الأمم المتحدة تصف عام 2024 بالأكثر وحشية في التاريخ الحديث
4 ديسمبر 2024
أطلقت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، نداءً لجمع 47.4 مليار دولار لتقديم المساعدات الإنسانية لنحو 190 مليون شخص في عام 2025، محذرة من تفاقم الأزمات الإنسانية العالمية بسبب النزاعات والتغير المناخي.
وفي هذا السياق، وصف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، عام 2024 بأنه "أحد أكثر الأعوام وحشية في التاريخ الحديث" بالنسبة للمدنيين المحاصرين في الصراعات.
وقال فليتشر، خلال إطلاق تقرير "اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025"، إن "مزيجًا من النزاع وأزمة المناخ وعدم المساواة تسبب في كارثة شاملة"، مضيفًا أن العالم "يشتعل" وأن الفئات الأكثر ضعفًا تدفع الثمن. وأشار إلى أن النزاعات الممتدة، مثل تلك التي تشهدها غزة والسودان وأوكرانيا، ساهمت في جعل عام 2024 الأكثر دموية لعمال الإغاثة، حيث قُتل أكثر من 280 عامل إغاثة.
تقرير الأمم المتحدة: عام 2024 كان أحد أكثر الأعوام وحشية في التاريخ الحديث بالنسبة للمدنيين المحاصرين في الصراعات
ورغم الطلب المتزايد على المساعدات، لم تتمكن الأمم المتحدة من تحقيق أهداف تمويلها لعام 2024، إذ تلقت 43% فقط من المبلغ المطلوب. ونتيجة لذلك، واجهت برامج الإغاثة تخفيضات حادة، مثل تقليص المساعدات الغذائية بنسبة 80% في سوريا، وخفض الدعم المخصص للمياه والصرف الصحي في اليمن، مما يهدد بتفشي أوبئة خطيرة كالكوليرا.
وأقر فليتشر، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، بأن نقص التمويل يمثل تحديًا خطيرًا، داعيًا إلى "مستوى جديد من التضامن العالمي" لمواجهة ما وصفه بـ"سأم المانحين". كما أشار إلى أن عام 2025 قد يكون أسوأ إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتوفير التمويل اللازم.
ووفقًا للتقرير، من المتوقع أن يحتاج 305 ملايين شخص حول العالم إلى مساعدات إنسانية في عام 2025، مع استمرار النزاعات الممتدة لأكثر من عقد كمعدل وسطي. وأوضح فليتشر أن الأزمات طويلة الأمد تؤدي إلى تداعيات خطيرة، مثل انخفاض متوسط العمر المتوقع، وارتفاع معدلات وفيات الأمهات، وزيادة خطر المجاعة.
وفي ظل هذه التحديات، تعهد فليتشر بالعمل على إقناع المانحين التقليديين والبحث عن "حلفاء جدد" لدعم الجهود الإنسانية. كما أكد أنه سيزور واشنطن قريبًا للتباحث مع الإدارة الأمريكية الجديدة في ظل مخاوف من تقليص دعمها للمنظمات الدولية.
ومع تجاوز عدد النازحين قسرًا بسبب النزاعات والعنف 123 مليون شخص بحلول منتصف عام 2024، وزيادة النزوح المرتبط بالكوارث المناخية، أكدت الأمم المتحدة أن العام القادم قد يكون أكثر كارثية إذا لم يتحقق تضامن دولي حقيقي. وشدد فليتشر على أن "النظام الإنساني اليوم يعاني من ضغط هائل ونقص في التمويل، ويتعرض لهجوم فعلي"، داعيًا إلى استجابة عاجلة لتخفيف معاناة الملايين.