1. سياسة
  2. سياق متصل

اشتباكات دامية شرقي الكونغو الديمقراطية في ظل مخاوف من نشوب حرب إقليمية

26 يناير 2025
المتمردون يطوقون مدينة غوما شرقي الكونغو الديمقراطية (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

 

تصاعدت حدّة المواجهات الدامية بين الجيش الكونغولي ومسلّحي حركة "إم23" المدعومة من الجيش الرواندي، وقد أدّى التصعيد المتواصل منذ يومين في شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى إعلان مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعٍ طارئ اليوم الأحد بشأن الأوضاع هناك، حيث من المنتظر أن تقدّم بينتو كيتا رئيسة البعثة الأممية لتحقيق  الاستقرار في الكونغو المعروفة اختصارًا بـ"مونوسكو" إحاطةً حول الأوضاع وسبُل احتوائها.

تجدر الإشارة إلى أنّ جمهورية الكونغو الديمقراطية بادرت إلى استدعاء بعثتها الدبلوماسية من كيغالي عاصمة رواندا، كما طلبت الخارجية الكونغولية من السلطات الرواندية وقف جميع أنشطتها الدبلوماسية والقنصلية في العاصمة الكونغولية كينشاسا في أجلٍ لا يتجاوز 48 ساعة من الإعلان.

وأمام هذا المشهد المأزوم، أعربت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش عن خشيتها من "نشوب حربٍ إقليمية" في المنطقة على خلفية تجدد أعمال العنف والقتال وقطع العلاقات الدبلوماسية بين كينشاسا وكيغالي.

يعدّ شرق الكونغو الديمقراطية الممتد على طول حدود البلاد مع رواندا منطقةً غنيةً بالمعادن، الأمر الذي جعله ساحة صراع بين عشرات الحركات المسلحة أبرزها مسلحو حركة "إم 23" المدعومون من رواندا

وكانت أنغولا قد قادت وساطةً بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، لكنّ تلك الوساطة باءت بالفشل، وعلى إثر ذلك تقدّمت قوات حركة "إم 23" رفقة آلاف الجنود الروانديين نحو غوما عاصمة إقليم شمال كيفو، حيث نجحوا في تطويقها، وذلك في خطوة اعتبرتها كينشاسا مسعًى صريحًا من رواندا للسيطرة على المدينة التي يوجد فيها أكثر من مليونيْ نسمة، نصفهم من النازحين.

وفي هذا الصدد نقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الجيش الكونغولي سيلفان إيكينجي قوله إن "جيش رواندا وحكومتها مصمّمتان على الاستيلاء على مدينة غوما"، وأمام هذا التصميم فإن "القوات المسلحة الكونغولية مصممة هي الأخرى على التصدّي للعدو" وفق تعبير المتحدث باسم الجيش.

وكانت القوات المسلحة الكونغولية قالت إنها تمكنت أمس السبت من "صدّ محاولات حركة "إم 23" لاختراق مدينة غوما شرقي البلاد، الأمر الذي مكّن من الحفاظ على خطوط الدفاع ومنع المتمردين من اختراقها"، وعلى الرغم من وجود المتمردين على مسافة من مدينة غوما لكنهم باتوا يطوقونها من كل مكان، وشهد أمس السبت قصفًا مكثفًا من طرف المتمردين، ما أدى حسب مصادر الجيش الكونغولي إلى "مقتل الحاكم العسكري لمنطقة شمال كيفو اللواء بيتر سيريموامي نكوبا"، يشار إلى أنّ كينشاسا اتهمت قناصةً روانديين باغتيال اللواء سيريموامي لكنّ كيغالي نفت ذلك.

وأدى التصعيد الحالي إلى خسائر بشرية في القوات الإقليمية الأممية، فاليوم الأحد أعلن مسؤولون أمميون عن سقوط 6 قتلى من القوات الإقليمية، وذلك في اشتباكات مع مسلحي حركة "إم 23"، وقبل ذلك بيومين قتُل جنديان جنوب إفريقيان من قوات حفظ السلام  وآخر من قوات الخوذ الزرقاء من أورواغواي، إضافةً إلى مقتل 3 من قوات حفظ السلام المالاوية العاملة شرقي الكونغو الديمقراطية.

وتعمل في الكونغو منذ عام 2023 قوات إقليمية مكونة من حوالي 3000 جلهم من جنوب إفريقيا، وتقوم هذه القوات بمساعدة القوات المسلحة الكونغولية في بسط الأمن بمناطق التوتر والتصعيد.

 

خارطة الصراع شرقي الكونغو:

يعدّ شرق الكونغو الديمقراطية الممتد على طول حدود البلاد مع رواندا منطقةً غنيةً بالمعادن، الأمر الذي جعله ساحة صراع بين عشرات الحركات المسلحة أبرزها مسلحو حركة "إم 23" المدعومون من رواندا، فخلال السنوات  الثلاث الأخيرة تمكن مسلحو الحركة من السيطرة على مساحات واسعة شرقي الكونغو، وتتنافس تلك المجموعات المسلحة على الحصول على موطئ قدم شرقي الكونغو والاستفادة من الثروات المعدنية الموجودة فيه.

تعود بداية تاريخ تلك النزاعات إلى عام 1995، وعلى الرغم من توقيع 6 اتفاقيات للتهدئة ووقف إطلاق النار، فإنّ أيًّا منها لم يصمد، وكان آخر تلك الاتفاقات قد وُقع نهاية يوليو 2024

وتعود بداية تاريخ تلك النزاعات إلى عام 1995، وعلى الرغم من توقيع 6 اتفاقيات للتهدئة ووقف إطلاق النار، فإنّ أيًّا منها لم يصمد، وكان آخر تلك الاتفاقات قد وُقع نهاية تموز/يوليو 2024.

وأمام هذا الوضع دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر  من احتمال اندلاع حرب إقليمية، أطرافها جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا والمليشيات المسلحة.

 

دعوات لوقف المعارك:

طالب الاتحاد الإفريقي طرفيْ النزاع في الكونغو بالوقف الفوري للمعارك، داعيًا إلى التمسك والالتزام الصارم بالاتفاق الذي وافق عليه الأطراف سابقًا، وفي السياق ذاته دعا الاتحاد الأوروبي المتمردين في حركة "إم23" إلى وقف تقدمهم والانسحاب فورًا من إقليم شمال كيفو، فيما دعت ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا رعاياهم في الكونغو الديمقراطية إلى مغادرة مدينة غوما عاصمة الإقليم.

في الأثناء قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الوضع الإنساني في منطقة التصعيد "مدينة غوما" يزداد سوءًا وخطورة بالنسبة للمدنيين، مؤكدةً "وجود احتياجات إنسانية كبيرة مع بلوغ عدد المهجرين بسبب القتال منذ بداية شهر كانون الثاني/يناير الجاري إلى حوالي 400 ألف نازح" وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.

 

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة