الخمسة المهووسون بإشعال الحرائق في الشرق الأوسط يقودون إسرائيل نحو نقطة اللاعودة
25 يمشي 2025تشهد إسرائيل حالة غير مسبوقة من التوتر الداخلي والخارجي، في ظل قرارات سياسية وعسكرية مثيرة للجدل قد تدفع المنطقة بأسرها إلى مواجهة إقليمية شاملة.
في مقاله بصحيفة "معاريف"، يوجه اللواء (احتياط) إسحاق بريك انتقادات لاذعة للقيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، متهمًا إياها باتخاذ قرارات متهورة "تهدد استقرار الدولة ومستقبلها".
قرار العودة إلى الحرب في غزة بعد توقف وجيز جاء بناءً على حسابات سياسية وليس اعتبارات عسكرية
الجنرالات في خدمة السياسة
يبدأ بريك مقاله بتسليط الضوء على تعيين الجنرال أيل زامير رئيسًا لأركان الجيش الإسرائيلي، وهو تعيين وصفه بأنه خاضع للمصالح السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس. وأشار إلى أن لقاءاته العديدة مع زامير كشفت عن تصورات مختلفة تمامًا لديه، لكنه تخلى عن قيمه الأساسية من أجل المنصب وتعاون مع القيادة السياسية.
وفقًا لبريك، فإن زامير وافق على تنفيذ أجندة سياسية قبل أن تكون عسكرية، متعهدًا بالقضاء على حركة حماس في غزة، وإنشاء حكم عسكري إسرائيلي هناك، والإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية، وأخيرًا تغيير نظام الحكم في القطاع. ويرى بريك أن هذا الوعد لم يكن سوى وسيلة لنتنياهو لتعزيز قبضته على الحكم وضمان بقاء الشخصيات اليمينية المتطرفة، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ضمن حكومته.
📌 في توقيت مثير للشك، وبينما كانت إسرائيل تُعد لهجوم عسكري واسع على قطاع #غزة، نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار. لم تكن هذه الخطوة مدفوعة بأسباب أمنية بقدر ما ارتبطت بحسابات سياسية، وفقًا لتقرير جديد أعده الصحفي رونين برغمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت".… pic.twitter.com/PH4mWJ1gkn
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 21, 2025
يصف بريك هؤلاء الخمسة بأنهم مجموعة شريرة ومنعدمة العقل، لم يتعلموا شيئًا من الماضي، ويكررون الأخطاء نفسها مرارًا وتكرارًا، متسببين في "أضرار جسيمة لإسرائيل ولا يتقدمون بها مترًا واحدًا".
عودة الحرب وتجاهل الواقع السياسي
يرى الكاتب أن قرار العودة إلى الحرب في غزة بعد توقف وجيز جاء بناءً على حسابات سياسية وليس اعتبارات عسكرية، حيث فضَّل نتنياهو تجنب الدخول في المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى، التي كان من المفترض أن تؤدي إلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار وإنهاء الحرب. ويؤكد بريك أن استمرار العمليات العسكرية لا يخدم سوى أجندة الحكومة، التي تسعى للحفاظ على تماسكها، حتى لو كان ذلك على حساب الأمن القومي الإسرائيلي.
الانعزال الدولي وغياب الأهداف العسكرية الواضحة
يصف بريك الوضع الراهن بأنه "كارثي"، إذ باتت إسرائيل معزولة دوليًا بسبب سياساتها المتشددة، باستثناء الدعم الأميركي غير المشروط. ويرى أن الحكومة الإسرائيلية تستخدم هذا الدعم كغطاء لمواصلة العمليات العسكرية، رغم أن الواقع على الأرض يُظهر أن حماس لم تُهزم، وأن احتمالات استعادة المحتجزين الإسرائيليين تتضاءل مع استمرار القصف.
بحسب رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" ألوف بن، يسعى نتنياهو لتحويل "إسرائيل" إلى دولة ديكتاتورية دينية وقومية، مستفيدًا من دعم إدارة ترامب اللامحدود.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 21, 2025
اقرأ أكثر: https://t.co/WqY1wZMHsc pic.twitter.com/A4mhDvvqA2
خطر التصعيد الإقليمي
يحذر بريك من أن إسرائيل باتت على أعتاب مواجهة إقليمية شاملة، نتيجة تصعيدها العسكري في غزة، واستمرارها في سياسات تتجاهل التوازنات الإقليمية. ويرى أن هذا التصعيد يمتد إلى جبهات أخرى مثل لبنان، حيث أطلق حزب الله مؤخرًا صواريخ على إسرائيل، واليمن، حيث يواصل الحوثيون استهداف المصالح الإسرائيلية والغربية، وسوريا، التي قد تدخل في تحالفات جديدة تهدد الأمن الإسرائيلي.
موارد محدودة وأهداف غير قابلة للتحقيق
يؤكد بريك أن الجيش الإسرائيلي ليس مؤهلًا حاليًا لتنفيذ الأهداف التي وضعتها القيادة السياسية. فالجيش يعاني من نقص في الموارد البشرية، مما يستدعي إصلاحات عميقة وزيادة في عدد القوات وتعزيز التجهيزات العسكرية، خاصة فيما يتعلق بالتصدي لتهديد الأنفاق التي تستخدمها حماس، والتي ما زالت تشكل خطرًا رئيسيًا على إسرائيل.
الحرب من أجل أهداف سياسية
يشير بريك إلى أن استمرار الحرب يهدف إلى ضمان بقاء نتنياهو في السلطة، ومنع سموتريتش من الانسحاب من الحكومة، وإعادة بن غفير إليها. ويحذر من أنه إذا قررت هذه المجموعة شن هجوم بري واسع على غزة، فإن ذلك سيؤدي إلى خسارة نهائية للمحتجزين، وسقوط عدد كبير من الإصابات في صفوف الجيش، إضافة إلى فشل ذريع سيُظهر إسرائيل في موقف ضعف وعزلة دولية. وفي النهاية، يرى بريك أن الحكومة ستجد نفسها مضطرة لمواجهة شعبها، تمامًا كما حدث خلال العام والنصف الأخيرين من الحرب، بإحساسٍ عميقٍ بالإهانة والفشل.
🎥 متظاهرون في #هلسنكي يجسدون اعتقال نتنياهو ويجولون فيه بالمدينة. pic.twitter.com/0NH7O1z4Ub
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 14, 2025
إلى أين تتجه إسرائيل؟
يخلص بريك إلى أن هذه القيادات تشعل الشرق الأوسط بدافع المصالح السياسية. بنيامين نتنياهو يتحكم في يسرائيل كاتس، وكاتس يتحكم في إيال زامير، وسموتريتش وبن غفير يقودان المشهد السياسي المتطرف. ويؤكد أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى نتائج كارثية، وأن "إسرائيل بحاجة إلى قيادة جديدة تدرك التحديات الحقيقية، وتعمل على وضع حلول عملية بدلًا من اتخاذ قرارات انفعالية تقودها والمنطقة إلى الهاوية".
ويختتم بالتحذير من أن "التاريخ سيحكم بقسوة على من قادوا إسرائيل إلى هذا الوضع، تمامًا كما حدث مع المسؤولين عن الإخفاق الأمني في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023"، معتبرًا أن استمرار هذه السياسات قد يجعل إسرائيل تواجه عواقب لا رجعة فيها.