العدوان الإسرائيلي على غزة مستمر وسط تصاعد الانقسامات السياسية داخل إسرائيل
21 يمشي 2025
في اليوم الرابع لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتواصل الغارات الجوية والقصف المدفعي بشكل مكثف، في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الذي كان ساريًا حتى مطلع الأسبوع.
وقد أفادت مصادر محلية، صباح اليوم الجمعة، أن غارات إسرائيلية استهدفت المناطق الغربية من بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، وتزامن القصف مع إطلاق نار كثيف. كما أشارت إلى استمرار القصف المدفعي وإطلاق النار من الآليات الإسرائيلية على الأحياء الشرقية والغربية لمدينة رفح.
في حين أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية في حي الشابورة بمدينة رفح، مؤكدًا تدمير عدد من "البُنى التحتية" دون توضيح طبيعة أهدافه من هذا التوغل. وقامت دبابات الاحتلال بإطلاق نيرانها تجاه منازل الأهالي في حي تل السلطان غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية برية في حي الشابورة بمدينة رفح، مؤكدًا تدمير عدد من "البُنى التحتية" دون توضيح طبيعة أهدافه من هذا التوغل
هذا، وتم الإعلان عن استشهاد الصحفي في شبكة الأخبار الأميركية "Abc News" حسام التيتي وزوجته وابنته إثر قصف استهدف منزلهم في مدينة غزة يوم أمس.
وجاء في بيان صادر عن مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPS) أن "إسرائيل قتلت الصحفي حسام التيتي في أحدث جرائمها ضد الصحفيين في غزة"، مؤكدًا أن استشهاد التيتي وعائلته يندرج ضمن سلسلة انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين.
واعتبر المركز أن استهداف الصحفيين الفلسطينيين يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مشيرًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية تسببت في استشهاد نحو 210 صحفيين وإصابة المئات منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
الإعلان عن استشهاد الصحفي في شبكة الأخبار الأميركية Abc News حسام التيتي وزوجته وابنته جراء قصف منزله بمدينة غزة يوم أمس. pic.twitter.com/2BOm7Sdc4s
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) March 21, 2025
من جهته، تحدث مدير المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع عن ليلة دامية، حيث استقبل المستشفى 43 شهيدًا و82 جريحًا. كما كشف مدير دائرة المستشفيات الميدانية مروان الهمص، عن استخدام الجيش الإسرائيلي لأسلحة جديدة أدت إلى إصابات شديدة، بينها حروق كاملة وارتفاع ملحوظ في نسب البتر.
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم منظمة اليونيسيف في غزة، روزاليا بولين، استشهاد أكثر من 200 طفل فلسطيني منذ استئناف العدوان يوم الثلاثاء الماضي، ووصفت الأعداد بأنها "صادمة"، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن نسبة الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن تجاوزت 70% من إجمالي عدد الضحايا، ما يعكس حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة.
وفي سياق متصل، قالت حركة حماس إنه لا سبيل للإفراج عن المحتجزين إلا بوقف العدوان، والعودة إلى المفاوضات، وتنفيذ الاتفاق بعيدًا عن المناورات السياسية الفاشلة. وأضافت أن على المسؤولين الأميركيين الكف عن تحميل حماس مسؤولية تعطيل الاتفاقات، وتوجيه الاتهام إلى نتنياهو بدلاً من ذلك.
🎥 #شاهد.. تكدس الجثامين في المستشفى الإندونيسي جراء قصف الاحتلال. pic.twitter.com/mpqdOgipiQ
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 20, 2025
في سياق آخر، أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار، في قرار صادقت عليه الحكومة بالإجماع. وأشار بار إلى أن استبعاده من الوفد المفاوض يهدف إلى دفع مسار تفاوضي لا يفضي إلى صفقة تبادل أسرى، منتقدًا توقيت القرار الذي اعتبره سياسيًا ويضعف موقع إسرائيل.
في المقابل، قالت القناة 12 العبرية، إن أحزاب المعارضة الإسرائيلية تتقدم بالتماس للمحكمة العليا ضد إقالة الحكومة لرئيس جهاز "الشاباك".
من ناحية أخرى، أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية انقسامًا واضحًا في الرأي العام بشأن الحرب على غزة والتطورات السياسية المرتبطة بها. فقد عبّر 89% من مؤيدي الائتلاف الحاكم عن دعمهم لاستمرار القتال حتى توافق حركة حماس على صفقة تبادل، في حين فضّل 51% من أنصار المعارضة وقف القتال والعودة إلى المفاوضات.
وأيّد 38% من المستطلعة آراؤهم احتلال أراضٍ من قطاع غزة وضمها إلى إسرائيل في حال عدم الإفراج عن الأسرى خلال أسبوعين، فيما أيد 23% توسيع العملية البرية، مقابل 29% دعوا إلى وقفها واستئناف التفاوض، بينما لم يحدد 9% موقفهم.
أما بخصوص إقالة رئيس جهاز الشاباك، فقد رأى 46% أنها خطوة سياسية، في مقابل 40% وصفوها بالمهنية. وفي حال وقوع أزمة دستورية، قال 38% إنهم سينصاعون لقرارات المحكمة العليا، بينما عبّر 35% عن تفضيلهم الامتثال للحكومة.
صور نشرها جيش الاحتلال لتوغّل قواته في الشابورة برفح، جنوب قطاع غزة. pic.twitter.com/qDbhVp0LlV
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) March 20, 2025
في سياق متصل، نقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية، تصريحات لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، قال فيها إن القرار بالعودة إلى القتال في غزة لم يصدر عن الجهات الأمنية، بل كان خيارًا اتخذه المستوى السياسي.
وحمّل يعلون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن فشل السابع من أكتوبر، مضيفًا أن نتنياهو اليوم مستعد للتضحية بالمحتجزين. وأضاف يعلون أن حركة حماس كانت على استعداد للإفراج عن جميع الأسرى في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، إلا أن نتنياهو عمد إلى تقسيم عملية الإفراج من أجل الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي.
