1. سياسة
  2. سياق متصل

الاقتراب من الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

26 نوفمبر 2024
لبنانيون يتفقدون موقعًا استهدفه جيش الاحتلال في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان وقف إطلاق النار في لبنان، بحسب ما أفادت عديد وسائل الإعلام، والذي يأتي بعد يومين من التصعيد غير المسبوق.

حيث صعّد حزب الله من عملياته العسكرية ضد تجمعات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى استهداف المستوطنات في شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصولًا إلى شن هجمات صاروخية طالت وسط تل أبيب، في الوقت الذي أصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال سلسلة من الإنذارات التي طالبت سكان أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت إخلاء أبنية محددة فوريًا.

وكان حزب لله قد أعلن عن تنفيذ 72 عملية عسكرية ضد جنود الاحتلال، فضلًا عن مواقع وقواعد عسكرية خلال الـ48 ساعة ماضية، وهي الأعلى منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في الوقت الذي كثف جيش الاحتلال من استهداف ضاحية بيروت الجنوبية التي استهدفها بأكثر من 30 غارة جوية، وسط توقعات بأن تشهد الساعات الأخيرة تصعيدًا في عمليات القصف المتبادلة بين حزب الله وجيش الاحتلال.

ومن المتوقّع أن يعقد المجلس الوزاري المصغّر في حكومة الاحتلال "الكابينت"، اليوم الثلاثاء، جلسة خاصة لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وسط ترجيحات بأن يطرح رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الاتفاق للمصادقة عليه، رغم وصفه بـ"الصفقة هشة"، وفقًا لمصدر سياسي، لافتًا إلى أن الاتفاق "ليس نهاية الحرب"، لكنه "اتفاق لوقف إطلاق النار، سيتم تقييمه يوميًا. قد يستمر ليومين، وقد يستمر لعامين"، بحسب ما نقل موقع "العربي الجديد" عن وسائل إعلام عبرية.

تُفيد التقارير بأنه ساعات قليلة تفصلنا عن إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، بعد يومين من التصعيد العسكري غير المسبوق

ويضيف "العربي الجديد" وفقًا لوسائل الإعلام العبرية بأن المصدر أشار إلى وجود "ورقة جانبية" تسمح بموجبها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للاحتلال الإسرائيلي بـ"التحرك ضد أي انتهاك لوقف إطلاق النار"، بما في ذلك محاولة حزب الله إعادة بناء قدراته العسكرية في جنوب لبنان. وتسود توقعات بأن يصوت وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، إلى جانب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ضد الاتفاق، لكنهما لن يهددان بالانسحاب من الحكومة.

وقالت هيئة البث العبرية إن "المجلس الوزاري المصغّر (الكابينت) يلتئم بعد ظهر، اليوم الثلاثاء، لمناقشة مسودة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله تمهيدًا للمصادقة عليه"، مضيفة أن نتنياهو "يعتزم الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان من قبل الكابينت فقط، وليس من الحكومة"، بحسب وكالة "الأناضول".

إضافة إلى ذلك، فإنه من المتوقع أن يجري نتنياهو محادثة مع رؤساء بلديات المستوطنات في شمال الأراضي المحتلة التي ترتبط بالحدود مع لبنان، على أن يتبعها بإصدار بيان لوسائل الإعلام. كما من المرجح أن يعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يومًا خلال الساعات القادمة.

وبحسب الهيئة العبرية، فإن نتنياهو وافق على الاتفاق "بعد تلقيه ضمانات أميركية تشمل تزويد إسرائيل بأسلحة كانت محظورة مؤخرًا على خلفية الحرب على قطاع غزة"، مضيفة أن تل أبيب تراجعت عن رفضها مشاركة فرنسا في مراقبة آلية الاتفاق، مشترطة أن "يكون لباريس دور ثانوي مقارنة مع دور واشنطن"، وأضافت أنه "من المحتمل أن تشارك بريطانيا أيضًا في آلية المراقبة، فيما يحاول الوسطاء الأميركيون تجنيد دول أخرى"، دون تحديد أسماء هذه الدول، وفقًا لـ"الأناضول".

وأشارت الهيئة العبرية إلى أنه "بعد شهرين من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ستبدأ مرحلة مناقشة التعديلات الحدودية حيث سيعين كل من لبنان وإسرائيل ضابطًا رفيعا من كل جانب، للإشراف على تنفيذ الاتفاق"، وادعت أن الاتفاق يحتفظ لجيش الاحتلال بـ"حرية التصرف في لبنان إلى جانب التفوق الجوي، وفي حال رصد تهديد فوري يمكن لإسرائيل شن هجوم لإزالته".

ووفقًا للهيئة العبرية، فإنه من المرجح أن ترافق الساعات الأخيرة التي تستبق دخول الاتفاق حيز التنفيذ تصعيد للعمليات العسكرية بين حزب الله وجيش الاحتلال. إذ قالت مصادر أمنية إسرائيلية بناء على "معلومات استخباراتية"، إن "حزب الله سيحاول تكثيف إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل قبل الإعلان المتوقع عن وقف إطلاق النار".

وأضافت نقلًا عن هذه المصادر أنه "في الوقت نفسه يستعد سلاح الجو الإسرائيلي لمواصلة هجمات واسعة في لبنان، بهدف استغلال الوقت المتبقي لاستهداف مواقع أخرى لحزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت، ومنطقة البقاع ومناطق أخرى".

من جانبها، نقلت عدة وسائل إعلام، بما فيها الوكالة الوطنية للإعلام، عن وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، محمد المرتضى، قوله إن "المعلومات تشير إلى أن إسرائيل قامت بتغليب العقل، وستمضي قدمًا، اليوم الثلاثاء، في الاتفاق على وقف الحرب في لبنان"، لافتًا إلى أن "معلومات الصحافة العبرية تكشف أن الكابينت الإسرائيلي سيصادق على قرار وقف النار في لبنان".

وشدد المرتضى على أنه "لا يمكن توقع حيثيات المرحلة المقبلة ما إن لم يتم الإعلان رسميًا في إسرائيل عن وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الأممي رقم 1701"، مطالبًا بـ"عدم الإفراط في التفاؤل والإبقاء على منسوب التحسب والحذر"، ومؤكدًا في الوقت نفسه على أن "المقاومة اللبنانية أفشلت مخططات نتنياهو"، مشيرًا إلى أن "الشعب اللبناني واجه عدوانًا شرسًا بحزم على مدار الأسابيع الماضية".

من جهته، أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بوحبيب، خلال كلمة له في افتتاح أعمال الدورة العاشرة على المستوى الوزاري لـ"حوار روما – المتوسط"، أن "لبنان مستعد للوفاء بالتزاماته المنصوص عليها في القرار 1701 جنوب نهر الليطاني، وهذا يعني حرفيًا: لن يكون هناك سلاح من دون موافقة الحكومة اللبنانية، ولا سلطة غير سلطة الحكومة اللبنانية"، مشددًا على أن هدف لبنان الأساسي "تمكين السلطة الوطنية الشرعية، باعتبارها الضامن للأمن والسلام".

وتعليقًا على دور المعارضة الإسرائيلية للمضي قدمًا في الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، يرى الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي، جاكي خوري، في حديث لـ"التلفزيون العربي" أن "نتنياهو سيحاول التسويق لهذا الاتفاق من خلال أمرين، وهما إبراز إنجازاته العسكرية المتمثلة بسلسلة الاغتيالات لقادة حزب الله وتدمير منشآته حتى اللحظة الأخيرة، بالإضافة إلى أن هذا الاتفاق سيتيح الهدوء على  الحدود الشمالية لسنوات"، لافتًا إلى نتنياهو "سينهي الحرب على لبنان حتى يتفرغ لقطاع غزة على الصعيد السياسي والاستيطاني".

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قد قال في تصريحات صحفية "نعتقد أننا بلغنا هذه النقطة حيث أصبحنا قريبين"، في إشارة إلى اقتراب الإعلان عن وقف إطلاق النار في لبنان. فيما ذكر موقع "أكسيوس" إن الاتفاق ينص على هدنة مدتها 60 يومًا، تُفضي إلى انسحاب حزب الله وجيش الاحتلال من جنوب لبنان، في مقابل انتشار الجيش اللبناني.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة