الاحتلال يواصل التهجير القسري في الضفة الغربية.. إجبار ما تبقى من سكان مخيم طولكرم على المغادرة
15 يمشي 2025
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حملتها العسكرية في شمال الضفة الغربية، وسط تصعيد ميداني يشمل عمليات اقتحام وتدمير للمنازل والبنية التحتية، وتهجير قسري، مما فاقم الأوضاع الإنسانية.
في إطار سياسة ممنهجة تستهدف تهجير الفلسطينيين وتقويض وجودهم في المنطقة، وجهت قوات الاحتلال إنذارات لسكان حارة المربعة في مخيم طولكرم بضرورة إخلاء منازلهم، ما أجبر العديد من العائلات على المغادرة على عجل دون التمكن من أخذ أي مقتنيات. ويأتي هذا بعد أن فرض الاحتلال عمليات إخلاء قسري طالت أكثر من 20 ألف فلسطيني من سكان مخيمي طولكرم ونور شمس.
مخيم طولكرم تعرض لنحو 60 اجتياحًا سابقًا، وكل اجتياح خلّف موجات نزوح ودمار وقتل، لكن هذا الاجتياح هو الأطول والأكثر قسوة
تهجير سكان مخيم طولكرم
وصرّح فيصل سلامة، رئيس اللجنة الشعبية في مخيم طولكرم، لموقع "ألترا فلسطين"، بأن حارة المربعة، الواقعة عند أطراف المخيم قرب الضواحي، كانت لا تزال تضم بعض العائلات حتى صباح اليوم، قبل أن تجبرهم قوات الاحتلال على المغادرة، حيث منحهم مهلة حتى الساعة 12 ظهرًا لإخلاء منازلهم بالكامل.
وأوضح أن 50 عائلة، بما يعادل 250 شخصًا، اضطروا إلى ترك منازلهم دون معرفة ما إذا كان الاحتلال يخطط لهدمها أو فتح طرق جديدة في المنطقة. كما أشار إلى أن سكان مخيم طولكرم قد تم تهجيرهم بالكامل، باستثناء بعض الأفراد الذين يحاولون العودة بين الحين والآخر، لكن قوات الاحتلال تمنعهم باستمرار، ما يجعل استقرارهم مستحيلًا.
🔴 شهر رمضان في مخيمات #الضفة_الغربية.. خوف وقلق ومصير مجهول. pic.twitter.com/F9yC8Cz7oJ
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 10, 2025
وبحسب التقديرات التي نقلها عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإن عدد النازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس بلغ نحو 21 ألف شخص، توزعوا في مناطق مختلفة داخل المحافظة، حيث لجأوا إلى مراكز الإيواء والمدارس والمساجد، بالإضافة إلى بيوت الأقارب والأصدقاء.
أوضاع إنسانية كارثية
ووصف سلامة الأوضاع الإنسانية للنازحين بأنها كارثية، حيث يتم تقديم وجبات الإفطار والسحور داخل مراكز الإيواء والمناطق السكنية، لكنها لا تكفي لتغطية احتياجات الجميع. كما تعاني العديد من العائلات من نقص حاد في المستلزمات الأساسية، مثل الأدوية، وحليب الأطفال، ومواد العناية الصحية، فضلًا عن عدم توفر مأوى مناسب للحالات الأكثر احتياجًا.
وشدد سلامة على أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق وكالة "الأونروا"، داعيًا إياها إلى تحمل مسؤولياتها تجاه النازحين من خلال توفير المساعدات الإنسانية والإيواء، والتواصل مع المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لضمان تقديم الدعم اللازم للمتضررين.
كما أشار إلى أن مخيم طولكرم تعرض لنحو 60 اجتياحًا سابقًا، وكل اجتياح خلّف موجات نزوح ودمار وقتل، لكن هذا الاجتياح هو الأطول والأكثر قسوة، حيث تدهورت الظروف الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وسط هذه الأوضاع الإنسانية المتردية، سارعت طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مساعدة النازحين أثناء عملية الإخلاء، مع التركيز على تقديم الدعم للمرضى وكبار السن الذين وجدوا صعوبة في مغادرة المخيم، وذلك في ظل استمرار الاعتداءات التي خلفت أوضاعًا قاسية على سكان المدينة ومخيميها.
📌 في خضم التطورات التي تشهدها #الضفة_الغربية المحتلة، اتخذت #الولايات_المتحدة بقيادة الرئيس #دونالد_ترامب، موقفاً حاسماً في دعم العمليات الإسرائيلية هناك.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 26, 2025
📌 هذا الدعم غير المشروط كما يصفه رئيس تحرير موقع "ميدل إيست آي"، ديفيد هيرست، يمنح بنيامين نتنياهو، حرية تنفيذ سياسات قد… pic.twitter.com/goTtWwSJIw
استمرار العملية العسكرية
في تطور ميداني متصل، كثفت فرق المشاة التابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي انتشارها داخل أزقة مخيم طولكرم ومحيطه، حيث لاحقت السكان أثناء محاولتهم مغادرة منازلهم وجمع احتياجاتهم الأساسية، مما زاد من معاناة الأهالي الذين يعيشون تحت وطأة الحصار والتضييق المستمر.
من جهة أخرى، شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات طالت العديد من المنازل في مختلف أحياء المخيم، بما فيها حارتي قاقون وأبو الفول، حيث أقدمت على خلع الأبواب وإلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات. كما واصلت استخدام القنابل الصوتية لإرهاب السكان، في الوقت الذي استولت فيه على المزيد من المنازل داخل المخيم، محولة إياها إلى ثكنات عسكرية ونقاط تمركز لقناصتها، ما يعزز الطوق الأمني المشدد الذي يفرضه الاحتلال على المنطقة.
منذ 21 كانون الثاني/يناير الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية تحت اسم "السور الحديدي"، مستهدفًا مدن جنين وطولكرم وطوباس بشكل خاص. وأسفرت العملية حتى الآن عن استشهاد 73 فلسطينيًا، إضافة إلى عشرات الإصابات ومئات المعتقلين، فضلًا عن نزوح عشرات الآلاف من السكان ودمار واسع النطاق.