1. سياسة
  2. سياق متصل

الخلافات تتصاعد بين حلفاء ترامب.. هل ينهار ائتلافه قبل تنصيبه رئيسًا؟

6 يناير 2025
تهدد الخلافات بين أنصار ترامب بانهيار ائتلافه قبل تنصيبه رئيسًا (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

سلّطت وكالة "فرانس برس" الضوء على تصاعد الخلافات بين أنصار ترامب، وعلى وجه التحديد بين من سمّتهم الوكالة "ماغا التقليدية" في مواجهة "ماغا التكنولوجية". ويتعلق الأمر حسب ما هو واضح بالخلاف الحاد الذي بدأ يظهر للعلن حول الهجرة بين أنصار ترامب من الأثرياء ملّاك شركات التكنولوجيا بشكلٍ خاص والقاعدة الشعبية لترامب التي تعارض أي شكلٍ من أشكال الهجرة.

ويجد ترامب نفسه في حيرة وموقف صعب، خاصةً أن هذا الخلاف يهدد بنسف ائتلافه الواسع الذي أوصله إلى سدة الحكم من جديد، كما يتخوّف من انفجار هذا الخلاف قبل توليه منصبَه في 20 كانون الثاني/يناير الجاري.

ويرى الخبراء أنّ هذا الخلاف المتزايد في صفوف داعمي ترامب بمثابة مؤشّر على "التوتر الذي قد يشوب ولاية الرئيس الأميركي المنتخب في الأشهر المقبلة" وقد يؤثّر على سياسته الخارجية في أكثر من ملف وقضية.

وكانت شرارة الخلاف قد بدأت، حسب وكالة "فرانس برس"، على مواقع التواصل الاجتماعي في فترة عيد الميلاد، وذلك حول مسألة التأشيرات الممنوحة للعمال الأجانب ذوي المهارات، حيث أخرجت تلك الخلافات إلى العلن ما كان مطمورًا في خبايا وأروقة إدارة ترامب وحملته، بين "أقطاب شركات التكنولوجيا من أثرياء سيليكون فالي الذين أنفقوا أموالًا طائلة لحمل ترامب إلى البيت الأبيض، وقاعدة ترامب الصلبة من أنصار شعاره: لنجعل أميركا عظيمة من جديد أو ما يعرف اختصارًا بـ"ماغا"، والتي تعارض أي شكل من الهجرة".

بدأت التناقضات تظهر بين مكوّنات ائتلاف ترامب، الذي أوصله إلى سدة الحكم في الانتخابات، نتيجة قضايا عديدة أبرزها الهجرة

وفي هذا الصدد، تنقل "فرانس برس" عن فلافيو هيكل، أستاذ العلوم السياسية في معهد واشنطن، قوله: "أعتقد أن الحرب الكلامية الأخيرة بين ماغا التقليدية وماغا التكنولوجية شكّلت جولةً أولى أطلقت المعركة الطويلة الأمد حول مستقبل حركة ماغا".

وأشارت "فرانس برس" إلى أنّ إيلون ماسك يتزعم معسكر سيليكون فالي، لافتةً إلى أنّ ماسك الذي يصنف أثرى رجلٍ في العالم "أنفق ما لا يقل عن 250 مليون دولار على حملة ترامب، ليكافئه الأخير بتعيينه على رأس لجنة مكلفة بالحد من الإنفاق العام، إلى جانب ملياردير آخر هو فيفيك راماسوامي".

وكان إيلون ماسك الذي يملك منصة "إكس (تويتر سابقًا) وشركتيْ تسلا وسبايس إس" قد عبّر عن تأييده لبرنامج تأشيرات "إتش1-بي" الذي يسمح لشركات التكنولوجيا بتوظيف أجانب ذوي مهارات، معتبرًا أن "استقدام افضل 0,1% من المهارات في مجال الهندسة عن طريق الهجرة القانونية أمر أساسي للولايات المتحدة". وبمجرد إعلان ماسك عن هذا التأييد، أصبح "عرضةً لهجمات قاعدة ترامب الشعبية"، وربط المهاجمون بين موقف ماسك وكونه مولودًا في جنوب إفريقيا وحصل على الجنسية الأميركية فيما بعد، كما اتهموه بخذلان قضية ترامب المركزية لصالح مصالح شركاته.

وردّ ماسك على منتقديه بشكلٍ قاس عندما وصفهم بـ"البلهاء الجديرين بالازدراء"، داعيًا إلى "استئصالهم". ولم يكتف بذلك، بل وعد بخوض حربْ حول مسألة التأشيرات، الأمر الذي زاد من حدّة الهجمات ضدّه. وفي هذا الصدد، توعد ستيف بانون، مستشار ترامب السابق للشؤون الإستراتيجية في البيت الأبيض والنجم الإعلامي في أوساط حركة "ماغا"، عبر مدونته الصوتية بـ"اقتلاع وجه ماسك"، داعيًا قطب التكنولوجيا إلى "عدم اعتلاء المنبر في أول أسبوع لك هنا وإصدار عظات للناس".

وأضاف بانون، المعروف بتشدده إزاء ملف الهجرة، أن "داعمي ترامب الأثرياء لم يفهموا يومًا ما الذي يجذب ناخبي الطبقات الشعبية إلى ترامب"، ووجّه بانون إيلون ماسك وغيره ممن أسماهم بـ"المحافظين الحديثي العهد" إلى "التريث ودرس مواقف قاعدة ماغا التقليدية بشأن حصر الوظائف الأميركية بالأميركيين"، متّهمًا شركات سيليكون فالي بـ"تدمير الطبقة الوسطة في الولايات المتحدة"، مطالبًا إيها بتقديم ـ"تعويضات للأميركيين".

ويعدّ هذا الخلاف، حسب "فرانس برس"، أوّل خلاف داخلي "يخرج إلى العلن منذ انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر بين أنصار ترامب".

الليبارتارية العقائدية

وبحسب فلافيو هيجل، أستاذ العلوم السياسية في معهد واشنطن، فإن "ماسك وراماسوامي وأقطاب شركات تكنولوجيا آخرين أوكل إليهم ترامب أدوارًا استشارية، هم ليبرتاريين عقائديًا من أنصار الحريات الفردية، ويعارضون تدخل الدولة ويؤيدون أولوياتٍ محافظةٍ تقليدية مثل ضبط العجز في الميزانية العامة والهجرة القانونية".

يرى الخبراء أنّ الخلاف المتزايد في صفوف داعمي ترامب بمثابة مؤشّر على التوتر الذي قد يشوب ولاية الرئيس الأميركي المنتخب في الأشهر المقبلة

وأردف فلافيو هيجل أن أنصار "ماغا التقليديين في المقابل  لا يكترثون على ما يبدو للميزانية ويرون في عداء ترامب للهجرة ورفعه شعار أميركا أولًا السمة الأكثر جاذبية في ترشحه للبيت الأبيض".

ترامب ينحاز إلى الأثرياء في هذه الجولة

اختار ترامب الانحياز لأقطاب شركات التكنولوجيا بدفاعه عن "تأشيرات إتش1-بي"، الأمر الذي فاجأ حسب "فرانس برس"، أنصاره، مثيرًا بذلك الموقف "انتقادات من معتدلين مثل السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي.

فيما اعتبر متابعون أنّ ترامب بهذا الموقف أعلى البراغماتية على النزاعة الشعاراتية لديه. وفي هذا الصدد، نقلت "فرانس برس"، عن الخبير في الشأن الأميركي والأستاذ في جامعة بينغهامبتون في نيويورك، دونالد نيمان، قوله: "أظهر ترامب قدرةً على جمع ائتلاف أوسع من قاعدته الماضية، ولو أن ذلك قد يثير المزيد من الخلافات"، مضيفًا "يدرك ترامب أن عليه تحقيق نتائج في مجال الاقتصاد، وهي المسألة التي أوصلته إلى البيت الأبيض، وبالتالي فإن الطعن بقطاع التكنولوجيا سيكون سياسةً خاطئة". وهذا الأمر بحدّ ذاته يدفع إلى الإشادة بترامب حسب نيمان.

وتعلّق "فرانس برس" على هذا الجدل بالقول إنّ حركة "ماغا قد تكون تبدلت تركيبتها بصورة دائمة مع تدفق الأموال من سيليكون فالي، وقد يختار ترامب تجاهل الشريحة الأكثر يمينيةً في المسائل الشائكة، وهو الذي أظهر في ما مضى براغماتية إيديولوجية".

ومع ذلك، يرى البعض أنّ هذا الخلاف الذي ظهر بين أنصار ترامب "قد لا ينتهي لصالح ماسك، لأن الرئيس الجمهوري المقبل على يقينٍ بأن سلطته الحقيقية لطالما استمدها من دعم الطبقات الشعبية" وفقًا لـ"فرانس برس".

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة