الاحتلال الإسرائيلي أجبر عشرات الآلاف في شمال الضفة الغربية على ترك مساكنهم

أجبر جيش الاحتلال الإسرائيلي 30 ألف فلسطيني من سكان شمالي الضفة الغربية على مغادرة منازلهم، وذلك مع دخول عمليته العسكرية التي أطلق عليها اسم "السور الحديدي" يومها السابع عشر.

يشار إلى أنّ جيش الاحتلال قام بتوسيع العملية العسكرية في شمال الضفة لتشمل مخيم نور شمس في طولكرم، فبحسب بيانٍ لجيش الاحتلال فإنّ "قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود والشاباك بدأوا الليلة الماضية العمل في مخيم نور الشمس، حيث جرى استهداف عدد من المقاومين واعتقال آخرين".

وفي أحدث تطور ضمن هذه العملية، أوقع رصاص جنود الاحتلال، اليوم الأحد، سندس جمال محمد شلبي (23 عامًا)، وهي حامل في شهرها الثامن، شهيدةً. وأصاب زوجها بجروح وُصفت بالحرجة، وذلك خلال محاولاتهما النزوح من المخيم.

وأكد مدير نادي الأسير في طولكرم والناشط في اللجان الشعبية بمخيم نور شمس إبراهيم النمر، في تصريحات صحفية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شرعت، فجر اليوم الأحد، باقتحام مخيم نور شمس شرق طولكرم، وطردت عددًا من العائلات من بنايات على مداخل المخيم، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وأجبرت عشرات العائلات على النزوح نحو المناطق الشرقية، ومنعتها من دخول مدينة طولكرم".

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية "السور الحديدي" في شمالي الضفة الغربية، مما أدى إلى تهجير 30 ألف فلسطيني

وفي طولكرم ومخيّمها تواصل القوات الإسرائيلية عدوانها، عبر تشديد الحصار والتخريب المستمر للممتلكات والبنية التحتية، حيث قامت قوات الاحتلال بإغلاق جسر جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم، مانعةً المركبات من الدخول إلى المدينة أو الخروج منها.

تهجير بالقوة

أفاد محافظ مدينة جنين محمد أبو الرب بنزوح 16 ألف فلسطيني من مخيم مدينة جنين لوحده، منذ انطلاق العملية العسكرية لجيش الاحتلال في شمال الضفة.

أما في مخيم طولكرم فلم يتبقّ في المخيم حسب محافظ المدينة عبد الله كميل إلّا 4 آلاف أسرة، بعد تهجير 10500 شخص قسريًا.

كما أعلن محافظ طوباس والأغوار الشمالية أحمد الأسعد أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية أرغمت 4 آلاف فلسطيني من بلدة طمون على النزوح. وكانت قوات الاحتلال أنهت أمس السبت عمليتها الهجومية على بلدة طمون، جنوبي طوباس، والتي استمرت 9 أيام، تاركة خلفها دمارًا كبيرا لحق الممتلكات والبنية التحتية.

وفي مخيم الفارعة بمدينة طوباس أجبر الهجوم الإسرائيلية عشرات العائلات على مغادرة المخيّم الذي أنشئ بعد النكبة عام 1948.

ويرى مدير نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر أن ما يجري "جزء من سياسة رسمية إسرائيلية تستهدف تهجير اللاجئين الفلسطينيين، ضمن الهجمة المستمرة على المخيمات".

ووفقًا للنمر "كان يعيش في مخيم نور شمس نحو 14 ألف نسمة، لكنه تعرّض لموجة نزوح مستمرة منذ ثلاث سنوات، بفعل الاجتياحات المتكررة وتدمير البنية التحتية"، لافتًا إلى أن التقديرات تشير إلى أن "عدد السكان المتبقين في المخيم لا يتجاوز النصف (7 آلاف من أصل 14 ألفًا)، في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية بسبب التجريف والتدمير الممنهج للشوارع والمرافق الحيوية، علاوة على نزوح العشرات من العائلات فجر اليوم الأحد".

جنود الاحتلال يستهدفون النازحين من مخيم نور شمس بقنابل الصوت. pic.twitter.com/TNBUvI0wVz

— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) February 9, 2025

عمليات الدعم والاقتحامات

عَرفت بلدة عزون شرق قلقيلية اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة من مدخلها الشمالي الرئيسي، وطالت الاقتحامات الإسرائيلية أيضا قريتيْ دير قديس وخربثا بني حارث، غربي رام الله، وبلدة أبو ديس، شرقي القدس المحتلة.

فيما أفاد مصادر صحفية بقيام مستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال بإقامة نواة لبؤرة استيطانية بالقرب من خيام المواطنين الفلسطينيين في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأدّت الاقتحامات الإسرائيلية لبيت لحم جنوبي الضفة الغربية، أمس السبت، إلى إصابة 31 شخص بالغاز السام وفقًا لما أعلنه الهلال الأحمر الفلسطيني.

ولا يكتفي جيش الاحتلال بالقتل والتهجير وتخريب الممتلكات، بل قام بوضع خطط وتصورات مستقبلية "بزعم التصدي لتهديدات محتملة، لا تستهدف المستوطنات داخل الضفة الغربية فحسب، ولكن أيضًا المستوطنات الموجودة داخل الخط الأخضر، خصوصًا تلك القريبة من خط التماس وجدار الفصل العنصري".