اعتراض على ملكة جمال لبنان: الذكورية إن حكت
25 أكتوبر 2016
تثير الحملة الاعتراضية على ملكة جمال لبنان الفائزة ساندي تابت تساؤلات جدّية، حول تعامل الجمهور اللبناني، مع المسابقة التي تقام في "كازينو لبنان"، وتبثها قناة "ال بي سي"، في تقليد سنوي، إذ تحمل تعليقات المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، دلالات حول مبررات المسابقة ونتائجها، وما تضمره من هفوات وأخطاء، وكيفية النظر إليها من زوايا مختلفة.
الاعتراض، على الرغم من اتسام مجمله، بـ"نزعة ذكورية"، تقوم على سخرية عامة من المتقدمات إلى المسابقة، إلا أنه تضمن ملاحظات دقيقة حول معايير الاختيار والأسئلة المطروحة وجدولتها على المتباريات، اللواتي أظهرن في الحفل الكثير من السذاجة وعدم الوعي بالقضايا العامة، وغياب أدنى مقومات الثقافة العامة وأدبيات المنطق. علمًا وأن بعض الأسئلة لم تراع صغر سن بعض المتقدمات إلى المسابقة، أو بعدهن فعليًا عن أيّ اهتمامات بما يجري في العالم.
انتقادات بالجملة شنها مغردون وإعلاميون على ملكة الجمال الجديدة للبنان ساندي تابت
لكن كل هذا لا يهم، طالما أن المسابقة هي مسابقة جمال. وهو المعيار الذي شكك فيه العديد من المستخدمين، إذ كتب أحدهم: هيدي أكيد مش ملكة جمال. هيدي جمال". (في إشارة إلى أنها تشبه الرجال). وبعضهم قال إن تابت، لا تملك أي مقومات الجمال المطلوبة لنيل اللقب، فيما اعتبر بعضهم أن اختيار الملكة كان "اعتباطيًا"، وفيه إجحاف للبنت اللبنانية، وتضييق لنطاق نجاحاتها، على اعتبار أن المسابقة تعتمد معايير، وصفوها بـ"الضعيفة".
أقرأ/ي أيضًا: في معايير ملكة الجمال
وشن مغردون هجومًا حادًا وعنيفًا بشأن اختيارها كملكة. بعضهم انتقد الطريقة التي وضعت بها التاج على رأسها بشكل غير مرتب، فيما لم يقتصر الأمر على المغردين فقط، ولكن طال أيضًا مشاهير الوطن العربي، فمنهم من انتقدها بينما دافع عنها البعض الآخر، ومن بينهم النجم يوسف الخال، والإعلامي نيشان، والإعلامية نضال الأحمدية، وغيرهم.
اتسمت بعض التعليقات إزاء ملكة جمال لبنان الجديدة بنزعة ذكورية وتعميم وصل إلى حد الإهانة
فقد علّق النجم يوسف الخال: "يعني للحقيقة من ورا اللي عم بيصير مع ملكة جمال لبنان على وسائل التواصل الاجتماعي، لأول مرّة عم فكّر جدّيًا سكِّر كل حساباتي، يا عيب الشوم بس". كما خرجت عن صمتها الإعلامية ديما صادق، حيث علّقت قائلة: "ممكن في ناس ما لقوا ميس ليبانون الجديدة حلوة. الجمال نسبي. بس ما في شي أبدًا ببرر التجريح القاسي كتير اللي عّم تتعرضلو اللي وصل حد الابتذال. حط حالك محلها! شو بكون شعورك إذا فقت لقيت حالك من شخص ما معروف لحديث الناس بس بالشتايم؟ ومش لأنك عملت أي شي سيّئ غير إنك ربحت مسابقة !!! الجمال نسبي.. البنت فعلًا كتير حلوة لايف".
وكان قد سبق الهجوم على تابت، الإعلامي نيشان فقد وجه العديد من الانتقادات لجميع المرشحات للقب ملكة جمال لبنان عبر تغريدة بحسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، يقصد بها أنّ أغلبهن لا يجدن اللغة العربية، حيث قال: "من يحرص على نطق العربي بشكلٍ محترم، عليه أن يقرأ في القرآن بصوتٍ عالٍ".
وردّت عليه الإعلامية نضال الأحمدية ردًا طريفًا قائلة: "ألهموك الجميلات"، ليعود نيشان موضحًا وجهة نظره بشكل أكثر تفصيلاً، فقال: "على الجميلة أن تتمتع بلسان جميل أيضًا، أي أنّ عليها أن تجتهد أكثر فيما يخص طريقة التعبير عن الذات، أو طريقة الإجابة بشكل مفيد على الأسئلة، كي تصبح كاملة ومكمّلة.. ألا يجدر بالجميلة أن تجتهدَ على لسانها كي تصبحَ أجمل؟". كما اتفقت معه في ذلك الإعلامية هدى شديد التي تمنّت أن توجد عمليات تجميل للألسنة ولسخافات التعبير، على حد قولها. وارتفعت الأصوات المعترضة إلى حدّ الإهانة، ولم يراعِ كثيرون أنّ ساندي تقرأ ما يكتب عنها عبر هاشتاغ "مس ليبانون" الذي احتل "تراند" مواقع التواصل.
لكن ثمة إجماع أن الأسئلة لم تخرج عن نمطيتها وكذلك الإجابات. لم يراعِ أعضاء لجنة التحكيم أنّ المشتركات شابات بعضهن لمّ تتخطّ الـ19 من عمرها، فطرحوا عليهنّ أسئلة "مسطحة" في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى كانت الأسئلة من عيار "لو كنتِ مواطنة أمريكية لمن كنتِ ستصوّتين في الانتخابات الرئاسية؟"، أجابت المشتركة إجابة أحرجت الإعلامي مارسيل غانم، الذي طرح السؤال: "هل عليّ أن أفكر برئيس أمريكا ونحن بلا رئيس؟"، كان يمكن لمارسيل أن يكتفي بهذه الإجابة الذكية، إلا أنّ إجابة كهذه كانت ستضعه في موقف ضعف أقلّه "لماذا اختار سؤالاً كهذا" فأصرّ على تكرار سؤاله واعتباره موجّهًا لناخبة أمريكية، ولأنّ الشابة ليست من الولايات المتحدة لم تأتِ إجابتها منمّقة، فبعثرت كلمات غير مفهومة واختارت في النهاية هيلاري كلينتون لأنها "امرأة ولأنها تهتم بالدول العربية".
أقرأ/ي أيضًا: زبدة الشيا.. سحر الجمال الإفريقي
"كيف ستوفقين بين عائلتك وعملك؟" سؤال طُرح على صبيّة لا تزال على مقاعد الدّراسة، كان عليها أن تتخيّل شكل حياتها المستقبليّة وتطرح حلولاً لمشاكل الأمّ العاملة خلال ثوانٍ لم تسعفها فكانت إجابتها كارثية. إلى ذلك، نشرت صفحة "عديلة" الساخرة على موقع "فيسبوك" صورةً لوائل كفوري، مؤكدة أن انتخابه كان ليكون الحلّ الأفضل في الحفل. ونشرت صورة تجمع المرشح الرئاسي ميشال عون والمغنية إليسا والملكة الجديدة إلى جانب النفايات، وعلّقت بالقول: "ماذا يمكن أن نتوقّع من بلد هذا رئيسه وهذه مغنيته وهذه ملكة جماله وهذه طرقاته؟".
لكن ردّ الملكة الجديدة، جاء مختصرًا، ونشرت صورة على "فيسبوك"، ودونت فوقها: "اعمل بجهد لتصل إلى ما تريد لأنّ لا شيء يأتي من دون قتال. عليك أن تكون قويًا وشجاعًا. إذا حاول أحد أن يحطّ من شأنك أو ينتقدك، عزّز ثقتك بنفسك وحوّل ما حصل إلى أمرٍ إيجابي"، وأوسمت مقطعها هذا بهاشتاغ: "ثق بأحلامك".
أقرأ/ي أيضًا:
