1. سياسة
  2. سياق متصل

العاجز والغاضب والوسيط.. ثلاث صور إعلامية أبعدت بايدن عن مسؤولية حرب غزة

27 نوفمبر 2024
(Getty) الإعلام الأميركي يروّج لخلافات بين بايدن ونتنياهو لكن الواقع يقول عكس ذلك
الترا صوتالترا صوت

مع إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن المقال يوآف غالانت، أبدى بعض المتابعين استغرابهم من عدم صدور مذكرة مماثلة ضد الرئيس الأميركي جو بايدن. ويُرجع هؤلاء ذلك إلى أن إدارة بايدن، وفقًا لما يرونه، متواطئة بل ومشاركة في جريمة الإبادة الجماعية في غزة، ليس فقط عبر إمداد إسرائيل بالأسلحة، بل أيضًا من خلال توفير مظلة حماية سياسية ودبلوماسية لجرائم دولة الاحتلال في مجلس الأمن الدولي. فقد أجهضت واشنطن مشاريع قرارات عدة لفرض وقف إطلاق النار باستخدام المبعوث الأميركي لحق النقض "الفيتو"، مما مكّن إسرائيل من مواصلة جرائمها حتى الآن.

يعتقد موقع "ذا نيشن" أن الإعلام الأميركي لعب دورًا مهمًا في تبرئة الرئيس بايدن وفريقه من مسؤوليتهم المباشرة عن استمرار حرب الإبادة على غزة، مما سمح للبيت الأبيض بالنأي بنفسه عن تحمّل العواقب السياسية والأخلاقية لدعمه إسرائيل.

وأظهرت عملية تحليل مضمون لتغطية الصحف الأميركية خلال عام من العدوان أن مراسلي تلك الصحف اعتمدوا غالبًا على تصريحات من موظفين مجهولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، دون القيام بالتحقق المطلوب. كما بيّن التحليل كيف قامت الصحف الأميركية بتضخيم تأثير الخلاف الشخصي المزعوم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن.

الإعلام الأميركي ساهم في عدم تحميل بايدن مسؤولية الجرائم المرتكبة في غزة

ثلاثة أدوار:

يمكن تصنيف المقالات والتقارير التي تناولت دور الرئيس جو بايدن في حرب إسرائيل على غزة إلى ثلاثة أشكال:

  • الصنف الأول قدّم بايدن في صورة الرئيس العاجز عن ثني إسرائيل عن ارتكاب جرائمها ووقف الحرب على غزة.
  • الصنف الثاني صوّره بصفة المنزعج مما يحدث في غزة.
  • الصنف الثالث ركّز على بايدن الوسيط المحايد.

وعلى الرغم من التباين الشكلي بين هذه الأدوار الثلاثة المفترضة، إلا أنها تشترك في عدم اعتبار بايدن شريكًا في الحرب أو داعمًا لاستمرارها من خلال تأمين ما تحتاجه إسرائيل من دعم بالسلاح، والوقوف ضد الإرادة الدولية لإنهاء الحرب في مجلس الأمن الدولي.

دور إدارة بايدن

يصور موقع "ذا نيشن" أن إدارة بايدن كانت ولا تزال قادرة على إنهاء الحرب في غزة، ولا يمنعها من ذلك إلا تأييدها للحرب وما تقوم به إسرائيل من فظائع في غزة. وبالتالي، فإن مواقفها المتأسفة أو حتى المنتقدة أحيانًا لسلوك جيش الاحتلال لا تعدو كونها مجرد ذر للرماد في العيون.

دوافع ترويج فكرة عدم المسؤولية

يرى الموقع أن ترويج موظفي البيت الأبيض لفكرة عدم تحملهم مسؤولية الانتهاكات وجرائم الحرب في غزة يعود إلى "مجموعة من الأسباب والدوافع المهنية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية". فمن دون هذا الترويج، قد يجدون أنفسهم معرضين للمساءلة. وربما يفسر ذلك موقف إدارة بايدن الحاد من مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت.

تقارير الصحف الأميركية

رصد موقع "ذا نيشن" عشرة تقارير موزعة بين صحيفة "واشنطن بوست" (خمسة تقارير)، و"نيويورك تايمز" (ثلاثة تقارير)، و"بوليتيكو" (تقريران)، صدرت جميعها بين تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وتشرين الأول/أكتوبر 2024. تناولت هذه التقارير صورة بايدن العاجز عن إنهاء الحرب رغم دعوته إلى إنهائها.

اعتمدت التقارير العشر على مصادر غير محايدة، مثل مسؤولين مجهولي الهوية في إدارة بايدن، أو مسؤولين إسرائيليين، أو باحثين في مؤسسات معروفة بدعمها لإدارة بايدن وإسرائيل بنسبة 93%. وعلى الرغم من عدم حيادية هذه المصادر، لم تتساءل الصحف عن مدى حقيقة أن بايدن عاجز عن إنهاء الحرب فعلًا أم أنه قادر ولا يريد ذلك.

اعترافات داعمي بايدن

يُذكر أن أحد أبرز المروجين لصورة بايدن العاجز، وهو آرون ديفيد الباحث في مركز كارنيغي، اعترف مؤخرًا بأن بايدن يتمتع بالنفوذ الكافي لوقف الحرب عبر الضغط بالمساعدات العسكرية أو دعم قرار في مجلس الأمن. لكن ديفيد أصر على أن بايدن غير قادر على استخدام هذه الأوراق، ليس لسبب إلا "التزامه العاطفي العميق بفكرة أمن شعب إسرائيل، الذي صقله عبر عقود، والمشهد السياسي الداخلي، حيث برز الحزب الجمهوري باعتباره حزب إسرائيل التي لا تخطئ، والحاجة إلى اتفاق وقف إطلاق نار توافق عليه إسرائيل، وليس حركة حماس فقط".

صورة بايدن الغاضب

أما بالنسبة لصورة الرئيس بايدن الغاضب، فقد حلل موقع "ذا نيشن" عشرة تقارير أخرى في خمس صحف ومواقع أميركية هي: "أكسيوس"، "نيويورك تايمز"، "سي إن إن"، "بوليتيكو"، "أسوشيتد برس"، و"إن بي سي نيوز". ركّز هذا النوع من التقارير على انفعالات بايدن السلبية تجاه الحرب، مثل أسفه على ضحاياها من المدنيين، وتعبيره العلني عن انزعاجه، وربما توبيخه سرًا لنتنياهو.

جمع الموقع عناوين عدة صدّر بها الإعلام الأميركي هذا الصنف من التقارير، مثل: "بايدن ينفد صبره مع نتنياهو"، وكي  يفسر حوار قصير في مكالمة العلاقة المتوترة بين بايدن ونتنياهو؟"، و"مقتل زعيم حماس يؤجج التوتر بين بايدن ونتنياهو".

أظهر تحليل الموقع أن 98% من مصادر هذه المقالات كانت مسؤولين إسرائيليين، أو موظفين مجهولي الهوية في إدارة بايدن، أو باحثين مؤيدين للرئيس الأميركي.

لكن أيًا من هذه التقارير لم يتساءل عن سبب عدم اتخاذ بايدن القرارات الكفيلة بإنهاء الحرب، إذا كان منزعجًا وغاضبًا بالفعل من استمرارها.

ترويج صورة بايدن المنزعج

يلاحظ موقع "ذا نيشن" أن الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، الذي كان عضوًا في الوحدة 8200 الإسرائيلية ونال تكريمًا من البيت الأبيض عن عمله الصحفي، هو من أبرز المروجين لصورة بايدن المنزعج من الحرب. وقد نشر رافيد 25 مقالًا على موقع "أكسيوس"، استند في أغلبها إلى تصريحات من مسؤولين أميركيين مجهولي الهوية، وفقًا لما ذكره الموقع.

إدارة بايدن طرف أصيل في الحرب على غزة

أما بالنسبة للنمط الثالث من التقارير التي تصوّر بايدن بمظهر الوسيط والمحايد الحريص على إنهاء الحرب دون أن تكون الأطراف المباشرة معنيةً بذلك الهدف، فهي تمنح بايدن "تفوقًا أخلاقيًا". فبحسب هذه التقارير، يقوم بايدن بدور إنساني مجرّد من الغايات السياسية، إذ لا هدف له سوى تحقيق السلام، لكن إرادته يتم إحباطها باستمرار من قبل الإسرائيليين والفلسطينيين.

وترى هذه التقارير أن بايدن، باعتباره طرفًا ثالثًا، يظهر في موقع القوة الإنسانية المجردة من المصالح، التي تسعى باستمرار لتحقيق السلام، لكنها تواجه الإحباط من كلا الجانبين. في حين أن الواقع يخالف هذه الصورة المثالية المقدمة؛ فإدارة بايدن تشارك في حصار غزة وقصفها، ويكرّر المسؤولون الأميركيون مطالب إسرائيل باستسلام حركة حماس بشكل كامل، كشرط لوقف إطلاق النار.

في المقابل، يرى موقع "ذا نيشن" أن وسائل الإعلام الأميركية مطالبة بالتساؤل عن سبب حرص داعمي بايدن على تكريس هذه الصورة المحايدة للرئيس. كما يرى الموقع أن على وسائل الإعلام أن تركّز في تغطياتها على الجوانب السياسية للقضية المطروحة بدلًا من التركيز على الحالات المزاجية والنفسية للرئيس بايدن وخلافاته الشخصية المزعومة مع رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

image

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة

أول مئة يوم من حكم ترامب الجديد.. ارتباك داخلي واضطراب في النظام العالمي

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، منذ مجيئه إلى البيت الأبيض 20 كانون الثاني/يناير في ولاية رئاسية ثانية، بحالة من الإرباك والفوضى كادت تقلب النظام العالمي رأسًا على عقب

TEST TEST TEST

test test final

image

test 3

سياق متصل

وقف إطلاق النار في لبنان يهتزّ... الجيش اللبناني يلتزم بالـ"ميكانيزم" وقلق من تسخين جديد للجبهة