الأمم المتحدة تدين استخدام إسرائيل لـ"القوة المميتة" ضد سكان جنوب لبنان
28 يناير 2025
يواصل الجيش الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان الذي دخل حيز التنفيذ فجر الأحد الماضي. وعلى الرغم من انقضاء مهلة الـ60 يومًا التي نص عليها الاتفاق، واصل الجيش الإسرائيلي اعتداءاته بالتزامن مع عودة اللبنانيين إلى قرى الجنوب، بما في ذلك قرى الحافة الأمامية المحاذية للحدود مع شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة.
مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: "استخدام القوة المميتة ضد المدنيين العائدين إلى منازلهم يشكل انتهاكًا للقانون الدولي"
في هذا السياق، أدان المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين العائدين إلى بلداتهم الجنوبية. وقال في سلسلة منشورات على منصة "إكس": "نشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بمقتل 24 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين في الأيام الأخيرة أثناء محاولة المدنيين العودة إلى منازلهم في جنوب لبنان".
وتابعت المفوضية الأممية في سلسلة منشوراتها، مؤكدة أن "استخدام القوة المميتة ضد المدنيين العائدين إلى منازلهم يشكل انتهاكًا للقانون الدولي"، مشددة في الوقت نفسه على أنه "يجب السماح للمدنيين بالعودة إلى قراهم في ظل ظروف طوعية وكريمة وآمنة"، وأعادت المفوضية الأممية التذكير في نهاية منشوراتها بضرورة أن "يتحول وقف إطلاق النار إلى سلام دائم ومستدام".
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن اعتداءات الجيش الإسرائيلي التي استهدفت الأهالي العائدين إلى بلداتهم الجنوبية خلال اليومين الماضيين أسفرت عن سقوط 24 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 134 آخرين
وقال مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية في بيان، أمس الإثنين، إن الحصيلة الإجمالية لاعتداءات الجيش الإسرائيلي خلال محاولة الأهالي الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة في جنوب لبنان أسفرت عن سقوط 24 شهيدًا، بينهم ست نساء، فضلًا عن سقوط 134 جريحًا، بينهم 14 امرأة و12 طفلًا.
وأعلن البيت الأبيض، أول أمس الأحد، عن تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حتى يوم الـ18 من شباط/فبراير المُقبل، وذلك بعد رفض الجانب اللبناني تمديد الاتفاق حتى يوم الـ28 من الشهر ذاته، على أن يتخلل هذه الفترة بدء محادثات بوساطة أميركية بشأن إعادة الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى الجيش الإسرائيلي. وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الجيش الإسرائيلي أفرج عن 11 لبنانيًا كان قد اعتقلهم خلال اليومين الماضيين.
من جانبه، شدد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في كلمة متلفزة بثتها وسائل إعلام لبنانية، مساء أمس الإثنين، على التزام الحزب "بعدم خرق الاتفاق"، مشيرًا إلى أن إسرائيل خرقت الاتفاق 1350 مرة خلال الشهرين الماضيين، وفقه، وتابع مضيفًا أنه "في مرحلة من المراحل فكرنا (حزب الله) أن نرد على الاعتداءات وقالوا لنا (الحكومة اللبنانية) الأفضل أن تصبروا قليلًا".
"عاد اللبنانيون إلى قراهم الخالية من معالم الحياة، مشوا فوق طرقات باتت غير معبّدة، شمّوا هواء بلادهم ولمسوا ترابها، سبح بعضهم في بحر الناقورة المحاذية للحدود الإسرائيلية رغم برد كانون، جلسوا فوق ركام بيوتهم التي هدمها الاحتلال، وانتشل الكثير منهم الشهداء من تحت الركام".
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 27, 2025
تقرير… pic.twitter.com/0uJjAJzVMO
ولفت قاسم في كلمته إلى أن "مشهد الخروقات الإسرائيلية كان مؤلمًا، لكن قررنا أن نصبر وتتحمل الدولة مسؤوليتها، واعتبرنا أن الدولة هي المعنية بالأساس في مواجهة إسرائيل، وما جرى من خرق للاتفاق يؤكد حاجة لبنان للمقاومة"، وتابع مؤكدًا في كلمته أنه ينبغي "على إسرائيل أن تنسحب بسبب مرور الستين يومًا، ولا نقبل بأي مبرر لتمديد يوم واحد ولا نقبل بتمديد المهلة"، محذرًا من "أي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب تتحمل مسؤوليته الأمم المتحدة والدول الراعية".
نعيم قاسم: "على إسرائيل أن تنسحب بسبب مرور الستين يومًا، ولا نقبل بأي مبرر لتمديد يوم واحد ولا نقبل بتمديد المهلة"
من جهته، شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، على أن "لبنان قام بتنفيذ البنود المطلوبة من التفاهم، إلا أن إسرائيل تماطل في تطبيق بنود التفاهم وما زالت تقوم بانتهاك القرار الدولي رقم 1701"، وتابع مضيفًا في تعليقه على قرار تمديد اتفاق وقف إطلاق النار أن "هذا الأمر يتطلب في المقابل الضغط لوقف الاعتداءات الاسرائيلية والخروقات المتكررة وتأمين الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الاراضي المحتلة في الجنوب".
وكان موقع العربي الجديد قد نقل عن مصدر في الجيش اللبناني قوله إن البلدات التي انتشرت فيها وحدات الجيش اللبناني هي: "بني حيان، حولا، ميس الجبل، مارون الراس، عيترون، يارون، راميا، الضهيرة، يارين، أم التوت، الزلوطية، الطيبة، دير سريان، بيت ليف، حانين، القنطرة، عيتا الشعب، القوزح، دير ميماس، ومروحين"، فيما لا يزال الجيش الإسرائيلي يحتل بلدات "اللبونة، بليدا، محيبيب، مركبا، كفركلا، العديسة، رب ثلاثين، طلوسة، تلة الحمامص، سردا، الوزاني، العباسية، المجيدية، بسطرة، السدانة، وبركة النقار".