اغتيال حلم.. لاعبة كرة القدم سيلين حيدر تقاوم جراحها وغيبوبتها
25 نوفمبر 2024
كان حلم سيلين حيدر الانضمام إلى المنتخب اللبناني للسيدات لكرة القدم والمشاركة معه في المنافسات الدولية، لكنها لم تكن تتخيل أن تنقلب حياتها رأسًا على عقب بعد إصابتها البالغة في الرأس ودخولها العناية المركزة، إثر غارة إسرائيلية استهدفت العاصمة بيروت.
بعد أن شنت إسرائيل هجومًا شاملًا على لبنان في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، اضطرت عائلة سيلين إلى النزوح من منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية إلى جبل لبنان بعد اشتداد الغارات.
لكن سيلين، البالغة من العمر 19 عامًا، أقنعت والديها بضرورة عودتها إلى المنزل في الشياح لمتابعة تمارينها ودراستها، على أن تغادره في كل مرة تصدر أوامر إخلاء في المنطقة.
أصيبت سيلين بشظايا في الدماغ، ما أدى إلى كسور في الجمجمة ونزيف في الدماغ. وهي ترقد الآن في وحدة العناية المركزة بمستشفى سانت جورج في بيروت
يقول والدها لوكالة "رويترز" للأنباء: "اتصلت بها صباحًا بعدما أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر بالإخلاء، فغادرت المنزل، لكن زوجتي اتصلت بي لاحقًا لتخبرني أن سيلين في المستشفى بعد إصابتها جراء غارة استهدفت مبنى مجاورًا". فقد عثر على سيلين في الشارع ممدة على الأرض والدماء تنزف من رأسها.
أصيبت سيلين بشظايا في الدماغ، ما أدى إلى كسور في الجمجمة ونزيف في الدماغ. وهي ترقد الآن في وحدة العناية المركزة بمستشفى سانت جورج في بيروت، حيث تعيش حاليًا على أجهزة التنفس الاصطناعي، مع ضمادات تغطي رأسها، وفقًا لما أفاد به مدربها سامر بربري.
يواصل جيش الاحتلال شن غارات جوية في مختلف الأراضي اللبنانية، ومنها واحدة خلّفت العشرات بين شهيد وجريح في وسط العاصمة اللبنانية، أي سيناريو لوقف إطلاق النار بـ #لبنان؟🤔
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 23, 2024
📌 كشفت تقارير غربية أن مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وحكومة الاحتلال الإسرائيلي تشهد حالة من "التفاؤل… pic.twitter.com/n8xc7Rfkdv
كانت سيلين لاعبة أساسية في نادي أكاديمية بيروت (BFA)، الفائز بالدوري النسائي اللبناني لكرة القدم الموسم الماضي. كما ساهمت في فوز المنتخب اللبناني للسيدات تحت سن 18 عامًا ببطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم لعام 2022 التي أقيمت في لبنان.
قامت رفيقات سيلين في الفريق بتعليق ملصق في ملعب التدريب الخاص بهن كتب عليه: "نحن في انتظارك". وتحدثت عنها رفيقتها لمى عابدين، البالغة من العمر 18 عامًا، قائلةً: "إنها حجر الزاوية في فريقنا. لكننا سنلعب من أجلها، وسنحقق أحلامها الكبيرة".
بدوره، يقول مدربها إن سيلين مثلت لبنان مرتين مع المنتخب الوطني تحت سن 18 عامًا، وإنها كانت قد اختيرت للمنتخب الوطني اللبناني وكان من المتوقع مشاركتها معه في بطولة غرب آسيا القادمة.
يقف والدا سيلين، عباس حيدر وسناء شحرور، يراقبانها وهما يحاولان استيعاب الكارثة التي حلت بابنتهما، ويصليان من أجل معجزة. يقول والدها، بصوت مفعم بالعاطفة: "لم أعتقد أبدًا أن لدي ابنة مثلها. لديها أحلام وقوة. كانت تقول لي دائمًا: سترى ما سأنجزه غدًا".
وعلى الرغم من أن الأطباء لا يعرفون متى ستستيقظ مجددًا، ترفض والدتها سناء التخلي عن الأمل. وتخاطبها قائلة: "أنا في انتظارك. لا تستسلمي. أنتِ بطلة. كل ليلة أراكِ في أحلامي. ستعودين".