الذكاء الاصطناعي لمراقبة الطلاب الأجانب الداعمين لفلسطين.. تصعيد جديد في الرقابة داخل الولايات المتحدة
7 يمشي 2025
أطلق وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، حملة جديدة تحت اسم "الإلغاء والترحيل" (Catch and Revoke)، تهدف إلى إلغاء تأشيرات الأجانب الذين يبدون تعاطفًا مع حركة حماس أو غيرها من الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة "إرهابية."
ويعتمد البرنامج بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي في مراجعة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بعشرات الآلاف من حاملي تأشيرات الطلاب، وفقًا لما نقلته مصادر رسمية في وزارة الخارجية لموقع "أكسيوس".
كجزء من عملية "الإلغاء والترحيل"، راجع المسؤولون الفيدراليون منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 أكثر من 100 ألف ملف في نظام تأشيرات الطلاب الأجانب
تصعيد غير مسبوق في الرقابة الحكومية
تمثل هذه الخطوة تصعيدًا كبيرًا في نهج الإدارة الأميركية تجاه مراقبة سلوك وتصريحات الأجانب داخل الولايات المتحدة، إذ ستتم مراجعة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن أي تعبير عن تعاطف مزعوم مع حماس، خصوصًا بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل. كما سيتم فحص قواعد البيانات الداخلية لمعرفة ما إذا كان أي من حاملي التأشيرات قد تم اعتقاله سابقًا، لكنه استمر في الإقامة داخل البلاد خلال إدارة بايدن.
بالإضافة إلى ذلك، تعتزم الحكومة التحقيق في التقارير الإعلامية حول المظاهرات المناهضة لإسرائيل، وكذلك الدعاوى القضائية التي رفعها طلاب يهود ضد متظاهرين أجانب بتهمة "معاداة السامية"، للتأكد مما إذا كان أي من حاملي التأشيرات قد شاركوا في هذه الأنشطة.
ووفقًا لأحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية، يتم تنفيذ هذه الحملة بالتنسيق مع وزارتي العدل والأمن الداخلي، في ما وصفه المسؤول بأنه "مقاربة شاملة للحكومة والسلطات".
📌 أعلنت إدارة دونالد ترامب أنها بدأت مراجعة شاملة للمنح والعقود الفيدرالية الممنوحة لـ #جامعة_كولومبيا، وذلك بسبب مزاعم تفيد بأن الجامعة لم تتخذ إجراءات كافية لمواجهة "معاداة السامية" وسط احتجاجات جامعية واسعة ضد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع #غزة.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 5, 2025
📌 تأتي هذه التطورات في… pic.twitter.com/TC5bDV11Fh
التدقيق في تأشيرات الطلاب
كجزء من عملية "الإلغاء والترحيل"، راجع المسؤولون الفيدراليون منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 أكثر من 100 ألف ملف في نظام تأشيرات الطلاب الأجانب (Student Exchange Visitor System)، وذلك للتأكد مما إذا تم إلغاء أي تأشيرة بسبب اعتقال الطالب أو فصله من الجامعة.
وقال أحد المسؤولين: " كانت النتيجة صادمة، لم نجد حرفيًا أي حالة إلغاء تأشيرة خلال إدارة بايدن، وهذا يكشف عن نهج متساهل تجاه إنفاذ القانون"، وفق قوله.
ترحيل الأجانب الداعمين لحماس
يستند البرنامج الجديد إلى قانون الهجرة والجنسية لعام 1952، الذي يمنح وزير الخارجية صلاحية إلغاء تأشيرات الأجانب الذين يُعتبرون تهديدًا للأمن القومي. وكان ماركو روبيو قد أشار إلى هذا القانون في تصريحات له بعد ثمانية أيام فقط من هجوم حماس، قائلاً: "نرى الناس يسيرون في جامعاتنا وفي شوارعنا، يهتفون للانتفاضة ويحتفلون بما فعلته حماس... هؤلاء يجب أن يغادروا البلاد فورًا."
وتتماشى هذه السياسة مع نهج إدارة ترامب المتشدد، إذ صرح ترامب في30 كانون الثاني/يناير الماضي، في بيان رسمي: "لكل المقيمين الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات المؤيدة للجهاد، نحن نضعكم تحت المراقبة. سنجدكم وسنقوم بترحيلكم."
كما أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا في 20 كانون الثاني/يناير، يستهدف حاملي التأشيرات والأجانب الذين "يشكلون تهديدًا للأمن القومي أو يروجون لأيديولوجيات كراهية".
التضييق على المؤسسات الأكاديمية
يأتي هذا الإجراء في وقت أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس ترامب، وقع أمرًا تنفيذيًا، بتوقف التمويل الفيدرالي عن الكليات والمدارس التي تسمح باندلاع احتجاجات المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال الرئيس الأميركي إنه سيتم سجن الطلاب الذين يحرضون على الاحتجاجات أو ترحيلهم بشكل دائم إلى بلدانهم الأصلية، مشددًا على أن إدارته ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي نشاط يعتبره تحريضًا أو تهديدًا للأمن القومي. وأضاف ترامب أن الطلاب الأميركيين المتورطين في مثل هذه الأنشطة سيواجهون إما الطرد من المؤسسات التعليمية أو الاعتقال، وذلك بحسب طبيعة المخالفة التي ارتكبوها.
استهداف الأصوات الناقدة لإسرائيل.. إدارة جامعة كولومبيا تحقق مع الطلاب المؤيدين لفلسطين.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 6, 2025
اقرأ أكثر: https://t.co/a5iqltTRjj pic.twitter.com/u88xAaxUxx
التداعيات على حاملي التأشيرات والاحتجاجات الطلابية
وفقًا لمراقبين، فإن تأثير هذه الأوامر التنفيذية بدأ بالفعل على حاملي تأشيرات الطلاب، إذ أصبح العديد منهم يتجنبون المشاركة في الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل خوفًا من العواقب.
وعلق رئيس اللجنة الأميركية لمناهضة التمييز ضد العرب، عبيد أيوب، قائلاً: "يجب أن يقلق جميع الأميركيين من هذا البرنامج، فهو يمثل تهديدًا لحرية التعبير ويشكل تجاوزًا من الإدارة الأميركية لحدودها. لن يعجب الأميركيون بذلك، وسيرون أنه تنازل عن حقوقهم لصالح دولة أجنبية."
وأشار أيوب إلى أن هذه السياسة تعيد للأذهان "عملية بولدر" في عام 1972، التي شهدت تجسس إدارة نيكسون على الجماعات المؤيدة لفلسطين، مؤكدًا أن البرنامج الجديد أخطر من أي وقت مضى بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة الخطاب العام.
الذكاء الاصطناعي.. أداة جديدة للمراقبة
أكد أحد كبار مسؤولي الخارجية أن استخدام الذكاء الاصطناعي ضروري لأمن البلاد، قائلاً: "سيكون من غير المسؤول لأي وزارة تأخذ الأمن القومي على محمل الجد أن تتجاهل المعلومات المتاحة للعامة حول المتقدمين للحصول على تأشيرات، خصوصًا مع توفر أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة."
لكن النشطاء الحقوقيين يحذرون من أن الذكاء الاصطناعي "ليس أداة دقيقة"، حيث يمكن أن يفسر المنشورات بطريقة خاطئة، مما يؤدي إلى قرارات غير عادلة بإلغاء التأشيرات وترحيل الأبرياء.
🔴 ترامب: سنسجن الطلاب الذين يحرضون على الاحتجاجات أو نرحلهم بشكل دائم إلى بلدانهم الأصلية.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 4, 2025
🔴 ترامب: سنطرد الطلاب الأميركيين أو نعتقلهم، وذلك بناءً على طبيعة المخالفة التي ارتكبوها. pic.twitter.com/pShZxrbqUn
حملة مؤيدة لإسرائيل
يبدو أن هذه الحملة جزء من التوجه العام لإدارة ترامب المؤيدة لإسرائيل، وهو ما يعكس التزام ترامب وروبيو القوي بدعم إسرائيل، وهو ملف يحظى باهتمام كبير لدى الإنجيليين البيض في الولايات المتحدة. في المقابل، أحدثت الحرب الإسرائيلية على غزة انقسامات داخل الحزب الديمقراطي.
وفي هذا السياق، قال مستشار في البيت الأبيض: "نحن لا نفعل ذلك بناءً على استطلاعات الرأي، لكن من الجيد دائمًا أن نكون في الجانب الصحيح من القضايا المهمة."
تمثل حملة "الإلغاء والترحيل" خطوة جديدة في سياسة ترامب لتقييد الهجرة وتعزيز الرقابة على الأجانب داخل الولايات المتحدة. وبينما تراها الحكومة إجراءً أمنيًا ضروريًا لحماية الأمن القومي، فإن منتقديها يحذرون من تهديدها لحرية التعبير وتقويضها للحقوق المدنية، مما يثير مخاوف بشأن تحولها إلى نهج دائم لتقييد الحريات في البلاد.