الحكم على قاتل عروبة وحلا بركات بالسجن المؤبد
16 يمشي 2018
نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن وكالة "دوغان" التركية للأنباء، أن محكمة تركية أصدرت حكمًا بالسجن المؤبد بحق سوري متهم بقتل الناشطة السورية المعارضة عروبة بركات، وابنتها الصحفية والناشطة حلا التي تمتلك جنسية أمريكية، وذلك في إسطنبول العام الماضي.
حكمت محكمة تركية بالسجن المؤبد، على أحمد بركات، الرجل السوري الذي قتل كلًا من عروبة بركات وابنتها حلا، العام الماضي
ومنتصف ليل 21 أيلول/سبتمبر 2017، أعلنت الشرطة التركية عن اكتشافها جثتي الناشطة السورية المعارضة عروبة بركات، وابنتها حلا، في منزلهما الكائن بمنطقة إسكودار في الشطر الآسيوي من مدينة إسطنبول.
اقرأ/ي أيضًا: اغتيال حلا بركات ووالدتها.. مخاوف متجددة على حياة المعارضين السوريين بالخارج
على الفور بدأت التكهنات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تُشير بأصابع الاتهام للنظام السوري بالوقوف وراء عملية الاغتيال، خاصة لنشاط عروبة المعارض للأسد منذ حتى قبل بدء شرارة الثورة السورية، وانخراط ابنتها حلا في أنشطة وفعاليات معارضة للنظام خارج سوريا.
وقد اكتشفت الشرطة التركية مقتل عروبة وحلا، بعد إبلاغ أصدقائهما عن فقدان الاتصال بهما مدة يومين. وعندما توجهت الشرطة للمنزل، وجدت الجثتين ملفوفتين بأغطية، وكلتاهما مفارقتين للحياة إثر عدة طعنات بالسكن اخترقت جسديهما.
وقالت وسائل إعلام تركية، إن عروبة قبيل مقتلها، كانت تعمل على تحقيق تقارير حول التعذيب في السجون التي يديرها نظام الأسد. فيما تعددت نشاطات ابنتها حلا المعارضة للنظام، بما في ذلك عملها الإعلامي والصحافي.
وكانت عروبة (60 عامًا)، قد غادرت البلاد، تحديدًا محافظة إدلب التي تنحدر منها، في ثمانينات القرن الماضي، التي عرفت هجمة دموية للنظام السوري على المعارضة، خاصة في حماة التي عرفت مجزرة نفذها شقيق الأسد الأب، رفعت الأسد، الذي يواجه تحقيقات غسيل أموال واختلاس في فرنسا اليوم وربما في بريطانيا قريبًا، بحجة الحرب على جماعة الإخوان المسلمين. وقد قضى في هذه المجزرة عشرات الآلاف، وتعرض الآلاف للإخفاء القسري والاعتقال.

وبعد خروجها من سوريا -خلال العقد الذي عرف كثيرًا من حالات النفي بين سوريين هربًا من بطش النظام- تنقلت بين عدة دول، قبل أن تختار الإقامة في إسطنبول، وهناك انخرطت في أنشطة معارضة للنظام، حتى شاركت مع المعارضة السورية بعد الثورة، فانضمت للمجلس الوطني السوري.
أما ابنتها حلا (22 عامًا)، وهي حاصلة على الجنسية الأمريكية؛ فقد تخرجت من كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة "إسطنبول شهير" في أيار/مايو 2017. وبالإضافة إلى أنشطتها، ومشاركتها في أنشطة معارضة للنظام السوري، دأبت على الظهور في عددٍ من البرامج الإعلامية لتسليط الضوء على مصير المعتقلات في سجون الأسد.
وبعد مقتلهما كثرت التهكنات والأقاويل حول القاتل ودوافعه، فهناك من اعتقد أن النظام السوري أو أحد عملائه قد يكون متورطًا في عملية القتل، وهناك من اعتقد أنه ربما تكون إحدى التنظيمات المتطرفة هي المسؤولة عن عملية الاغتيال، ومن رأى أنها ربما عملية اغتيال بلا أبعاد سياسية مباشرة.
لكن، بعد أيّام قليلة، اكتشفت الشرطة التركية جزءًا هامًا من الحقيقة، متمثلًا في القاتل، وهو أحد أقربائهما من بعيد ويدعى أحمد بركات، ويعيش في مدينة بورصة التركية.
وقد تعرفت الشرطة التركية على القاتل من خلال كاميرات المراقبة، ثم القت القبض عليه بعد عملية بحث استمرت نحو ثلاثة أيّام.
القبض على قاتل عروبة وحلا بركات، لم يكشف الحقيقة الكاملة، أي الدافع الحقيقي وراء عملية اغتيالهما
لكن القبض على القاتل أحمد بركات، لم يكشف الحقيقة كاملة، حتى الآن على الأقل، أي الجزء المتعلق بالدوافع الحقيقية وراء عملية الاغتيال.
اقرأ/ي أيضًا: