الاحتلال الإسرائيلي يخطط للبقاء في الأراضي السورية لفترة غير محددة
29 يناير 2025
يخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي للبقاء في عمق الأراضي السورية التي شهدت توغلًا لقواته بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي لفترة غير محددة، وهو الأمر الذي تكرر في تصريحات العديد من المسؤولين الإسرائيليين خلال الفترة الماضية، بما فيهم وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس، والتي كان أخرها تأكيده على أن جيش الاحتلال سيواصل البقاء في المنطقة التي احتلها جنوبي سوريا.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد زعم في أعقاب سقوط نظام الأسد أن دخول القوات الإسرائيلية إلى الجانب السوري من مرتفعات الجولان المحتل كان ردًا على انسحاب قوات النظام السابق من مواقعهم، معلنًا انتهاء العمل باتفاقية "فض الاشتباك" التي وقعت عام 1974 بين النظام السوري وإسرائيل.
وقال كاتس خلال زيارة أجراها لمنطقة جبل الشيخ التي تحتلها إسرائيل، أمس الثلاثاء، إن الاحتلال الإسرائيلي لن يسمح لـ"قوات معادية" بالتمركز في جنوب سوريا، في إشارة إلى إدارة العمليات العسكرية التي تدير المرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مشيرًا إلى أن الاحتلال سيعمل على "تعزيز العلاقات مع السكان المحليين، خاصة مع الطائفة الدرزية" وفقه.
أكد وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يسرائيل كاتس أن "الجيش الإسرائيلي سيبقى في قمة جبل الشيخ ومنطقة الأمن (وهي المناطق التي احتلتها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد) لفترة غير محددة"
وأكد كاتس في بيان صادر عن وزارة الأمن في حكومة الاحتلال أن "الجيش الإسرائيلي سيبقى في قمة جبل الشيخ ومنطقة الأمن (وهي المناطق التي احتلتها إسرائيل بعد سقوط نظام الأسد) لفترة غير محددة من أجل ضمان أمن سكان الجولان (المحتل) والشمال وكافة سكان إسرائيل"، على حد قوله.
ومضى كاتس في البيان قائلًا: "لن نعود إلى واقع ما قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر"، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لن يعتمد "على الآخرين في الدفاع عن أنفسنا، سواء هنا أو في أي مكان آخر". وفي إشارة مباشرة لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي انتهاك الأراضي السورية، أضاف البيان: "لن نسمح لقوات معادية بالتمركز في منطقة الأمن جنوب سوريا، من هنا وحتى محور السويداء - دمشق".
وحذّر البيان من أن الاحتلال الإسرائيلي سيتخذ "جميع الخطوات اللازمة لمواجهة أي تهديد"، مضيفًا "سنعزز العلاقات مع السكان المحليين لتحقيق حسن الجوار، مع التركيز على الطائفة الدرزية الكبيرة التي تربطها علاقات تاريخية وعائلية بالدروز مواطني دولة إسرائيل، الذين تلتزم دولة إسرائيل تجاههم"، وفقًا لتعبيره.
وجاء بيان كاتس بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال نقل معدات إلى داخل المنطقة العازلة جنوبي سوريا. وقال جيش الاحتلال في منشور على منصة "إكس": "كجزء من الجهد اللوجستي، تم توفير المعدات للقوات للبقاء في ظروف الطقس العاصفة، والتي تتناسب بشكل فريد مع الظروف الجوية القاسية في المنطقة". ووفقًا لمنشور الاحتلال، فإن الهدف من هذه الخطوة "إنشاء بنية تحتية ومعدات قادرة على تحمل الظروف الجوية المختلفة، بما في ذلك الهياكل المؤقتة ذات الطبقة الإضافية من العزل، ومعدات التدفئة، والمولدات، ونظام تسخين المياه".
🔴 هيئة البث الإسرائيلية:
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 29, 2025
📌 مسؤولون في البيت الأبيض نقلوا لإسرائيل رغبة الرئيس الأميركي #دونالد_ترامب في سحب آلاف الجنود الأميركيين من #سوريا.
📌 سحب القوات الأميركية يثير قلقًا في إسرائيل، ويتوقع أن يؤثر على القوات الكردية في سوريا. pic.twitter.com/8Vlx3oNbMP
وبحسب منشور جيش الاحتلال، فإن نقل المعدات يضمن "الاستجابة الكاملة، من بين أمور أخرى: مبنى طبي فريد من نوعه لعلاج الإصابات الباردة وهو مزود بالمعدات المناسبة، ومطابخ وقاعة طعام تمكن من توفير الطعام الساخن للجنود"، لافتًا إلى أنه "تم توزيع الآلاف من المواد الشتوية على الجنود في المنطقة، مع التركيز على المعدات الفريدة لظروف الثلوج، بما في ذلك: أكياس التدفئة، ومعاطف المطر، والأحذية الشتوية".
وشن جيش الاحتلال أكبر سلسلة غارات جوية في تاريخه استهدفت كافة الأراضي السورية خلال الأيام الأولى التي أعقبت سقوط نظام الأسد، مما أسفر عن تدمير القدرات الدفاعية والصاروخية العسكرية التي خلفتها قوات النظام السابق بعد إخلائها لمواقعها. كما شن جيش الاحتلال غارة جوية في وقت سابق من الشهر الجاري استهدفت رتلًا لإدارة العمليات العسكرية كان يجمع الأسلحة من السكان المدنيين في ريف القنيطرة جنوبي سوريا.
وكان نظام الرئيس السوري الأسبق، حافظ الأسد، قد أبرم اتفاقية فصل القوات بين سوريا وإسرائيل في جنيف السويسرية في 31 مايو/ أيار 1974، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، والتي أنهت بموجبها حرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973، وأفضت الاتفاقية إلى إنشاء خطين فاصلين بينهما المنطقة العازلة.