1. سياسة
  2. سياق متصل

الرابحون والخاسرون من سقوط النظام السوري

10 ديسمبر 2024
(Getty) تنفس السوريون الصعداء أخيرًا بسقوط نظام بشار الأسد
الترا صوتالترا صوت

وصفت صحيفة نيويورك تايمز سقوط طاغية سوريا بشار الأسد وزوال نظامه بالزلزال السياسي، معتبرةً أنّ هذا السقوط ربحت منه أطراف كان لها دور في الثورة السورية، وفي المقابل خسر من ورائه آخرون ارتبطت مصالحهم بالنظام البائد.

لا جدال في أنّ زوال نظام الأسد يعدّ مكسبًا لكلّ السوريين، وبسقوطه سقط الخوف الذي كان يجثم على سوريا، وتحرّر الصوت السوري المكبوت منذ نحو 6 عقود، والناظر لأفواج الخارجين من زنازين صيدنايا وبقية سجون آل الأسد يدرك قيمة اللحظة التاريخية باعتبارها لحظة حرية بامتياز، وهي حرية طالما تطلّع إليها السوريون، وكانت ثورة 2011 تعبيرًا صارخا عليها، وجاء نصر الثامن من كانون الأول/ديسمبر ليُتوّج تضحيات السوريين بفجر جديد يعقد عليه السوريون آمالًا عريضة بتأسيس نظام ديمقراطي يتعامل مع السوريين بوصفهم مواطنين لا بوصفهم طوائف وإثنيات وقوميات.

ولأنّ النظام السوري احتمى بالطائفية وغذّاها وارتكب مجازر على أساسها، تعتقد نيويورك تايمز أنّ المسلمين السنة الذين تعرضوا لقمع همجي تحت حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، ووالده حافظ الأسد، أصبحوا الآن في موقع قيادة ومسؤولية، وفي المقابل بات العلويون، الذين حكم آل الأسد باسمهم في "وضع خطر"، لكن بما أنّ سوريا لكلّ مواطنيها فلا مجال فيها للاستهداف على أساس الطائفة أو الدين أو القومية. ويستدعي هذا الابتعاد عن نموذج العدالة الانتقامية لصالح نموذج العدالة الانتقالية.

لا مجال في سوريا الجديدة للاستهداف على أساس الطائفة أو القومية أو المذهب 

تُبدي نيويورك تايمز وخلفها معظم الإعلام الغربي تحفظًا على القيادة الجديدة لسوريا، لكونها تضم أسماء كانت منخرطة في تنظيمات إسلامية متشددة على غرار أحمد الشرع، مع الإشارة إلى أنّ هذه القيادة الجديدة حرصت في خرجاتها الإعلامية المختلفة على إظهار التسامح والحديث بلغة تجمع السوريين ولا تفرقهم على أساس مذهبي أو طائفي أو إثني.

خارجيًا، تعدّ تركيا، حسب نيويورك تايمز، أكبر مستفيدٍ من تغيير النظام، حيث ستستغل وصول المعارضة إلى السلطة لضبط تحركات القوات الكردية في المنطقة. فضلًا عن ذلك تقدم أنقرة نفسها بوصفها أكبر داعمٍ للسلطة الجديدة في سوريا.

غير بعيدٍ من ذلك بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي في اغتنام التغيير ـ وما يصاحبه في العادة من فوضى وعدم استقرار ـ في تحقيق مكاسب على الأرض السورية، وظهر ذلك جليًا في قصف أهداف عسكرية عدة في سوريا والسيطرة على مناطق حدودية، حيث شنت إسرائيل منذ الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري أكثر من 100 غارة، كما توغلت عناصر جيش الاحتلال عدة كيلومترات في القنيطرة.

 ولفتت نيويورك تايمز إلى أنّ هذه المكاسب قد تستمر لفترة وجيزة، فضلًا عن ذلك تعتقد تل أبيب أن سقوط نظام بشار الأسد أضعف إيران وحزب الله اللبناني كثيرًا، فلم يعد لديهما موطئ قدم في سوريا.

ومع ذلك، ترى نيويورك تايمز، أن إسرائيل "قد تواجه مشاكل على المدى الطويل إذا ما تقلدت الحكم في سوريا قيادة إسلامية".

غير بعيدٍ من ذلك، من المتوقع، حسب نيويورك تايمز أن تحقق الإدارة الأميركية، هي الأخرى، مكاسب، والسبب في ذلك خسارة روسيا وإيران مواقعهما في سوريا. مع الإشارة إلى أنّ الأمور على هذا الصدد لم تتضح بعد بما فيه الكفاية.

ولفتت نيويورك تايمز إلى أن العلاقات الأميركية بالقيادة الجديدة لسوريا، ستتحدد بناءً على مجموعة من النقاط أبرزها الموقف من الحضور الأميركي في المنطقة والعلاقة بالأطراف المدعومة أميركيًا في سوريا "الأكراد"، والعلاقة مع روسيا مستقبلًا.

وترى نيويورك تايمز أن من شأن إطلاق القيادة السورية الجديدة سراح الصحفي الأميركي أوستن تايس، والذي يُعتقد أنه مسجون في سوريا منذ 2012، قد يُحسّن العلاقات السورية الأميركية مستقبلًا.

أمّا الخاسرون من سقوط نظام الأسد، فعدّدت نيويورك تايمز عدة أطراف، على رأسهم داخليًا "الأقلية العلوية" التي منحها آل الأسد "امتيازات كبيرة، فعزلتها بذلك عن باقي الشعب".

خارجيًا، تعد إيران ، حسب نيويورك تايمز، أكبر خاسر من سقوط الأسد الذي كان "حليفًا وثيقًا لها وخط نقل بري حيوي للبنان وحزب الله".

وأشارت نيويورك تايمز إلى الدعم العسكري الكبير الذي قدمته إيران للأسد لبقائه في الحكم خلال السنوات الأولى للثورة والحرب التي تلتها.

وفي المقابل "استغلت طهران سوريا لبسط نفوذها في المنطقة طيلة السنوات الماضية". ويعتقد أكثر المتابعين أن سقوط الأسد لم يكن ليتم بهذه السهولة لولا أن إيران تعاني حاليًا من الضعف نتيجة صراعها مع إسرائيل.

وما ينطبق على إيران ينطبق أيضا على روسيا وحزب الله، إذ خسرت موسكو بسقوط الأسد حليفًا مهما في الشرق الأوسط، ومن المرجح حسب الصحيفة الأميركية أن تفقد معه قواعدها العسكرية في سوريا. مع الإشارة إلى أن روسيا تولي قاعدتها البحرية في طرطوس أهمية خاصة لأنها تتيح لها دعم السفن الحربية في البحر الأبيض المتوسط.

بدوره وجد حزب الله اللبناني نفسه مرغما على مغادرة سوريا بعد الضربات القوية التي تلقاها في الحرب.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة