1. سياسة
  2. سياق متصل

الإنفاق العسكري الإسرائيلي في ازدياد.. موازنة جديدة تمهد لتصعيد أكبر

27 يمشي 2025
نتنياهو مع وزراء حكومته بعد تمرير الميزانية (منصة إكس)
الترا صوتالترا صوت

صادق البرلمان الإسرائيلي على موازنة عامة تجاوزت قيمتها 200 مليار دولار، وشملت زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري، ما يعكس توجه الحكومة نحو تصعيد العمليات العسكرية في غزة وإمكانية توسيع نطاق المواجهة.

حصلت الموازنة الجديدة على تأييد 66 نائبًا مقابل 52، مما ضمن استقرار الائتلاف الحاكم مؤقتًا، ومنع إجراء انتخابات مبكرة كان من المحتمل أن تؤدي إلى خسارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

شهدت إسرائيل احتجاجات واسعة ضد تمرير الميزانية، حيث أغلق المتظاهرون الطرق المؤدية إلى البرلمان، مطالبين بالإسراع في إبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة منذ 18 شهرًا

ميزانية الحرب: استقرار سياسي أم تأجيج للصراع؟

وفقًا لمحللين، توفر هذه الميزانية لنتنياهو مجالًا أوسع لوضع أولويات حكومته، سواء عبر تكثيف العمليات العسكرية أو البحث عن تسويات محتملة، تشمل تطبيع العلاقات مع السعودية.

يقول المحلل في "منتدى السياسات الإسرائيلية"، مايكل كوبلو،  لصحيفة "نيويورك تايمز": "القرار قد يعزز الشعبوية اليمينية المتطرفة واستمرار الحرب في غزة، أو قد يكون مقدمة لاستراتيجية خروج من الحرب، لكن أيًا كان الاتجاه، فسيكون وفقًا لحسابات نتنياهو الخاصة، وليس لضغوط شركائه في الائتلاف".

وواجه نتنياهو إشكالية في حشد الدعم للموازنة في الكنيست بسبب تهديد نواب من الأحزاب الدينية بعدم التصويت لصالحها ما لم يتم تمرير مشروع قانون آخر يمنح إعفاءات للمتدينين (الحريديم) من الخدمة العسكرية.

احتجاجات داخلية ضد الميزانية

شهدت إسرائيل احتجاجات واسعة ضد تمرير الموازنة، حيث أغلق المتظاهرون الطرق المؤدية إلى البرلمان، مطالبين بالإسراع في إبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة منذ 18 شهرًا.

وفي ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، اختارت الحكومة الإسرائيلية التصعيد العسكري، مما زاد المخاوف على مصير المحتجزين. وشهدت قاعة الكنيست مشاهد غير مسبوقة، حيث اقتحمت عائلات المحتجزين الجلسة، رافعين صور ذويهم، وسط دعم من نواب المعارضة الذين حملوا لافتات كُتب عليها "59"، في إشارة إلى عدد المحتجزين الإسرائيليين المتبقين في غزة.

من جانبه، انتقد زعيم المعارضة يائير لابيد الميزانية، مشيرًا إلى أنها تضمنت تخفيضات في الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، بينما تم توجيه أموال ضخمة للأحزاب اليمينية المتطرفة لضمان استقرار الائتلاف الحاكم. وقال لابيد: "هذه الميزانية تضر بكل مواطن إسرائيلي، خصوصًا الطبقة العاملة، وهي لا تخدم سوى بقاء الحكومة لبضعة أشهر إضافية".

وبسبب تداعيات الحرب، فرضت الحكومة ضرائب غير مسبوقة، وخفضت الأجور، وقلّصت الإعانات الاجتماعية، مما أسفر عن اقتطاعات تصل إلى ما يقارب 6.5 مليار دولار أميركي. ومع ذلك، لم تشمل التخفيضات الأموال المخصصة للائتلاف الحاكم، والتي تبلغ حوالي 1.35 مليار دولار، كما لم تنفذ الحكومة وعودها السابقة بإغلاق وزارات غير ضرورية وتحسين كفاءة الإنفاق الحكومي.

تصعيد عسكري بدعم أميركي

خصصت الموازنة الجديدة 29.9 مليار دولار لوزارة الأمن، وهو أعلى رقم لأي وزارة حكومية، مما يعني أن 18% من ميزانية عام 2025 ستذهب للإنفاق العسكري. ويرى خبراء أن هذه الأرقام تعكس استعداد إسرائيل لاستمرار الحرب بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وامتداد عملياتها العسكرية إلى لبنان وسوريا، بالإضافة إلى تكثيف الضربات الجوية ضد إيران واليمن.

وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بعد إقرار الميزانية: "هذه ميزانية حرب، وبعون الله ستكون ميزانية النصر" وفق قوله، وهو تصريح يعكس النهج العسكري للحكومة في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة والتصعيد مع لبنان.

نتنياهو وتعزيز النزعة السلطوية

ترى الصحفية رافيت هيشت، في صحيفة "هآرتس"، أن الحكومة الحالية ليست مهددة بالسقوط قبل إقرار ميزانية 2026، كما لا يبدو أن هناك أي خطر يهدد استقرارها خلال العام المقبل.

وتساءلت عن توجهات نتنياهو في الأشهر المقبلة: هل سيواصل تعزيز نزعاته السلطوية التي تصاعدت في الآونة الأخيرة، أم سيختار التهدئة بعدما حقق استقرارًا سياسيًا؟

وتضيف هيشت: "داخل الائتلاف، هناك إجماع على أن نتنياهو سيواصل الحرب في غزة، وأن الأمل الوحيد لعودة المحتجزين الإسرائيليين مرتبط بموافقة قيادة حماس على مغادرة القطاع. بعبارة أخرى، التخلي عن المحتجزين وإهمال عائلاتهم سيستمر".

هل ينتهي الإفلات من العقاب؟

في ظل الدعم العسكري الأميركي المستمر، حيث وافقت إدارة ترامب على صفقات أسلحة تتجاوز 12 مليار دولار، تزداد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الانتهاكات في غزة. ومع تصاعد الحراك الحقوقي العالمي، بدأ الجنود والقادة الإسرائيليون يواجهون دعاوى قضائية في عدة دول، فيما صدرت مطالبات بمحاكمة نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم حرب.

إسرائيل لم تعد بمنأى عن المحاسبة الدولية، وحملات المقاطعة والملاحقات القانونية تشير إلى أن زمن الإفلات من العقاب قد يكون في طريقه إلى الانتهاء. ومع استمرار الحرب، فإن حكومة نتنياهو تراهن على ميزانية ضخمة للبقاء في السلطة، لكنها قد تواجه تداعيات سياسية وقانونية قد تغير المشهد الإسرائيلي برمّته.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة