1. سياسة
  2. سياق متصل

الرؤية الأميركية والأوروبية بشأن أوكرانيا.. اختراقات محدودة مع استمرار التباين

25 فبراير 2025
الرئيس الأميركي ونظيره الفرنسي في البيت الأبيض (رويترز)
محمد يحي حسنيمحمد يحي حسني

ما تزال جبهات القتال ملتهبةً في الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك على الرغم من تسارع وتيرة التحركات الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق سلام دائم بين كييف وموسكو، بوساطة أميركية ومشاركة أوروبية.

شهد صباح اليوم الثلاثاء قيام القوات الروسية بشنّ هجوم بصواريخ كروز على العاصمة كييف، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تصدّت لهجوم أوكراني بطائرات مسيرة استهدفت مقاطعات بريانسك وكورسك وكالوغا وبيلغورود وجمهورية القرم.

ويتزامن هذا التصعيد الميداني المتواصل مع حدثين هامين: الأول يتمثل في حلول الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية أمس الإثنين، والثاني يتمثل في التحركات الأوروبية متعددة الجبهات لدعم كييف وحثّ الولايات المتحدة على عدم التخلي عنها وإشراك الأوروبيين في أي مفاوضات سلام.

حرصت أوروبا مع حلول الذكرى الثالثة للحرب على إظهار مستوى كبير من الدعم لأوكرانيا

 

وانعكست تلك التحركات في زيارة عدد من الزعماء الأوروبيين إلى كييف بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب، وعقد القادة الأوروبيون قمة مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، والكشف عن حزمة جديدة من الدعم الأوروبي للمجهود الحربي الأوكراني، وتوقيع عقوبات جديدة ضد مصالح روسيا؛ هذا بالإضافة إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لواشنطن ولقائه بنظيره الأميركي دونالد ترامب، وما أسفر عنه هذا اللقاء من مخرجات ذات أهمية لكييف.

حيث اتفق ماكرون مع ترامب على التصور المتعلق بإرسال قوات حفظ سلام أوروبية بمجرد الاتفاق على السلام بين روسيا وأوكرانيا، كما اتفق الجانبان على انضمام أوروبا إلى طاولة المفاوضات. ويبدو، من خلال التصريحات الصادرة من موسكو، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يرفض ذلك من حيث المبدأ، لكن التحدي يكمن في التفاصيل؛ فما تزال الرؤية الأميركية متباينة عن الرؤية الأوروبية، وقد سلّط المؤتمر الصحفي المشترك بين ترامب وماكرون الضوء على تلك التباينات. وجاءت مقابلة ماكرون مع "فوكس نيوز" لتوضيح مدى التباين بين رؤية ترامب ورؤية أوروبا.

رؤى متباينة:

تزعم وكالة "رويترز" للأنباء أن الرئيسين الأميركي والفرنسي أظهرا خلافات صارخة في نهجيهما تجاه أوكرانيا، على الرغم من وُدِّيّة محادثاتهما، إذ يُعزى ذلك إلى أن ماكرون طوّر علاقات شخصية جيدة مع ترامب خلال عهدته الرئاسية الأولى. لكن ذلك لم يكن كافيًا للتغطية على الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن مسعى ترامب للتوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار مع روسيا.

فمقابل حرص ماكرون على إبراز أن روسيا هي الطرف "المعتد" في الصراع، وأن نهجها العدواني يمثل تهديدًا للأمن في أوروبا ككل، كان ترامب مترددًا بشأن تلك الإدانة، وهو تردد يمكن تفهّمه في ضوء هجومه على زيلينسكي الأسبوع المنصرم ووصفه بأنه ديكتاتور وأنه يتحمّل، بقسط كبير، المسؤولية عن اندلاع الحرب، قبل أن يُخفّف لاحقًا من حدة تلك اللهجة النقدية؛ وذلك في ظل الحديث عن قرب توقيع صفقة المعادن، وإعلان ماكرون البارحة أن ترامب سيلتقي زيلينسكي هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل.

وفي مقابل تسرّع ترامب ورغبته في إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وقوله إنه قد يذهب إلى موسكو للقاء بوتين بمجرد التوصل إلى اتفاق، كان ماكرون، في المقابل، يحثّ على ضرورة اتباع نهج أكثر تريّثًا، بحيث يمكن البدء بهدنة، ثم اتفاق سلام يتضمن ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا. وبدا ذلك جليًا في قوله خلال المؤتمر الصحفي مع ترامب: "إننا لا نريد اتفاقًا هشًا"، معتبرًا أن أي اتفاق سلام يجب أن يخضع للتقييم والتحقق.

وعلى عكس الموقف الأوروبي الملتزم بوحدة الأراضي الأوكرانية، بدا ترامب مترددًا في ذلك الالتزام، حيث اكتفى في رده على سؤال عن إمكانية إجبار أوكرانيا على التنازل عن بعض الأراضي لروسيا، بالقول: "حسنًا، سنرى". فيما قال ماكرون إن أي صفقة "يجب أن تشمل سيادة أوكرانيا على جميع أراضيها".

بداية تحول؟

على الرغم من التباين الواضح في الموقف الأميركي ـ الأوروبي، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثاته مع ترامب "نقطة تحول في السعي إلى نهج موحّد". ويشير ماكرون بذلك إلى اتفاقه مع ترامب على نشر قوات حفظ سلام أوروبية بمجرد التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا. ويُشار إلى أن ماكرون أكد أن هذه القوات "لن تكون على الخطوط الأمامية، كما لن تكون جزءًا من أي صراع، حيث ستقتصر مهمتها على ضمان احترام عملية السلام".

وأكد ترامب موافقته على هذا التصور، قائلًا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعارضه أيضًا.

يُشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، سيزور واشنطن ويلتقي ترامب في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، لممارسة مزيد من "الضغط" على الحليف الأميركي، من أجل إظهار موقف أكثر صرامة تجاه روسيا.

بوتن على الخط:

لا يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعدٌّ بالمرة للتفريط برؤية ترامب للصراع، وبدوره كوسيط في محادثات السلام وليس كطرف يقف إلى جانب الأوكرانيين. ومن أجل كسب ترامب إلى جانبه، عمد بوتين إلى تقديم ما يرغب به ترامب من إطراءات من ناحية، ومواقف تبدو في ظاهرها تنازلات، يقدمها الجانب الروسي لصالح الوسيط الأميركي من جهة ثانية.

أعلنت موسكو عن عدم معارضتها لانضمام أوروبا إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا كما أبدت انفتاحًا على وجود قوات حفظ سلام أوروبية بعد الحرب في أوكرانيا

حيث أعلن بوتين، بالتزامن مع المؤتمر الصحفي لترامب وماكرون، عن موافقته على مشاركة الأوروبيين في محادثات السلام التي انطلقت جولتها الأولى في الرياض الأسبوع المنصرم، مشيرًا إلى أن الأوروبيين هم من رفضوا منذ فترة طويلة أي حوار مع بلاده لتسوية الصراع في أوكرانيا، معتبرًا في حديثه مع التلفزيون الروسي الرسمي أن ترامب يتعامل مع الصراع بين روسيا وأوكرانيا بعقلانية وليس بعاطفة، على عكس الأوروبيين؛ منتقدًا في ذات الصدد الردود السلبية الأوروبية على المحادثات الأميركية ـ الروسية في الرياض، مؤكدًا أنها كانت "عاطفية وخالية من أي نوع من المنطق" وفق تعبيره.

وأضاف بوتين أن المحادثات التي انعقدت في الرياض كانت مخصصة أساسًا "لرفع مستوى الثقة بين واشنطن وموسكو، وقد حققنا ذلك، وهذا ما يجعلنا على اتفاق مع الإدارة الأميركية بأننا سنصل إلى حل في أوكرانيا".

كما كشف بوتين عن مقترح جديد للنقاش بين واشنطن وموسكو، يتعلق بتخفيض الإنفاق العسكري بنسبة 50%، معتبرًا أن الأمر سيكون "جيدًا" للحد من سباق التسلح، معربًا عن أمله في انضمام الصين إلى مثل هذه المبادرة.

ومن المعروف أن العلاقات الروسية-الصينية شهدت تطورًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، لاسيما على صعيد التعاون الدفاعي. وقد تحدثت عدة مصادر عن أن إدارة ترامب عرضت على روسيا التخلي عن الصين لصالح التقارب مع الولايات المتحدة الأميركية، لكن يبدو أن الكرملين يبحث عن توازن في علاقاته مع العملاقين الأميركي والصيني، بحيث لا يفرط في أي منهما لصالح الآخر.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة