العراق يكثف حراكه الدبلوماسي لمنع أي عدوان إسرائيلي يستهدف أراضيه
25 نوفمبر 2024
كشفت تقارير صحفية أن الحكومة العراقية كثّفت من حراكها الدبلوماسي مؤخرًا، في إطار تصديها لأي عدوان إسرائيلي محتمل، وذلك في الوقت الذي أدان فيه مجلس جامعة الدول العربية محاولات حكومة الاحتلال الإسرائيلي توسيع عدوانها إلى الأراضي العراقية، خلال اجتماع عُقد على مستوى مندوبي الدول الأعضاء في القاهرة.
وبحسب ما نقل موقع "العربي الجديد" عن مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، طلب عدم الكشف عن هويته، فإن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، كلّف وزير الخارجية، فؤاد حسين، بقيادة هذا الحراك مع عدد من مساعديه، لافتًا إلى أنه يأتي بالتزامن مع "استمرار حركة نقل وإفراغ مقرات فصائل عراقية مسلحة، تشمل مخازن أسلحة ومقرات مبيت في مناطق مختلفة من العراق تحسبًا لأي اعتداء".
ووفقًا للمسؤول العراقي، "تم التواصل مع ست دول، إحداها عربية، بشأن وقف أي عدوان إسرائيلي محتمل على العراق"، مبيّنًا أن الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا، من ضمن الدول التي تعارض أي عدوان إسرائيلي على العراق. لكنه أضاف أيضًا أن هذه الدول "تضغط لوقف ما تسميه هجمات الفصائل المرتبطة بإيران على إسرائيل باستخدام الطيران المسيّر"، وهو ما ينفيه العراق، مؤكدًا أنها تتم من داخل الأراضي السورية، وليس من أي مكان في الجغرافيا العراقية.
كثفت الحكومة العراقية من حراكها الدبلوماسي مؤخرًا، وذلك في إطار تصديها لأي عدوان إسرائيلي محتمل قد يستهدف الأراضي العراقية
وأشار المسؤول إلى أن "أطرافًا غربية لم تعد تقتنع برد العراق بشأن انطلاق الهجمات بالطيران المسيّر من داخل سوريا"، مضيفًا أن هذه الأطراف "تعتبر أن ذلك غير مهم على اعتبار أن الفصائل عراقية ومقراتها داخل العراق، وتدعوه إلى لعب دور أكبر في الضغط على الفصائل لمنع الهجمات التي تنفذها سواء من سوريا أو داخل العراق".
وختم المسؤول حديثه مع "العربي الجديد" بالإشارة إلى وجود "تحرك عراقي تجاه دولة عربية تمتلك علاقات وثيقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لمنع أي عدوان، والتحذير من انفلات الأمور وعدم السيطرة عليها، ما قد يجرّ إلى توسيع حرب أكبر في المنطقة في حال أقدم الكيان على هذه الخطوة".
وفي السياق، أدان مجلس الجامعة العربية، خلال اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين عقد أمس الأحد بناءً على طلب العراق، "محاولة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، توسيع ممارساتها العدوانية في المنطقة، بما في ذلك العراق"، وفقًا لبيان نُشر عبر الحساب الرسمي لجامعة الدول العربية على منصة "إكس".
وحذّر المجلس في بيانه من "خطورة التصعيد الإسرائيلي الشامل الذي يهدد باندلاع حرب إقليمية واسعة تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة"، لافتًا إلى أن رسالة حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى رئيس مجلس الأمن، أنطونيو غوتيريش، في 18 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ليست إلا "محاولات مكشوفة لتبرير التصعيد العدواني الإسرائيلي وتوسيع رقعة الحرب في المنطقة".
كما أدان المجلس "جرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي تستمر إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بارتكابها ضد الشعب الفلسطيني وجرائم العدوان على الأراضي اللبنانية والسورية"، مطالبًا "جميع الدول الأطراف في ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية بالالتزام بالتعاون مع المحكمة وعدم تسييس قراراتها".
عُقد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية اليوم 24/11/2024، بشأن حشد الدعم الدولي للتصدي للإجراءات الإسرائيلية في محاولة توسيع ممارساتها العدوانية والتصعيدية في المنطقة، وقد صدر عن المجلس القرار التالي: https://t.co/GKgaKBDZSA pic.twitter.com/CuEMhCUcOA
— جامعة الدول العربية (@arableague_gs) November 24, 2024
من جانبها، قالت وزارة الخارجية العراقية في بيان، أمس الأحد، إن العراق نجح، بدعم من الدول العربية، في "إصدار قرار يدين ويستنكر محاولات الكيان الإسرائيلي توسيع ممارساته العدوانية في المنطقة، بما في ذلك العراق. كما أدان القرار مخاطبة الكيان الإسرائيلي لمجلس الأمن، معتبرًا ذلك خطوة لتوسيع عدوانه في منطقة الشرق الأوسط"، مضيفة أن القرار تضمّن "تفاصيل أخرى".
وأضاف بيان الخارجية أن من بين هذه التفاصيل "الطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية توجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن تعكس موقف الجامعة الداعم لجمهورية العراق، والرفض القاطع للادعاءات الواردة في رسالة وزير خارجية الكيان الإسرائيلي"، مشيرة إلى أن القرار شدد "على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف التصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط، حفاظًا على الأمن والسلم الدوليين".
وكان رئيس الحكومة العراقية قد قال في كلمة له، أمس الأحد: "الكيان الصهيوني هدّد العراق بذرائع واهية تكشف عن نياته العدوانية، ما استلزم منا التأكيد على عدم جعل العراق منطلقًا لأي هجوم". وأضاف: "وجّهنا وزارة الخارجية بمتابعة ملف التهديد الصهيوني في المحافل الدولية لمنع محاولات الكيان إشعال الحرب في المنطقة بشكل أكبر"، مشيرًا في حديثه إلى أن "المحكمة الجنائية الدولية أصدرت أوامر قبض ضد رئيس حكومة الكيان ووزير دفاعه السابق، ما يؤكد إيغال الكيان وقادته في سلوك عدواني وإجرامي"، بحسب ما نقل موقع "ألترا عراق".