الصراع بين سلفاكير ومشار.. شبح الحرب الأهلية يحوم حول جنوب السودان
5 يمشي 2025
بات اتفاق السلام الموقّع عام 2018 في جنوب السودان مهدّدًا بالسقوط، بسبب عودة شبح الصراع الدموي ـ الذي دام خمس سنوات (2013 ـ 2018) ـ بين الرئيس سلفاكير ميّارديت ونائبه رياك مشار، وذلك على خلفية اتهاماتٍ من الأخير لسلفاكير بمحاولة قصقصة أجنحته، ومطاردة حلفائه في المؤسستين العسكرية والأمنية، والانقلاب على استحقاقات اتفاق السلام، بما في ذلك إجراء الانتخابات المزمع تنظيمها نهاية العام الجاري.
يشار إلى أنه في حال تمّ تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد، فستكون أول انتخابات يعرفها جنوب السودان منذ انفصاله عن السودان 2011.
يتزامن تصعيد الصراع بين قطبي الرئاسة في جنوب السودان مع اندلاع مواجهات مسلحة بولاية أعالي النيل، بين جيش جنوب السودان وتنظيم مسلّح يطلق على نفسه اسم "الجيش الأبيض"
ويتزامن تصعيد الصراع بين قطبي الرئاسة في جنوب السودان مع اندلاع مواجهات مسلحة بولاية أعالي النيل، بين جيش جنوب السودان وتنظيم مسلّح يطلق على نفسه اسم "الجيش الأبيض"، وهو مكوّنٌ في الغالب، حسب مصادر مختلفة، من عناصر تنتمي إلى قبائل النوير، كان لها دور رئيسي في الصراع المسلّح الذي اندلع عام 2013 بين المعارضة والحكومة، مخلّفًا مئات آلاف القتلى، حسب وكالة "رويترز " للأنباء.
اتفاق السلام الهش معرض للخطر والانهيار:
نقلت "رويترز" عن المتحدث باسم نائب رئيس جنوب السودان، بال ماي دينج، أن قوات من جيش جنوب السودان اعتقلت مسؤولًا عسكريًا بارزًا متحالفًا مع النائب الأول للرئيس ريك مشار، كما نشرت عناصر تابعة لها حول مقر إقامته، مما يعرض اتفاق السلام المبرم عام 2018، الذي أنهى الحرب الأهلية، للخطر، على حد تعبيره.
وأضاف المتحدث باسم مشار أن "الجيش أقدم، يوم أمس الثلاثاء، على اعتقال الفريق غابرييل دوب لام، دون توجيه أي اتهامات". ويُعدّ المعتقل أحد أبرز حلفاء مشار في الجيش، حيث كان يشغل منصب نائب قائد القوات المسلحة في جنوب السودان قبل اعتقاله.
واعتبر المتحدث، الذي يقود المعارضة وحركةً مسلحة، أن "هذا الإجراء ينتهك اتفاق السلام في جنوب السودان، ويشلّ مجلس الدفاع المشترك، الذي يُعدّ مؤسسة حيوية في الاتفاق، تتولى القيادة والسيطرة على جميع القوات". وأكد أن هذا الإجراء "يعرض الاتفاق بأكمله للخطر"، مضيفًا: "نحن قلقون للغاية بشأن الانتشار الكثيف لقوات جيش جنوب السودان حول مقر إقامة مشار. هذه الإجراءات تقوّض الثقة بين الطرفين".
صمت رسمي وتصعيد أمني
يشار إلى أن المتحدث باسم جيش جنوب السودان، الجنرال لول رواي كوانج، قال في بيان صادر، يوم أمس الثلاثاء، إنه "لن يعلّق على الاعتقال أو على القوات المحيطة بمقر إقامة مشار".
ولم يتوقف الأمر عند هذا المستوى، فقد أدّت محاولة قوات الأمن اعتقال رئيس المخابرات السابق إلى تبادل لإطلاق النار في العاصمة جوبا بين قوات الأمن وعناصر مسلحة تابعة للرئيس السابق لجهاز المخابرات.
ويربط بعض المتابعين هذه التطورات في المؤسستين الأمنية والعسكرية بوجود حالة من المعارضة داخل أوساط كبار الضباط تجاه توجهات الحكومة السياسية. وليس مستبعدًا أن يؤدي ذلك إلى حالات تمرد أو انشقاق، وهو سيناريو قد يُقوّض ما تبقى من التهدئة الحالية بموجب اتفاق سلام 2018.
تصاعد المواجهات في ولاية أعالي النيل بين "النوير" والجيش
شهدت منطقة الناصر، بولاية أعالي النيل، مواجهات مسلحة بين جيش جنوب السودان وتنظيم يُعرف باسم "الجيش الأبيض"، وهو مكوّن أساسًا من شبان ينتمون إلى قبائل "النوير"، التي تُعدّ ثاني أكبر مجموعة سكانية بعد مجموعة "الدينكا".
ولجأت قوات الجيش، وفقًا لمصادر محلية، إلى استخدام أسلحة ثقيلة ومدرعات للسيطرة على المنطقة، فيما ردّ المسلحون بعنف، مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى من الجانبين. كما أفاد شهود عيان لوسائل الإعلام الدولية أن الاشتباكات المستمرة دفعت السكان المحليين إلى النزوح من منازلهم بحثًا عن مناطق أكثر أمنًا.