوسف، شغل في الماضي منصبًا استشاريًا في الحركة.
وزارة الأمن الداخلي بررت إلغاء تأشيرة سوري بأن وجوده يشكل تهديدًا للسياسة الخارجية، مشيرة إلى صلات مزعومة تربطه بمستشار في حماس، وهو ما نفاه المحامي أحمد، معتبرًا أن القضية تمثل استهدافًا سياسيًا مشابهًا لما تعرض له الناشط محمود خليل.
أعلنت إدارة #دونالد_ترامب عن إلغاء منح وعقود بقيمة 400 مليون دولار لجامعة #كولومبيا، بسبب ما وصفته بـ"مضايقات معادية للسامية" وقعت داخل الحرم الجامعي وفي محيطه بمدينة #نيويورك. pic.twitter.com/vFzms3AWrZ
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 8, 2025
ولا يزال سوري قيد الاحتجاز، حيث نُقل إلى منشأة في فرجينيا، ومن المتوقع تحويله إلى مركز احتجاز في تكساس، بينما يجهّز فريق الدفاع طلبًا جديدًا للإفراج عنه. ورفعت الدعوى أمام المحكمة الفيدرالية في الإسكندرية، دون أن يُبت فيها حتى الآن.
أصدرت جامعة جورج تاون بيانًا أكدت فيه أن سوري باحث رسمي يحمل تأشيرة قانونية، ويعمل على أبحاث في بناء السلام، مشددة على عدم وجود ما يشير إلى أي نشاط غير قانوني من جانبه.
وفي تصريح صوتي، نفى أحمد يوسف، والد زوجة سوري، أي نشاط سياسي لصهره، مؤكدًا أنه انفصل عن العمل الرسمي في حماس منذ أكثر من عشر سنوات، ولا يشغل أي منصب حالي في الحركة.
ويأتي اعتقال بدر خان سوري في سياق تصعيد أوسع من إدارة ترامب يستهدف النشطاء المؤيدين لفلسطين، مثل الطالب الفلسطيني، محمود خليل، الذي يُحتجز حاليًا بموجب البند نفسه من قانون الهجرة، رغم حصوله على إقامة دائمة. في كلا الحالتين، تتذرع السلطات بأن وجودهما "يهدد السياسة الخارجية"، ما أثار موجة انتقادات حقوقية تتهم الإدارة باستخدام قوانين الهجرة كسلاح لقمع حرية التعبير.